من ميزاتنا التي لا نحسد عليها أن كل مدير يرى أن إدارته هي الإدارة المتميزة، ولولا الخوف من ردات الأفعال، لقال تميز إدارتي من تميزي، ولذلك تجده لا يمل من الحديث عن إنجازاته، بل ونقد كل إدارة غير إدارته، واتهام من ينتقده بالحسد وانعدام روح المسؤولية والوطنية. والسؤال المُلح: كيف نوقظ هذا من سباته؟ أعتقد أن إيقاظ مثل هذا وغيره يكون من خلال التحاكم إلى المعايير، فلم يعد التميز غامضاً، بل أصبح له تعريف ومعايير ننجو بها من التعالم والتزوير والنفاق لمن أراد الوقاية. من معايير التميز، معايير وضعها الأوروبيون وسموها نموذج التميز المؤسسي الأوروبي، وما على من أراد أن يعرف تميز المتميز إلا أن يعرض أنشطة إدارته على هذا الأنموذج، ليرى هل هو متميز فعلاً أم لا؟! فحتى تكون المؤسسة متميزة لا بد أن: تضيف قيمة للمتعاملين معها: فالمؤسسات المتميزة حقيقة تقدم دائماً قيمة مضافة وشيئاً جديداً للعملاء، ولا تكتفي حتى برضاهم لأنها تجاوزته! التنمية المستدامة: فالمؤسسات المتميزة ذات أثر إيجابي في البيئة التي حولها، لا تعيق التنمية ولا حتى تنعزل، بل تسعى في دعم الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية في المجتمع الذي حولها. تطوير القدرة التنظيمية: فالمؤسسة المتميزة ليست ذات أنظمة جامدة، بل تعمل دائما على تعزيز قدراتها من خلال إدارة فعالة تبدع في التغيير. تشجيع وتبني الإبداع والابتكار: فالمؤسسة المتميزة لا تحارب المبدعين، بل تعمل على الاستفادة من إبداعاتهم وتوفر البيئة التي تساعدهم على مزيد من العطاء. الرؤية والرسالة والالتزام: فالمؤسسة المتميزة تتمتع بوجود قادة أصحاب رؤية خلاقة، يعملوا على تحقيق رؤيتهم من خلال الالتزام الكامل برسالة توصلهم إلى المراد. التخطيط المرن: فهناك تخطيط حقيقي ومرن، وليس مجرد حبر على ورق أو للعرض فقط، يعرف نقاط القوة والضعف ويقتنص الفرص ويتعامل بتميز مع التهديدات. النجاح من خلال إطلاق مواهب الأفراد: فالمؤسسات المتميزة تجاوزت مرحلة الزعيم الأوحد، ولذلك فهي ترى العاملين بها شركاء لن يتحقق النجاح إلا من خلال تحقيق أهدافهم وأهداف المؤسسة، ولذلك فهي تسعى بكل وسيلة لتفجير طاقاتهم ومواهب موظفيها. الحفاظ على التميز والتمسك به: المؤسسة المتميزة تحافظ على كل قمة نجاح تصنعها، وتنتقل من قمة لقمة، أما التغني بالأمجاد الماضية فقد تركته لغيرها. هذه المعايير الواقعية للتميز، فإن لم يكن سعادة المدير قد طبقها، أو يسير نحوها فليكرمنا بصمته مع التحية والتقدير!.