قرر مجلس الحرب الاسرائيلي (الكابينت) مساء أمس الثلاثاء، تصعيد الحرب على الشعب الفلسطيني لإعادة الهدوء في مجمل أراضي فلسطين التاريخية. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو : "سنقوم بتصفية حساباتنا" مع الفلسطينيين و"سنستخدم كل الوسائل والتدابير القوية". ووفقاً للتلفزة الاسرائيلية فقد قرر "الكابينت" - وهو مجلس الوزراء المصغر - تعزيز شرطة الاحتلال بمزيد من الجنود، هدم منازل منفذي العمليات فورا، سحب الهويات الاسرائيلية من منفذي العمليات في الأراضي المحتلة عام 1948 ومن يقدم لهم المساعدة، سحب الهويات من منفذي العمليات من سكان القدس وعائلاتهم، حصار أحياء فلسطينيةبالقدسالشرقية وإحاطتها بالشرطة والجيش. وقد قتل ثلاثة مستوطنين، صباح الثلاثاء، وأصيب أكثر من 20 آخرين في سلسلة عمليات إطلاق النار ودهس وطعن في القدسالمحتلة ومدينة "رعنانا"قرب تل أبيب، وسط حالة من الهلع الشديد، واستشهد شابان فلسطينيان، ووفقا للمصادر الإسرائيلية، فإن منفذي العملية هما شابان من سكان جبل المكبر، أحدهما يحمل سكينا، والآخر يحمل مسدسا، وشرعا في إطلاق النار وطعن ركاب الحافلة، ما أسفر عن استشهاد أحد المنفذين وإصابة الآخر، فيما قتل اثنان من ركاب الحافلة، وأصيب عدد آخر بينهم حالات خطيرة، كما استشهد فلسطيني وقتل إسرائيلي وأصيب عدد من الإسرائيليين بجروح في عملية دهس في موقف للحافلات في القدس. وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد ترجل السائق الفلسطيني من سيارته وبيده سكين، وطعن عددا من الإسرائيليين قبل ان يطلق جنود الاحتلال النار عليه ويستشهد. إضراب عام وعم الإضراب العام فلسطين وأغلقت الجامعات والمدارس، أمس، في إضراب عام وشامل، تنديدًا بجرائم الاحتلال بحق الأقصى، والتصعيد الإسرائيلي الذي امتد لكافة المناطق في الضفة وغزة والداخل، وتضامنًا مع انتفاضة القدس. وشددت الحركة الإسلامية على أن "إضرابنا واحتشادنا هو أقلّ الواجب تجاه دماء شهداء شعبنا الأبرار وجرحاه شفاهم الله وعافاهم، ومعتقليه فك الله أسرهم، ومن أجل بقاء المسجد الأقصى المبارك شامخاً". وفي مدينة القدسالمحتلة عم الإضراب الشامل جميع المدارس، حدادًا على أرواح الشهداء الذين ارتقوا برصاص الاحتلال الإسرائيلي . وقال رئيس اتحاد أولياء أمور طلاب مدارس القدس زياد الشمالي: إن الاتحاد أعلن الإضراب الشامل في مدارس المدينة، احتجاجًا على جرائم الاحتلال بحق الطلاب. وأوضح أن قوات الاحتلال تستهدف طلاب المدارس بالقدس تحت حجج واهية، وتعدمهم بدم بارد، مبينًا أن الأهالي باتوا يخشون على حياة أبنائهم في ظل انعدام الأمن واستمرار جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، فالكل أصبح مستهدفًا. كما شهد قطاع غزة إضرابًا تجاريًا، وفاءً لدماء الشهداء ودعمًا لانتفاضة الشعب الفلسطيني، دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية بغزة. كما شهدت مدن الضفة الغربيةالمحتلة إضرابًا شاملاً، في ظل اشتداد الهبة الجماهيرية والمواجهات مع قوات الاحتلال في معظم مناطقها. بدورها، قالت النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي حنين زعبي، إن الدعوة للنضال الشعبي ليست دعوة للعنف، وذلك ردًا على اتهام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لها بالدعوة للعنف، واتخاذه قرارا بالتحقيق معها في تصريحاتها. وأضافت زعبي في تصريح صحفي، "إن نتنياهو يبدو في حالة هستيريا، ويبدو أنه يحتاج لعدو، وهو يجد صعوبة في التعامل مع أجواء التحريض اليميني المتطرف، ومن جهة أخرى على جيل جديد من الفلسطينيين نشأ بعد أوسلو". وشددت على أن نتنياهو يجد سهولة فقط في التحريض على التجمع الوطني الديمقراطي، الذي تنتمي له زعبي. وأكدت أن مواقفها ضد الاحتلال واضحة، وأن نتنياهو يقتبس من تصريحاتها بعض الكلمات، ليحرّض عليها، ضمن حرب سياسية وحملة تحريض مسبقة.