سألني احد الأخوة عن الفوضى الإدارية التي نتخبط فيها في بعض دوائرنا وفي شوارعنا والأزمات التي تمر علينا في المواسم وغيرها.وقلت له إن المشكلة تقع فينا نحن وليس في الأنظمة، فالمسؤول يبحث جاهدا ويعمل المستحيل حتى يضع دراهم في حسابه الخاص مما يستطيع ان يختصره من المشاريع فيكون همه كيف يحتال ويلتف لتظليل النظام عما يفعله.والمواطن أدمن حالة الفوضى في القيادة وفي طريقة التفكير. ومع تفشي مرض الواسطة والذي لم يوجد له لقاح واق او دواء شافٍ، فاختلط الحابل بالنابل ، فجرح النظام وسالت منه الفوضى في كل مكان حتى عند بائع الفول والتميز اصبحنا نتوسط لنمر فوق رقاب الآخرين ونصادر حقهم في الأولوية ناهيك عن توزيع الأراضي أو مراجعة احد الدوائر الحكومية.وحتى من خلال الحكومة اللإكترونية فالواسطة تبعتنا ودخلت دماء الحاسب فاصبح يعرف يفضل من عن من ويعرف المحسوبية فتجده امامك معطلاً وغيرك تنتهي معاملته بثوان معدودة . والأدهى والأمر اننا نمنح رخص قيادة السيارات بالواسطة ، ونسمح لأطفالنا بقيادة السيارات ، ونبكي ونتباكى على ضحايا الحوادث ونحاول تعليل وتبرير سبب وصولنا لأرقام فلكية في ارتفاع عدد قتلى الحوادث رغم اتساع البلد وسعة شوارعها ووجود ادوات تنظيم السير .إذا قدر الله عليك واضطررت لمراجعة دائرة حكومية فعليك ان تردد لحن يا ليل ما اطولك وتنتظر دورك الذي لن يأتي إذا لم تعرف احد في تلك الدائرة ولو كان حارس أمن . فكيف سنرى تخطيطا سليما إذا وزارة التخطيط بلا خطط؟.وأكثر ما يدعو للغرابة أننا مسلمين ومن المفروض أن نتحلى بالخلق الحسنة وبمكارم الأخلاق ونؤثر غيرنا على انفسنا ، ونحب لغيرنا مانحبه لأنفسنا. ولكنا آثرنا أن نتصفح الجرائد ونتحلى بالأنانينة ونردد أنا ومن بعدي الطوفان. وإذا خرجنا من ديارنا إلى ديار الفرنجة تذكرنا كل الأنظمة والقوانين وطبقناها تطبيقا كاملا دون مخالفات وعرفنا هناك أن الله حق وإنه لا واسطة فوق القانون فامتثلنا.أليس هناك ما يدعو للغرابة؟..ألا نستحق أن نكون في مصاف العالم الأول؟لماذا لا نكون كذلك؟ إذا كنا جديرين بذلك؟ ومؤهلين لنصبح كذلك؟. والله المستعان على ما تصفون.