التفوق والتميز صفات نادرة يمنحها الله لمن يشاء من عباده وهي إما تكون متأصلة تولد مع الإنسان وتصقل من خلال الممارسة والاتصال والتواصل، وهذا النوع من التفوق والتميز يؤهل صاحبه ويعطيه القدرة على إدارة الشؤون العامة والخاصة كما تعطيه القدرة على تحمل أي مسؤولية توكل إليه. أما النوع الآخر من التميز فهو ذلك الذي يكتسبه الإنسان من خلال الدراسة والممارسة والتخصص وهذا النوع من التميز يصبح صاحبه متخصصاً في ذلك المجال ومبدعاً فيه ويندر أن يتميز في المجالات الأخرى. ولا شك أن تميز وتفوق وحكمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض .. حفظه الله من النوع الأول ذلك أنه رجل متعدد المواهب فهو رجل الدولة، والإدارة كما أنه المثقف ورجل الإعلام والتاريخ وعمل الخير والتطوع والإغاثة والمتابعة والدقة في إدارة الوقت. وعلى الرغم من كثرة مشاغله والتزاماته ومسؤولياته إلا انه يجد الوقت لمتابعة وسائل الإعلام المسموع والمشاهد والمقروء حتى في أوقات الإجازات الرسمية لذلك كله استحق أن يوصف برئيس التحرير الأول. وليس أدل على جهود سموه في هذا المجال من تشجيعه للطرح الجيد والرؤية المتوازنة ورده الأبوي بأسلوب علمي رصين موجهاً أو مصححاً أو منوهاً فهو القارئ والكاتب والناقد الذي يعطي لكل ذي حق حقه. ولا يتردد أبداً في مد يد التشجيع، إما عن طريق الهاتف أو الكتابة أو الدعوة لمقابلته في مكتبه، ولا شك أن كل من يحصل على هذا الشرف مدين لسموه، فالتشجيع والثناء عوامل دفع كبرى لمزيد من الإنجاز والتفاني والدقة والبحث عن الأفضل. وهنا لا بد لي من أن أشكر سموه الكريم على تلطفه بالتشجيع من خلال المكالمات التي تلقيتها من مكتبه والتي توجب بلقاء سموه في مكتبه في الإمارة والتي تحدث خلالها سموه الكريم عن كثير من الأمور المطروحة في وسائل الإعلام والتي عكست وعبرت بحق عما يتمتع به من كريم خلق وسعة اطلاع ورؤية متوازنة تنم عن حكمة واعتدال وبعد نظر. لذلك فإنني سوف ألخص باختصار بعض النقاط التي أثارها وتحدث عنها، وذلك لكي يستفيد منها ويحتذي بها الآخرون لأن ذلك الأسلوب في التفكير هو الذي يقود إلى النجاح والتميز. ولعلي أوجز ذلك بالنقاط الآتية: @ أشار - حفظه الله - إلى أن الآراء والاجتهادات بطبيعة الحال تختلف وتتباين اتجاه مكونات الحياة وحراكها ومتطلباتها وتفاعل عناصرها المختلفة، ويتضمن ذلك اختلافاً في وجهة النظر اتجاه الأحداث والمستجدات التي تطرأ على الساحة المحلية أو الاقليمية أو الدولية، ولذلك فإن كل كاتب يعبِّر في المقام الأول عن وجهة نظره وبالتالي فإن مصداقية وتوازن وحكمة من يتصدى للكتابة تتبين من خلال أسلوب طرحه والتزامه الدقة والمصداقية واستسقاء المعلومة من مصادرها، ناهيك عن أن تكون المصلحة العليا للوطن هي المحك الحقيقي لكل ما يتم طرحه من أفكار وآراء واجتهادات واقتراحات. نعم أن تحكيم العقل وبذل الجهد وتمحيص المعلومة وعدم الانحراف خلف العاطفة أمور لها أهميتها في بناء المصداقية ذلك أن العقل دائماً دليل صاحبه. @ إن التطرف في الآراء مهما كانت وجهة نظر صاحبه، وانتماؤه سوف يجر إلى تطرف مضاد وهذا بلا شك له مردود سلبي أقل انعكاساته حدوث استقطاب لا أحد يرغب فيه. وفي هذا السياق تحدث سموه - حفظه الله - عن تركيبة المجتمع في المملكة حديث العارف والمدرك لكل تفاصيله وفسيفسائه وحمد الله على تجانسه وتكاتفه ووحدته. وقد عكس ما قاله المامه التام