كما قالت "النضال الشعبي ليس دعوة للعنف، بل دعوة لنضال غير مساوم ضد الاحتلال، وأنا أمثل نقيض ما يمثله نتنياهو، وأدعو لوقف التحريض والعنف. تنديد بالرباعية وندد مسؤول فلسطيني، أمس الثلاثاء، بإعلان اللجنة الرباعية الدولية إلغاء وصول وفد منها إلى إسرائيل والضفة الغربية في زيارة كانت مقررة ،غدا، بطلب إسرائيلي. وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني: إن هذا الموقف يظهر أن اللجنة الرباعية ما تزال منذ تشكيلها حتى الآن تحت التأثير الإسرائيلي والأمريكي. وأضاف مجدلاني، أن "الاستجابة السريعة من اللجنة الرباعية لطلب إسرائيل بإلغاء وصول وفدها للمنطقة يأتي في سياق ما تعانيه من حالة شلل وعدم فاعلية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". واعتبر مجدلاني أن اللجنة الرباعية "فقدت أي دور فاعل فيما يتعلق بالتدخل لضبط الأوضاع في المنطقة والمساهمة الجدية في رعاية عملية سياسية دخلت إلى مرحلة الغيبوبة منذ سنوات ". ورأى أن إسرائيل والإدارة الأمريكية لا تريدان دورا فاعلا للجنة الرباعية. وأوردت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن زيارة ممثلي اللجنة الرباعية الدولية المقررة لإسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية ألغيت بناء على طلب إسرائيل في ظل التوتر الأمني الذي يسود المنطقة حاليا. بهذا الصدد، قال مجدلاني: "للأسف فإن الأوضاع الميدانية تتدحرج نحو المزيد من التصعيد في ظل عدم اتخاذ إسرائيل أي إجراءات لوقف إرهاب جيشها ضد الفلسطينيين وعمليات القتل المتعمدة وبدم بارد وعدم وقف هجمات المستوطنين". وأضاف أن "كل ما نشهده من ردود فعل فردية من شبان فلسطينيين تعبر عن اليأس والغضب وحالة الإحباط التي يعانيها الشعب الفلسطيني من تسوية سياسية حقيقية ". ووصف مجدلاني ما يجرى في الأراضي الفلسطينية بأنه "هبة شعبية بعيدا عن استنساخ تجارب وتعابير قديمة" في إشارة إلى ما يتردد عن اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة. اشتباكات على حدود غزة وأفادت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة عشر فلسطينيا أصيبوا إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع في مواجهات اندلعت، أمس، قرب معبر بيت حانون (ايريز) في شمال قطاع غزة. وقال الطبيب أشرف القدرة، إن "خمسة عشر مواطنا أصيبوا برصاص قوات الاحتلال أو بالاختناق، نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع من بينهم خمسة مصابين على الأقل بالرصاص الحي". وأوضح القدرة أن "أحد المصابين هو شاب في العشرين حالته خطرة بعد إصابته برصاصة في الرأس". وتابع، إن من بين المصابين "مصورا تلفزيونيا هو سمير البوجي" يعمل مع وكالة "بال ميديا" المحلية وإصابته "متوسطة". ومنذ الصباح الباكر، تجمع مئات الشبان والصبية الفلسطينيين قرب برج المراقبة العسكري الإسرائيلي في معبر بيت حانون ورشقوا الجنود في هذا البرج الاسمنتي بالحجارة. وأطلق الجنود قنابل غاز مسيل للدموع كما أطلقوا مرارا الرصاص الحي في اتجاه المتظاهرين وفق ما أفاد مسعفون في المكان. وأشعل عدد من المتظاهرين إطارات السيارات على طريق صلاح الدين الرئيسية قرب المعبر. من جهة أخرى، قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس، إن "حماس تبارك العمليات البطولية (التي وقعت الثلاثاء) وهي رسالة أن الانتفاضة في حالة تصاعد". وشدد على أن "كل الرهانات لوقف هذه الانتفاضة خلال ايام هي رهانات فاشلة وأن الجرائم الصهيونية لا تزيدنا إلا إصرارا على التحدي والمواجهة، المساس بالمسجد الأقصى لا يمكن أن نقبله". وقتل شخصان على الأقل وأصيب آخرون، صباح الثلاثاء، في هجومين منفصلين في القدس، أحدهما داخل حافلة وبالسلاح الناري بينما الثاني بعد أن صدم شخص مارة بسيارته قبل أن يهاجمهم بسكين، بحسب ما أعلنت هيئات الإسعاف الإسرائيلية.