طوال عقود ونظام الخميني ينسج الخدع والمؤامرات ويحبك الفتن ويسوق لصناعة الموت والدم، وينشر الاضطرابات في ربوع العالم العربي، وهو يتحدث بلسان المقاومة والإنسانية وشعارات المكابرة الجوفاء المضللة المهنية لذكاء الناس وكرامتهم. وأصدر النظام الإيراني نسخاً مصغرة من سلوكياته في لبنان والعراق وسوريا واليمن، تتمثل في الأحزاب الموالية للنظام وترتكب الجرائم بتعليمات من حرسه الثوري. ثم يدعي حكام طهران وتدعي الأحزاب التابعة للحرس الثوري أنها مستقلة عن طهران ولا تتلقى أي دعم، لكن يأبى الله - تعالى - إلا أن يكشف خدع المنافقين ويفضح أكاذيبهم. السبت الماضي اعترضت قوات التحالف العربي زورقاً إيرانياً محملاً بالأسلحة الإيرانية الفتاكة قرب سواحل عمان في بحر العرب، متجهاً لدعم الحوثيين، في وقت يدعي فيه زعيم ميلشيات الحوثيين عبدالملك الحوثي كذباً وزوراً أنه لا يتلقى أي دعم من إيران. بينما يعلم كل اليمنيين وكل العرب وكل الإيرانيين أن طهران تمول ميلشيات الحوثي وتدربها طوال أعوام، ولم يتوقف الدعم الإيراني عن الحوثيين بشتى الطرق والأساليب، سواء بالتهريب أو بتحريض آلة الدعاية الإيرانية التي تنسج الأكاذيب وتلفق القصص عن بطولات الحوثيين الذين خسروا ثلثي مساحة اليمن، وهم يدعون البطولة ويتراجعون. فيما تواصل الآلة الإعلامية الإيرانية تضليل الحوثيين أنفسهم وخداع المتلقين في العالم العربي وإيران والعالم. الزورق الإيراني وقبله زوارق وسفن طائرات وسيارات، شاهد على أن الحوثيين هم جنود إيرانيون، وألعوبة في أيدي الحرس الثوري وحزب الله، هذه هي مهمتهم ووظيفتهم الوحيدة، غير معنيين بأي شأن يمني. وقد دربت طهران الحوثيين على مهارة واحدة فقط هي أن يكونوا جنوداً مخلصين لها، وهذا يعني أنهم لا يجيدون سوى حمل البنادق الإيرانية والمتفجرات وزرع الاضطرابات والفتن في اليمن في دول الجوار. وقد فشلوا في إدارة الدولة اليمنية وفي تحقيق أي أمل يمني، وبدلاً من أن يمارسوا مسئوليات إدارة الدولة وتلبية تطلعات اليمنيين الوطنية حينما احتلوا صنعاء وادعوا وراثة الدولة في انقلابهم المشئوم، انشغلوا باحتلال المدن اليمنية وقصفها بالصواريخ واعتقال آلاف من الشباب اليمنيين، فقط لأن اليمنيين رفضوا أن يكونوا تابعين لإيران وأن تستسلم بلادهم للاحتلال الإيراني الذي يمثل الحوثيون واجهته الرخيصة البئيسة المخادعة. حتى بعد أن أحبطت المملكة وقوات التحالف العربي المؤامرة الإيرانية الحوثية في اليمن، وشرعت في تحرير اليمن والإرادة اليمنية من الخنوع لإيران وحوثييها، لم تعترف إيران بالدرس، ولم تعترف بالهزيمة الماحقة الساحقة. فهي تواصل محاولاتها تهريب الأسلحة للحوثيين، على الرغم من أنها تعلم بأن عيون التحالف العربي يقظة وتراقب الموانيء اليمنية والبحار المحيطة. وعلى الرغم من أن التحالف العربي سبق أن أحبط محاولات تهريب، إلا أن إيران لم تستوعب الدرس وتواصل المغامرات وتجازف بأرواح الإيرانيين المساكين الذين تكلفهم بالتهريب، على الرغم من علمها بأن مهماتهم على الأغلب ستفشل، وأن نجاح عمليات من هذا النوع في هذه الأيام بالذات ضئيل جداً. وهذا يعني أن طهران لا تضلل الحوثيين ولا اتباعها العرب فقط، بل ضللت مواطنيها وعرضتهم للمخاطر محققة في سبيل شهوتها لاستمرار الاضطرابات والفتن في اليمن.