الاتصالات المكثفة التي أجراها قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، مع الأمين العام للأمم المتحدة ومع زعماء روسيا الاتحادية وفرنسا وبريطانيا، والتي عبر خلالها خادم الحرمين الشريفين عن إدانته واستنكاره الشديدين للتصعيد الإسرائيلي الخطير في المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء السافر على المصلين في باحاته، وانتهاك حرمة المقدسات الإسلامية. ودعا أيده الله إلى ضرورة بذل الجهود والمساعي الأممية الجادة والسريعة وضرورة تدخل مجلس الأمن لاتخاذ كافة التدابير العاجلة؛ لوقف هذه الانتهاكات على المسجد الأقصى.. هذه الاتصالات وغيرها مما تقوم به المملكة لها أهميتها في سياق التشاور حول الوسائل والسبل الكفيلة بالحفاظ على سلامة المسجد، والحيلولة دون استمرارية الاعتداء عليه من قبل السلطات الإسرائيلية التي ما زالت تستهين بمشاعر المسلمين. إن المملكة التي أدانت الاعتداء الصارخ ضد المسجد الأقصى تحاول جاهدة مع أشقائها من الدول العربية والإسلامية البحث عن المخارج المأمونة التي تحول دون الاستهانة بالمسلمين والعبث بمقدساتهم، من خلال الاعتداءات المتلاحقة التي تشنها اسرائيل بين حين وحين ضد المسجد الأقصى الشريف، للعبث بمعالمه وطمسها ومحاولة هدمه؛ للعثور على الهيكل المزعوم الذي لا وجود له في المسجد. تحاول إسرائيل بعدوانها السافر الأخير على القدس محاولة تقسيمه زمانيا ومكانيا، وهو أمر يتناقض تماما مع القرارات الدولية المعلنة التي نادت بعروبة القدس، ونادت بقيام الدولتين المستقلتين كحل لإنهاء وتسوية القضية الفلسطينية، فقيام دولة فلسطين وإعلان القدس عاصمة لها هو السبيل الأمثل لإنهاء النزاع في الشرق الأوسط، الذي يمثل أطول صراع سياسي في العالم. لقد وقفت المملكة في كل محفل دولي تنافح وتدافع عن عروبة القدس، التي لن تتمكن إسرائيل بعدوانها الأخير واعتداءاتها السابقة ضد القدس أن تمحو عروبته، فالاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى تمثل تحديا صارخا لإرادة الشعوب العربية والإسلامية، وتعد تحديا صارخا للمواثيق الدولية، وتحديا للسلام العادل والدائم الذي تتوق شعوب العالم قاطبة لتحقيقه على أرض الواقع في فلسطين العربية. إن هذه الاعتداءات المتكررة على القدس الشريف تمثل نهجا مرفوضا ليس من قبل الشعوب العربية والإسلامية فحسب، بل هو نهج مرفوض من قبل كافة دول العالم؛ لأنها سوف تؤجج نيران الصراع في المنطقة، وتدفع إلى إطالة أمدها، وتحول بطبيعة الحال دون التمكن من العثور على الحلول الناجعة والمناسبة لتسوية أزمة الشرق الأوسط بطريقة عادلة ودائمة، وسوف يستمر النزاع قائما طالما بقيت تلك الاعتداءات قائمة. الموقف النبيل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - يحفظه الله- الذي أعلن فور الاعتداء الإسرائيلي الآثم على القدس الشريف يمثل موقفا عربيا موحدا، فكل العرب رافضون لتلك الاعتداءات السافرة التي تشنها إسرائيل ضد المسجد الأقصى، في محاولة يائسة لتهويده ووضع الأمتين العربية والإسلامية أمام واقع مرفوض بكل تفاصيله وجزئياته، فالقدس ستبقى عربية مهما تمادت إسرائيل في اعتداءاتها وغطرستها. إنه موقف يمثل في حقيقته ثبات المملكة على نهجها المعلن برفض العدوان ضد المسجد الأقصى، ورفض محاولات تهويده أو تقسيمه، فهو يحتل مكانة عالية ورفيعة في قلوب المسلمين أجمعين، وقيمة إسلامية لا يمكن العبث بها من خلال تلك الاعتداءات الصارخة التي تشنها إسرائيل بين فترة وأخرى ضد حرمة هذا المسجد، وهو ثالث الحرمين الشريفين، ومسرى خاتم الأنبياء والرسل عليه أفضل الصلاة والسلام. المملكة وقفت دائما ضد كل العمليات الإسرائيلية العدوانية لتهويد المسجد الأقصى، فالتهويد يعد عدوانا على كافة الشعوب العربية والاسلامية، ونهجا لا يمكن التسليم أو القبول به بأي شكل من الأشكال، فهو تهديد لتلك الشعوب، وتهديد في الوقت ذاته لكل الجهود الحميدة المبذولة لاحلال السلام العادل في منطقة تؤججها إسرائيل بمثل تلك الاعتداءات الصارخة على المسجد الأقصى الشريف.