قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان "ارهاب السكاكين لن يهزم اسرائيل"، في حين سجلت أمس (الاثنين) اربع عمليات طعن في القدسالمحتلة، ليرتفع بذلك عدد هذه الهجمات منذ الثالث من تشرين الاول (اكتوبر) الجاري الى 19 هجوماً. وأضاف نتانياهو في افتتاح الدورة الشتوية للبرلمان الاسرائيلي أن "ارهاب السكاكين لن يهزمنا"، داعيا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى وقف "التحريض على الكراهية في الجانب الفلسطيني والتنديد بالهجمات التي تستهدف الاسرائيليين". من جهته، أكد أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن "سياسة الاعدامات والجرائم والاستيطان وبناء الجدران التي تنتهجها حكومة نتانياهو هي التي تؤسس للعنف والتطرف واراقة الدماء"، مضيفاً أن "هذه الجرائم تتم بقرار من حكومة نتانياهو ولن تؤسس للامن ولا إلى السلام". واعتبر عريقات ان خطاب نتانياهو "محاولة لقلب الحقائق، إذ انه مليء بالكذب وتزوير الحقائق". وتعرض أمس جندي اسرائيلي كان على متن حافلة في القدس إلى هجوم بسكين اسفر عن اصابته بجروح طفيفة، في حين قتلت الشرطة المهاجم بعد محاولته الاستيلاء على سلاح الجندي الذي كان خارج دوام عمله، كما اعلنت الشرطة. وكانت هذه رابع عملية طعن تقع في القدس في اليوم نفسه، إذ أعلنت الشرطة الإسرائيلية اقدام فتيان فلسطينيان على طعن اسرائيليين اثنين، احدهما فتى عمره 13 عاما واصيب بجروح بالغة، في هجوم داخل مستوطنة بسغات زئيف في القدسالمحتلة، ما ادى إلى مقتل أحد المهاجمين (17 عاما) واصابة الاخر بالرصاص. وأضافت الشرطة أن الفتيين طعنا الفتى الاسرائيلي بينما كان على متن دراجته واصاباه بجراح خطرة، اما المصاب الاسرائيلي الثاني فعمره 25 عاما واصابته متوسطة. وتناقلت وسائل الاعلام الفلسطينية عبر مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يظهر فيه طفل فلسطيني ينزف وهو على الارض ويبكي بينما يصرخ عليه احد المارة الاسرائيليين ويشتمه بالفاظ بذيئة. وقبلها، قالت الشرطة ان فتاة فلسطينية تبلغ من العمر 16 عاما طعنت شرطيا من حرس الحدود الاسرائيلي بسكين قرب مقر الشرطة في القدس، بينما تمكن الشرطي من اطلاق النار عليها. وقالت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري في بيان ان "شرطيا لاحظ الشابة وشك بامرها وطلب منها التوقف الا انها واصلت السير وتجاهلته"، مضيفة أنه "بعدما لحق بالشابة استدارت نحوه مع سكين وطعنته" مؤكدة ان الشرطي تمكن من اطلاق النار عليها. وافادت الشرطة بان الفتاة نقلت الى المستشفى لتلقي العلاج بعد اصابتها بينما اصيب الشرطي بجروح طفيفة. وقتل صباح امس شاب فلسطيني برصاص الشرطة بعدما طعن احد عناصرها بسكين. واعلنت الشرطة ان فلسطينيا طعن شرطيا بسكين صباح امس قرب المدينة القديمة في القدس، لكنه قتل برصاص شرطيين اخرين في المكان، مضيفة أن الهجوم وقع عند نقطة تفتيش قرب باب الاسباط في القدس، ومشيرة الى ان الشرطي لم يصب باذى لانه كان يرتدي سترة واقية. وذكرت وسائل الاعلام الفلسطينية ان الشاب الذي وشوهدت جثته مغطاة بالدماء في الموقع، يدعى مصطفى الخطيب (18 عاما) من القدسالمحتلة، فيما تعد عملية الطعن هذه ال16 ضد اسرائيليين منذ 3 تشرين الاول (اكتوبر) الجاري. وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وقتل فتى فلسطيني