عمرو سليمان في خضم الثورات العربية التي لاقت ذهولاً من العالم، وخاصة دول الغرب، وبعد تيقنها من أن الإنسان العربي إنسان ناضج، لا ينساق ولا يُستعبد، يسعى للحرية والانعتاق، وقد أصبح كل إنسان يتأمل كيفية تغيير مستقبله وأسلوب حياته، ولكن في لحظات البحث عن اختراق الحواجز الأمنية المنيعة، وسياسات القمع العنيفة، وتطبيق اللامعقول، واللاجائز، في عالم السياسة، التي كانت تتبعها دول الربيع العربي، بالفعل كسرت شعوب الثورات العربية حاجز الخوف، ولكنها أثناء تخطيها لهذا الحاجز، كسرت أيضاً حاجز الاحترام والأخلاق، وحقاً لم نكن مستعدين لكلمة حرية! فبعد أن اجتازت مصر وتونس وليبيا حائط الصد، وذهب الخوف إلى غيابات النسيان، وكسرت سدود الرعب التي كانت منشورة مثل الأسلاك الشائكة، أخذت معها الاحترام، وزجت به في سجون تحت الأرض، واختفى تماماً، وأصبح شيئاً من الماضي، وضاعت على إثر فقدانه الحقوق والواجبات، واختلط الحابل بالنابل، وأصبح الآن الشيء المباح هو الاعتراض والسب والقذف، وتوجيه الاتهامات جزافاً على شاشات القنوات المرئية، مابين مؤيد ومعارض، وخاصة فى برامج «التوك شو» التي أصبحت أكثر من الهم على القلب! ونسي الجميع، أحزاباً وطوائف، أنّ وراءهم أوطان، تحتاج العمل، والنهوض بها من كبوتها، حتى تستطيع بناء حضارتها الجديدة، ولكن لن تنهض الأمة إلا بالرجوع إلى منهاج سيد الخلق، صلى الله عليه وسلم، فهو القائل «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» وقد قال أمير الشعراء، الراحل أحمد شوقي: إنما الأمم الأخلاق مابقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا! وقال أيضاً: وإذا أصيب القوم في أخلاقهم * فأقم عليهم مأتماً وعويلا!