أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد أن من أعظم ما أنعم الله به على هذه البلاد بلاد الحرمين الشريفين نعمة التوحيد والوحدة وإقامة الشرع وبسط الأمن والأمان ورخاء العيش بعيداً من التقلبات السياسية والحروب الأهلية والتحزبات الطائفية. التحذير من ملاحقة التغريدات وتتبع أحوال القائمين على بؤر التوتر وشدد على أنه لا مكان لمخرب بين شعب يقظ، يدرك معنى البناء ويقف حارساً أميناً ساهراً على حقوقه، وقال: "إن المؤمن الصادق هو الذي يغار على أهله وبلده ويعمل أكثر مما يتكلم، فيد تحمي ويد تبني، فيحذر ويحذر من كل ما يدار حوله، وحصيف يدرك مكائد الأعداء، وكل مخلص لا يسمح في هدم بلده بتطاول على قيمه وثوابته أو يسعى في إشاعة الفوضى أو الاستجابة لمن يريد زعزعة الاستقرار والإخلال بالأمن، فالأمن هو شريان الحياة لا أمن للثروات ولا أمن للنفوس إذا لم يحفظ الله أمن القرى والديار وفي ظل الأمن يهنأ الطعام ويلذ النوم ويذوق المسلم حلاوة العبادة". وأشار إلى أنه لا يعرف فضائل الأمن إلا من اكتوى بنار الخوف والرعب والفوضى والتشريد والغربة، فاسألوا القرى من حولكم، واسألوا الغريب عن وطنه واسألوا المشرد عن أهله، وشاهدوا بعين الشكر والبصيرة ما تنقله إلينا وسائل الإعلام من حولنا، فالعالم حولنا تجتاحه الفتن والحروب ويحيط بهم الخوف والرعب والجوع واليأس والقلق والسلب والنهب في فوضى عارمة وغابة موحشة، داعياً إلى عدم الالتفات لما يثار من تشويشات أو شبهات حول الحزم في تطبيق الشرع باسم التحضر وحفظ حقوق الإنسان. وأفاد أن لزوم الطاعة لا يمنع حق النصيحة ولا المطالبة بالحقوق بإخلاص ومصداقية وأدب في إعانة على الحق وتذكير بحوائج العباد وحقوقهم وحب صلاحهم واجتماع الأمة عليهم، لافتاً إلى أن من عوامل الاستقرار قيام كل مسؤول بمسؤولياته وواجبه بالمحافظة على المكتسبات فالوطن للجميع والأمن نعمة للجميع وذلك كله مسؤولية الجميع مسؤولاً وتاجراً ومعلماً ومفكراً وإعلامياً. وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن عوامل الاستقرار الإعلام الصادق البعيد عن ترويج الأكاذيب والأراجيف وقلب الحقائق والتهويل للوقائع وخداع الناس مؤكداً أن الإعلام إما أن يبني وإما أن يهدم، وعدم الاستسلام والتسليم لكل ما يذاع أو ينشر في هذه الوسائل كافة فذلك أمر خطير وتهديد مباشر لأمن النفوس والأوطان. وقال: "إنه لا يلزم أن يكون للإنسان رأي أو موقف من كل قضية تطرح أو مسألة تورد أو حادثة تقع فالرأي الصحيح والموقف السليم لا يطلب إلا من خبير مختص محيط بالقضية متصور لأبعادها فليس من دلائل الحكمة ولا الوعي الحرص على المشاركة في كل قضية والمسارعة في التغريد حول أي موضوع حتى لو بدا له أن ما يقوله حق وصواب بل قد تكون كثرة المشاركات والمداخلات سبباً في إثارة فتن وبث أفكار ونشر شائعات وتصيد أخطاء وهفوات والعاقل لا يستعجل الكلام في كل مناسبة ولا يبادر في الحديث عن أي قضية". وشدد على أن ملاحقة التغريدات وتتبع أحوال القائمين على بؤر التوتر يوقع في ضلال مبين عاقبته الانشقاقات والتصدعات وهدم المكتسبات وفوضى فكرية ومداخلات مضطربة وتعليقات بائسة ويختلط فيها الحابل بالنابل مما هب ودب ونتيجتها الفرقة وعاقبتها العذاب في نفوس سوداء وحقد متبادل وغير مسوغ ولا معقولية.