والشامل بشرائح المجتمع. وأضاف: إن لكل مجتمع وبيئة متطلباته وتطلعاته وإن الذي يصلح لمجتمع قد لا يتوافق مع متطلبات وعادات وتقاليد وثقافة شعب آخر. وهذا بالطبع يحتم أن يتم التطوير والإصلاح طبقاً لحاجة وتطلعات كل مجتمع حسب ظروفه وأن يتم التدرج فلكل متطلب ظروفه المواتية التي تضمن نجاحه وعدم تعثره. @ نعم ان معشر الكُتَّاب والمبدعين في كل تخصص يلمسون حرص سموه واهتمامه بالتميز والمتميزين وهذا ليس بغريب على سموه فهو القريب منهم المهتم بشؤونهم الحريص على التعرف عليهم والتواصل معهم وتشجيعهم وحتى احتضانهم، وهذه صفات فطر عليها ولا يبخل بها على أحد. كيف لا؟ وهو ابن الملك المؤسس وتربيته وخلاصة تجربته وخريج مدرسته، ورفيق درب اخوانه الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد - رحمهم الله - ورفيق درب الملك عبدالله وولي عهده اليوم - أطال الله في أعمارهم جميعاً -. نعم، ان أسلوب سموه في المتابعة والاطلاع والتشجيع والرد والتصحيح أنموذج متميز يجب أن يحتذى به كل من ينشد المصداقية والحرص على المصلحة العامة لأن ذلك يؤدي إلى مزيد من الشفافية ويدعم الحوار الخلاق المنطوق والمكتوب ويبعد اللبس ويضع الأمور في نصابها. ناهيك عن أن ذلك ينمي ويولد القابلية للرأي الآخر ويقلل من الحساسية التي ربما يتمتع بها بعض من يكتب أو بعض من يكتب عنه أو عن المؤسسة أو الإدارة التي يتولى مسؤوليتها. إن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها حكومتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس لهذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - تعتبر نموذجا فريدا، فالتوجيهات تقضي أن كل مواطن يستطيع الوصول إلى أي مسؤول في الدولة والتحدث اليه. والحوار مع المثقفين والكّتَّاب والتشجيع والرد يعتبر أسلوب حديث لسياسة الباب المفتوح يتبعها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهي تشكل إضافة تكاملية لسابقتها وذلك لانه - حفظه الله - أيضاً يستقبل المواطنين بصورة دائمة في مكتبه في الإمارة أثناء الدوام الرسمي أو في منزله في الفترة المسائية، أو في أوقات محددة من كل أسبوع. ولا شك أن حكمة وفراسة سموه حفظه الله تتجلى في قدرته على اختيار الأفضل والأجدر عندما يقيم الآخرين ويشجعهم طبقاً لمعايير عقلية وليست عاطفية أو مظهرية وفي ذلك يقول أبو الطيب المتنبي: يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام أقول هذا وأنا أعرف أن تشجيع سموه الكريم قد شمل ويشمل عددا كبيرا من الكُتَّاب والمثقفين والمبدعين في مجالات عديدة. كما أن مواقف سموه ومتابعته وحرصه على الإحاطة بكل شاردة وواردة لها مساس بمصلحة الوطن دليل على وطنيته المفعمة بالإخلاص وحب الخير والعدل والتماس الحقيقة وحب التوازن والاعتدال والحكمة. وهو يهتدي بالحديث الشريف الذي يقول "الحكمة ضالة المؤمن حيث وجدها فهو أحق بها"، الحديث. وهو بذلك لا يكابر بل يقول بكل تواضع إن الطرح الجيد والمتوازن الذي يفيد المصلحة العامة نستفيد منه ونسعى إلى تطبيقه. وعلى العموم فإن حكمة وتميز الأمير يحتاج إلى كتب ومؤلفات. ومع أنه لا يحب المدح والإطراء إلا أن ذكر ما يكنه له الآخرون هو أقل القليل الذي يستحقه ذلك أن محبة الناس كنز يندر من يحظى بها. فلسموه الكريم التحية والتقدير وسدد الله خطاه على طريق الخير والحكمة والعدل والتوازن التي اشتهر بها سموه. والله المستعان.