اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوسيلة الوحيدة لانهاء الحرب في سوريا هي دعم بشار الأسد في معركته ضد الإرهاب، وجاءت هذه التصريحات الجديدة لبوتين التي ستنشرها الأحد القادم محطة "سي بي اس" الأمريكية قبيل وصوله إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين القادم، حيث من المقرر أن يلتقي في نيويورك الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حيث يبحثان الوضع في سوريا وأوكرانيا. ووافق أوباما على لقاء بوتين "بعد طلبات متكررة" بحسب البيت الأبيض، وذلك رغم جهود مستمرة منذ سنتين لعزله عن الساحة الدولية. وأعلن البيت الأبيض والكرملين أن الرئيسين سيعقدان أول اجتماع رسمي لهما منذ عامين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الاثنين مع أن الجانبين اختلفا حول ما سيتمحور عليه اللقاء بين اوكرانياوسوريا. ورافق الإعلان سلسلة من الانتقادات من جانب البيت الابيض لبوتين تسلط الضوء على انعدام الثقة بين البلدين. ويتناقض القرار بعقد اللقاء مع سياسة أمريكية تقوم حتى الآن على معاقبة بوتين على دوره في النزاع في اوكرانيا وادت الى فرض عقوبات دولية خانقة على الاقتصاد الروسي. وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست بأن "الرئيس اتخذ بالفعل قرارا بأن الامر يستحق في هذه المرحلة عقد لقاء وجها لوجه مع بوتين لنرى ما إذا كان ذلك يحقق تقدما على صعيد المصالح الامريكية". وقال مسؤول أمريكي كبير إن اوباما قرر انه سيكون "من غير المسؤول ألا نختبر" ما اذا كانت روسيا مستعدة للعب دور بناء أكثر. وتتخذ روسيا موقفا مناقضا للولايات المتحدة حول اوكرانياوسوريا حيث تدعم نظام بشار الاسد. التسويق للأسد واعتبر بوتين أن الوسيلة الوحيدة لانهاء الحرب في سوريا هي دعم بشار الاسد في معركته ضد الارهاب. وردا على سؤال لصحافي في برنامج 60 دقيقة الذي تبثه المحطة حول ما إذا كان الهدف هو "انقاذ" الأسد، أجاب الرئيس الروسي "بالتأكيد أنت على حق". واضاف بوتين "اعتقد ان كل الاعمال تصب في هذا الاتجاه -- الذين يهدفون الى تدمير الحكومة الشرعية -- سوف يخلقون وضعا رأيناه في دول اخرى في المنطقة أو في مناطق أخرى مثلا في ليبيا حيث كل المؤسسات الرسمية قد دمرت". وأوضح "لقد شاهدنا وضعا مماثلا في العراق". وأكد الرئيس الروسي أنه "لا حل آخر للأزمة السورية سوى بتعزيز الهيكليات الحكومية ومساعدتها في المعركة ضد الارهاب" في اشارة الى الحرب ضد تنظيم داعش. عداء ظاهر ومع أن اوباما لن يبدي "عداء ظاهرا" خلال اللقاء إلا ان ايرنست مضى يصف روسيا بانها قوة اقليمية ذات اقتصاد اصغر بقليل من اقتصاد اسبانيا وهي تعليقات من شأنها ان تثير غضب بوتين والكرملين. كما تساءل ايرنست حول ما كان اعلان موسكو السريع للقاء دليل على انها "أكثر تلهفا". وقال "من المنصف القول بعد الطلبات المتكررة من قبل الروس انهم مهتمون بشكل خاص باجراء حوار مع اوباما". وتابع ايرنست انتقاده للجهود التي يبذلها بوتين ليبدو وكأنه غير مكترث بصورته العامة بعد لقائه مؤخرا مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو. وقال "بدا بوتين بمظهر صار معتادا الان عندما ترك سترته مفتوحة وجلس وكأنه غير مبال". وتلا الاعلان عن اللقاء معلومات متناقضة من موسكووواشنطن حول ما سيركز عليه الاجتماع. فقد صرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للاعلام المحلي "من الطبيعي ان الموضوع الابرز سيكون سوريا"، مضيفا ان اللقاء سيستغرق ساعة تقريبا. وتابع ان الرئيسين سيتناولان النزاع في اوكرانيا "اذا تبقى متسع من الوقت". من جهته، اشار البيت الابيض الى ان المحادثات ستركز على اوكرانيا والتزام روسيا سحب قواتها من القسم الشرقي من البلاد. وتابع ايرنست ان "الرئيس كان واضحا عندما ابدى استعدادا لرفع العقوبات حين تصبح روسيا مستعدة للالتزام بتطبيق اتفاقات مينسك" للسلام التي بقيت حبرا على ورق. كما حثت واشنطن وحلفاؤها الغربيون موسكو على توضيح تعزيز وجودها العسكري في سوريا بما يشمل اقامة مطار عسكري جنوب اللاذقية مع نشر عدة مقاتلات جوية ومروحيات قتالية وطائرات بدون طيار. وكان آخر لقاء ثنائي رسمي بينهما في يونيو 2013 على هامش قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية. وكانت موسكو اعلنت الخميس عن إجراء مناورات عسكرية في شرق المتوسط من المفترض ان تتم في سبتمبر واكتوبر. مجالات للتعاون من جانبه، قال وزير الدفاع الأمريكي اشتون كارتر الخميس إن الولاياتالمتحدةوروسيا يمكن ان تجدا "مجالات للتعاون" بشأن سوريا في وقت عززت موسكو تواجدها العسكري في البلد. وقال كارتر إنه إذا كانت روسيا تسعى للحل السياسي للنزاع المستمر منذ أربع سنوات في سوريا وليس أن تكتفي بمهاجمة كل خصوم بشار الأسد "بلا تمييز (...) يمكننا أن نجد مجالات للتعاون". وأضاف خلال مؤتمر صحافي في البنتاغون مع وزير الدفاع الاوكراني: "أما إذا كان الامر فقط لصب الزيت على نار الحرب الاهلية فسيكون بالمقابل أمرا غير منتج".