قبل ثلاثة أشهر، كاد المنتخب السعودي لكرة القدم أن يخرج متعادلا على أرضه وبين جماهيره أمام الفلسطيني!. وقبل شهر تحديداً، حكم مباراة المنتخب السعودي والماليزي يوقف المباراة هناك في العاصمة كوالالمبور بسبب شغب جماهير ماليزيا، والتي كانت طامعة في نقاط المنتخب السعودي. وقبل عشرة أشهر، خرج المنتخب السعودي من الدور الأول لكأس آسيا على يد أوزبكستان والصين. وقبل أيام قليلة، المنتخب السعودي يفوز على ثالث القارة الآسيوي المنتخب الإماراتي، ويحقق المطلوب منه أداءً ونتيجة، ويضع قدماً في التصفيات النهائية لكأس العالم 2018. ما الذي حدث؟ ملامح الأخضر التكتيكية تغيرت بشكل جذري وكلي خلال فترة بسيطة، كان المنتخب فيها يذوق الأمرين من أي منتخب يواجهه. يبدو ان المدرب الهولندي بيرت فان مارفيك سيعيد ما فعله ابن جلدته السابق الهولندي فاندرليم، والذي كان المنتخب السعودي يقدم كرة قدم جميلة وممتعة جعلنا ننسى أحداث وقعة ألمانيا في كأس العالم 2002. فما فعله مارفيك، وبالتحديد في مباراة الإمارات، من السيطرة الواضحة على مجريات المباراة، وتغيير في مراكز اللاعبين داخل الملعب، واللعب بطريقة هجومية بحتة من العمق والأطراف، وكذلك القضاء على خطورة عموري (بالكامل)، مؤشرات تدل على أن ابن المدرسة الشاملة ربما سيحقق شيئاً ما في المستقبل القريب، ولكن لا للمبالغة حتى الآن، فما زالت هناك أربع مباريات أخرى كفيلة بتحديد المتأهل عن المجموعة. لكن المطلوب من (المربع) السعودي الحالي، والمتمثل في اتحاد الكرة والجهاز الإداري واللاعبين والجمهور، تقسيم كافة الأدوار والمهام على الجميع من أجل عودة الأخضر متربعاً على عرش القارة الآسيوية، فاتحاد الكرة وجب عليه أن يرمي خلافاته الحالية خلف ظهره والالتفاف حول المنتخب الذي بدأ يستيقظ من سبات طويل قارب عشر سنوات، وأما الجهاز الإداري، وإن كان الأفضل خلال السنوات الماضية، إلا أنه مطالب بالمزيد من الجهد، وفرض الانضباط بين اللاعبين داخل وخارج الملعب. أما الجمهور السعودي، فعتبكم قد وصل للاعبين، وحضوركم الباهت في مباراة أسود الجزيرة لم يكن بالمستوى المأمول، لذا وجب على الجمهور الأقوى في آسيا أن يقف مع لاعبي منتخب بلاده في الفترة المقبلة، وهي الأكثر أهمية وحساسية للمنتخب الحالي، وأن نترك الأندية والتعصب إذا ما كان الموضوع يتعلق بالأخضر السعودي. أما اللاعبون، فعليهم بذل مجهود أكبر في المستقبل، وأن يضعوا نصب أعينهم أن هيبة المنتخب السعودي قد اهتزت في الأعوام العشرة الماضية، وأن عودة المنتخب السعودي على الساحة ما هي إلا مسألة وقت، وأن حلم التأهل لكأس العالم 2018 سيكون بأقدامكم أنتم فقط.