لو تمثلنا كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم شرعة ومنهاجا في كل شؤون حياتنا، صغيرها وكبيرها، قولها وفعلها، لكنا مجتمعا مثاليا فالاسلام أرقى الأديان في التعامل مع كافة شؤون البشر بما هو أنفع لهم وأصلح. وفي ايدينا هذه الأيام اجهزة محمولة بقدر ما فادت وغيرت للأحسن، ضرت واساءت في بعض الأحيان، فأصبحت هي أذكى من البعض للأسف، فاختلط الحابل بالنابل، الغث والسمين، الموثق والمختلق، على صفحات برامجها وقنوات تواصلها الاجتماعي. وهنا لزم التحذير والتنبيه اخواني، اخواتي. المعلومة امانة والحرص على التأكد منها واجب، وان كنت لا تعلم فتثبت ولا تستعجل في اطلاق الأحكام جزافا بلا دليل قاطع وبرهان ساطع، فذلك قد يحملك ذنبا وعقوبة قاسية في الدارين. ان تصوير مشهد ما بالكاميرا لا يعني انك ترى الحقيقة كاملة. نعم فقد يكون ما تراه عيناك ويستنزف مشاعرك زيفا بأكمله أو على الأقل جزءا من الحقيقة.. تماما كما يحدث في فن صناعة الأفلام السنمائية والخداع البصري، وهذا النقل الخاطئ للأحداث والسعي وراء الإثارة لا يخدم الصالح العام بل هو إرجاف وزعزعة يهز ثقة المواطن بمؤسسات الوطن ومن يسعى للاصلاح فلذلك طرقه ووسائله. وقد ساءتني حادثة غرق الطفل في استراحة، اسأل الله ان يرحمه برحمته الواسعة وأعزي أهله الله يصبرهم ويربط على قلوبهم ويخلف عليهم مصيبتهم. من هذا المنطلق اؤكد على ضرورة توافر شروط الأمن والسلامة في هذه الأماكن، وعدم ترك الأطفال دون مراقبة - حفظنا الله واياكم من كل شر. ما الفائدة من نشر أمر أجهله؟ وشحن النفوس وتعبئتها دونما ادنى مسؤولية؟ هل تريد الحصول على سبق ما؟ ثم بأي شيء أفدت أهلك ومجتمعك؟. لا شيء فقط شحن سلبي وطاقة ضارة نحن في غنى عنها.. لنكن إيجابيين حتى وان كان هناك تقصير فما هكذا يعرض او يحل.. وقد حرص المسؤولون في ادارة المستشفى على ايضاح الحقيقة بكل شفافية عبر وسائل الاعلام الرسمية، علما بأن ذلك النشر والتوضيح استنزف من المسؤولين جهدا ووقتا كبيرين، كان من الأولى أن يتم تسخيره لما هو أنفع. نحن اخوة نعمل سويا لنرتفع بهذه البلد ونعلو تحت ظل قادتها حفظهم الله وادام عزهم ملكا وحكومة، لا لأن نكون معاول هدم والعياذ بالله. المساس برموز البلد سواء كانت علمية، او دينية او أمنية، هو مساس بأمن هذا الوطن وانا أؤكد لا يسعى مواطن مخلص لذلك. لله درك يا وطن.