يدعى احمد شراكة في ال13 من عمره أول من امس بنيران الجيش الاسرائيلي قرب رام الله، واصيب 20 آخرون بجروح، وفق مصدر في وزارة الصحة الفلسطينية. وتجمع امس مئات من الفلسطينيين بينهم اطفال للمشاركة في تشييع جثمان شراكة. ولف جثمان الطفل بالعلم الفلسطيني والورود قبل تشييعه في المسجد في مخيم الجلزون قرب رام الله. بينما تجمع زملاء احمد في المدرسة واصدقائه للمشاركة في تشييع جثمانه . وقالت والدة الطفل هدى لوكالة فرانس برس "ذهب بدون ان يقول لي. لقد علمت من التلفزيون بوجود شهيد. بعدها قالوا لي انه احمد". وامتد التوتر الذي بدأ قبل اسابيع في القدسالشرقية والضفة الغربية المحتلتين الى العرب في اسرائيل حيث اقدم شاب عربي اسرائيلي مساء الاحد عمره 20 عاما على دهس جنديين اثنين بسيارة وطعن بعدها مدنيين اسرائيليين بعد ان غادر سيارته قرب كيبوتز جان شمويل الاحد، وفق الشرطة التي قالت انها اعتقلت المهاجم. وهذا اول هجوم بالسكين ينفذه شاب عربي اسرائيلي يؤدي الى اصابات بعد ان شهرت امرأة عربية اسرائيلية سكينا في وجه قوى الامن الذين اردوها قبل ان تهاجم احدا. وتظاهر اسرائيليون عرب مساء الاحد في شمال اسرائيل وقطعوا الطرقات واحرقوا اطارات مطاطية، بحسب الشرطة. ويتحدر عرب اسرائيل الذين يقدر عددهم اليوم ب 1,4 مليون نسمة من 160 الف فلسطيني بقوا في اراضيهم بعد قيام دولة اسرائيل عام 1948. يعانون من التمييز ضدهم خصوصا في مجالي الوظائف والاسكان. ودعت لجنة المتابعة العربية العليا الى اضراب شامل الثلاثاء في البلدات العربية في اسرائيل بالاضافة الى تظاهرة في بلدة سخنين. ويشعر الشبان الفلسطينيون باحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الاسرائيلي وزيادة الاستيطان في الاراضي المحتلة بالاضافة الى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. ويلقي عشرات الفلسطينيين الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود الاسرائيليين الذين يردون في الغالب باستخدام الرصاص الحي والمطاطي. بينما اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انها اقنعت موقع يوتيوب بازالة اشرطة فيديو فلسطينية "تحرض على القتل". وانتشرت على الانترنت تسجيلات لفلسطينيين يقومون بطعن اسرائيليين او يدعون الى ذلك او يرشقون جنودا بالحجارة منذ بدء اعمال العنف في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون إنه "تم سحب اشرطة فيديو عدة، خصوصاً المرتبطة بحركة حماس التي تحرض على العنف والكراهية وقتل الاسرائيليين واليهود بعدما قدمنا طلبا ليوتيوب". واشار نحشون إلى أن اسرائيل ارسلت رسالة الى الفرع الاسرائيلي من شركة "غوغل" التي تملك "يوتيوب" تفيد بان "هذه الاشرطة تظهر الهجمات الارهابية وتبرر لمنفذيها وتقدم اليهود والاسرائيليين بطريقة عنصرية ومليئة بالكراهية". من جهتها اتهمت "مؤسسة الحق" الحقوقية الفلسطينية اسرائيل بانتهاك القانون الدولي عبر عمليات القتل التي تنفذها بحق الفلسطينيين المشتبه بانهم نفذوا عمليات طعن داخل اسرائيل. وقال مدير المؤسسة الفلسطينية شعوان جبارين إن "الشرطة الاسرائيلية تطلق الرصاص على المشتبه بهم او الذين يحملون السكاكين بهدف القتل وليس بهدف السيطرة عليهم"، مؤكدا ان "القانون الدولي ينص على انه لا يمكن استخدام القوة القاتلة الا حين يوجد فيها خطر حقيقي على الحياة ".