في يوم الأربعاء الماضي كنت مُصراً على ذهاب أبنائي إلى المدارس مع أنهم يحاولون إقناعي بأن الحضور ضعيف وفي الساعة التاسعة صباحاً اتصلوا بي جميعاً طالبن إرسال السائق الخاص؛ لجلبهم من المدارس؛ لأنه لم يحضر إلا هم؛ ولذلك منحتهم يوم الخميس إجازة من عندي. خطة الوزارة للحد من غياب الطلبة، والتي تطبقها المدارس هي خصم نصف درجة عن كل يوم غياب، وهذه ليست كافية لانتظام الطلاب إذا كان بعض المعلمين والمعلمات هم من يوعزون للطلبة بالغياب ويشترك معهم ذوو الطلبة في تحمل المسؤولية واضطلاعهم بدور أكبر في متابعة أبنائهم ومنعهم من الغياب إلى آخر يوم دراسي، الأيام التي تسبق بداية الاجازات والتي تليها والأيام التي تسبق الامتحانات سأطلق عليها لقب «الأيام الميتة»، نتيجة تكرار ظاهرة الغياب الجماعي للطلبة، ولذلك يُفترض من وزارة التربية ابتكار أساليب مُحفزة؛ لمواجهة الظاهرة والعمل على إيجاد حلول لها، إذ تسجل تلك الأيام أعلى نسبة غياب على مستوى العام في كل المراحل الدراسية. أعتقد أن المشاركة المجتمعية ضرورة من خلال وسائل الإعلام؛ لتوعية الطلبة وذويهم بخطورة الغياب والعمل على تفعيل لائحة السلوك والمواظبة، وضرورة أن «تكثف المدارس من رسائلها النصية لذوي الطلبة، خصوصاً قبل كل اجازة لتوضيح أهمية انتظام الطالب في الدراسة حتى اليوم الأخير، إضافة إلى توزيع مذكرة بمواعيد شرح أجزاء المنهج للطلاب وإطلاع ذويهم عليها؛ للتأكيد على خطورة الغياب». وأقترح دعم الأيام الاخيرة من الدراسة بالأنشطة الختامية أو الاختبارات التجريبية أو الفصلية، وتوزيع المهام على الطلبة، وكذلك لتدارك الغياب قبل الامتحانات أقترح « عدم إنهاء المناهج قبل ذلك الأسبوع، وإعداد جدول اختبارات للفترة الأخيرة في كل مادة في ذلك الأسبوع». إن ظاهرة تسرب الطلبة في بداية كل اجازة بدأت تتضخم وتحتاج إلى وقفة جادة وحل جذري، خصوصاً أنها أخذت منحى آخر يتعلق بعدم جدية الطلبة وإقبالهم على الحضور إلى المدرسة بمثابرة. ولذلك المطلوب من وزارة التربية وإدارات التعليم ومكاتب الإشراف التربوي وإدارات المدارس «ضرورة وضع حوافز للحضور الطلابي في هذه الأيام أو إعادة النظر في جدولة أيام الدراسة، مع تحفيز المعلمين للاستمرار في الشرح بالحماسة نفسها طوال أيام الدراسة إلى آخر يوم دراسي يسبق الاجازة أو الامتحانات». ويبقى التحدي مستمراً أمام المسؤولين في التعليم، بضرورة جذب الطلبة للدوام خلال هذه الأيام، ومحاولة تلافي سلوك بعض المعلمين في التلميح للطلبة بالغياب، وذلك من خلال جعل الأسابيع الأخيرة للمراجعة وحل الواجبات فقط، إذ لا بد أن تكون هناك برامج تربوية خاصة تجذب الطلبة من خلال الأنشطة الطلابية أو إقامة برامج جماعية للاستذكار ومراجعة الدروس، ودعوة الطلبة إلى تقديم اختبار تجريبي على نمط الاختبار النهائي، إضافة إلى استمرار زيارات مشرفي المواد للمعلمين حتى اليوم الأخير من الدراسة، وعدم ضم الفصول ولو كان الحاضر طالباً واحداً، ومراجعة دفاتر تحضير المعلمين الخاصة بالأيام الاخيرة من الدراسة، وعقد اختبارات شفهية وعمل حساب طبيعة المادة؛ لأن ظاهرة غياب الطلبة مؤشر خطير يربك العملية التعليمية ويدل على قصور في توزيع المناهج خلال الأسابيع الدراسية. وأختم مقالي برسالة إلى المسؤولين في التعليم، بأنه لا يمكن تحقيق معدلات حضور مرتفعة للطلبة إلا عن طريق توفير بيئة تعليمية محفزة؛ لتشجيع الطلبة على المشاركة في عملية التعلم والإقبال عليها، ومكافأة الطلبة الملتزمين والمواظبين على الحضور، وتنفيذ استراتيجيات وبرامج لمعالجة مشكلات الحضور، وفقاً لكل حالة من الحالات الطلابية على حدة.