بدأت ايران - التي تفاجأت ببدء عمليات «عاصفة الحزم» ضد ميلشياتها في اليمن - السعي لوقف عمليات العاصفة، في محاولة مكشوفة وخاسرة لتحتفظ ميلشيات الحوثيين ومن ورائها طهران بالمكاسب التي حققتها الميليشيا باحتلال حوالي ثلث مساحة اليمن والموانئ والمطارات التي تمكن الحوثيين من استقبال أسلحة وجنود وحراس الثورة الإيرانيين. ونقلت وكالات الأنباء عن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان قوله أمس الثلاثاء : إن إيران تحاول التواصل مع المملكة لتقديم «مقترحات» لوقف عمليات العاصفة. وميلشيات الحوثي هي جناح إيراني وتتلقى أوامر من حرس الثورة في إيران وحزب الله اللبناني اللذين حرضا الميلشيا اليمنية على التمدد لمد النفوذ الإيراني إلى أوسع نطاق في اليمن. وفي 22 سبتمبر الماضي - بعد احتلال ميلشيات الحوثي صنعاء بيومين - احتفل نائب طهران في مجلس شورى إيران علي رضا زاكاني بضم عاصمة عربية رابعة إلى سيطرة حرس الثورة الإيراني. وزاكاني نائب متطرف ومقرب من مرشد إيران علي خامئني الذي يحكم إيران حكماً امبراطورياً ويوجه السياسية الأمنية والعسكرية. وشارك عبد اللهيان أمس في المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي عقد في الكويت. وقال ردا على سؤال لوكالة رويترز عما إذا كانت طهران تتواصل مع الرياض من أجل حل الأزمة في اليمن : "نحن نحاول" وحول ما إذا كان لدى بلاده خطة لحل الأزمة قال "لدينا مقترح" لذلك. ودعا عبداللهيان في تصريحات للصحفيين كافة الأطراف اليمنية إلى الهدوء والعودة للحوار، وزعم أن عاصفة الحزم التي تدك معاقل شبكات إيران في اليمن وتشارك فيها عشر دول عربية «خطأ استراتيجي» على حد زعمه. مضيفاً : «نعرب عن قلقنا لاستمرار الحملات العسكرية السعودية ضد اليمن» وزعم أن طهران تبذل جهوداً «لاستتباب الأمن والهدوء في اليمن» لكن اللهيان لم يذكر للصحفيين أن طهران هي التي أمرت ميلشيات الحوثيين بالتحالف مع قوات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومهاجمة المدن اليمنية وإقصاء الحكومة الشرعية في اليمن لتشكيل حكومة تابعة لطهران في اليمن. ولم يتطرق إلى وجود مئات الجنود من الحرس الثوري الإيراني في شمال اليمن استمروا طوال الشهور الماضية في تجريب صواريخ موجهة إلى المملكة. ويبدو واضحاً أن المسئولين في المملكة ودول الخليج متيقظون لهذه المناورات الإيرانية المكشوفة التي لم تدع إلى الحلول السلمية والسلام بين اليمنيين حينما كانت ميلشيات الحوثي تقتحم المنازل في مدن اليمن، وتطلق النار على المدنيين، وتختطف الشباب ومعارضي النفوذ الإيراني في اليمن.