احتضنت العاصمة البحرينيةالمنامة مساء أمس الأول فعاليات الدورة الخامسة لجائزة عيسى بن علي آل خليفة للعمل التطوعي، التي تنظمها جمعية الكلمة الطيبة بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي خلال الفترة من 14 وحتى 16 سبتمبر الجاري، فيما تمثل الدورة الحدث العربي الأبرز في الاحتفالات السنوية باليوم العربي للتطوع الذي يصادف 15 سبتمبر من كل عام. وأوضح الشيخ علي بن خليفة آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء أن ثقافة التطوع متأصلة في المواطن العربي «فهي أصل في دينه وجزء أساسي من عاداته وتقاليده»، داعياً إلى تعزيز قيم التطوع والإعلاء من مبادئها في المجتمعات كونها من الفضائل التي يجب أن يتم تأصيلها. وقال خلال حضوره حفل تسليم الجائزة إن «المجتمعات العربية اليوم في ظل التحديات التي تمر بها دولها أحوج ما تكون للمبادرات التي تصهر جهودها في بوتقة التعاون والتكامل، وأن العمل التطوعي أحد هذه المبادرات التي تطلق العنان أمام توحد الفكر والجهد في اتجاه تحقيق الأهداف النبيلة». من جانبه، أكد الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، أن الجائزة سعت طيلة خمسة أعوام ماضية، إلى تكريم رموز العمل التطوعي العربي، وإبراز قصص نجاحهم وبصمتهم التطوعية في خدمة أوطانهم ومجتمعاتهم، مبيناً أن الجائزة فرصة دائمة لجمعيات ومراكز التطوع العربية، لتبادل الخبرات وطرح الحلول للإشكالات والتحديات التي تواجه العمل التطوعي في العالم العربي، ليس خلال أيام وفعاليات الجائزة فحسب، بل والترابط فيما بينها على مدار العام. ورداً على سؤال قال إن «الجائزة تشهد في دورتها الحالية حدثين بارزين يتعلق أولهما بالحضور البارز لبرنامج متطوعي الأممالمتحدة، الذي يسعى إلى دعم مسيرة التطوع في العالم العربي وتعزيز انخراط الشباب العربي في المبادرات التطوعية المختلفة، وترجمة وطباعة وتوزيع تقرير حالة التطوع، سعياً منا إلى دعم العمل التطوعي في العالم العربي، أما الحدث الثاني، فيتمثل في إطلاق مسابقة وطنية بحرينية بعنوان أفضل مشروع تطوعي بحريني، قبل انطلاق فعاليات الجائزة بأيام قليلة، وقد فاز بجوائزها ثلاثة مشاريع، وفق معايير محددة وضعتها لجنة التحكيم بالمسابقة». وكان الشيخ عيسى بن علي آل خليفة قام في ختام الحفل بتكريم الفائزين بجائزة العمل التطوعي لهذا العام وهم: عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق من مصر، وخلف أحمد الحبتور من الإمارات، وأحمد مازن الشقيري من السعودية، والدكتورة فاطمة بنت محمد البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة بمملكة البحرين، ويزيد بن محمد الراجحي من السعودية، والشيخ عبدالعزيز بن علي النعيمي من الإمارات، وفؤاد مصطفى مخزومي من لبنان، والشيخ عبداللطيف بن أحمد الفوزان من السعودية، والدكتور أحمد عبدالله الجبوري من العراق، وعوض حسين محمود الفسي من ليبيا، وسمير بن عبدالمجيد عبيدي من تونس، والدكتور خالد محي الدين من لبنان، والدكتورة سعاد فهد الفريح من الكويت، ومحمد عبدالرازق محمد مختار من السودان، ويوسف محمد المفتاح من قطر، وطلال كايد المجالي من الأردن، ومحمد ذهبي من المغرب، وخالد حسن حمد صبح من فلسطين، وعلام رابح من الجزائر. يذكر أن فعاليات جائزة الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لتكريم رواد العمل التطوعي عقدت حلقة نقاشية حول (تقرير دراسة حالة التطوع في العالم- لجنة الاممالمتحدة للمتطوعين)، حيث بدأت الحلقة النقاشية بعرض فيديو تحت عنوان (جائزة الشباب العربي للتطوع). وقال حسن بوهزاع رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطبية «إن هذا التقرير تم إصداره بدعم من الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة، ما يدل على إيمانه بدور الشباب وأهمية العمل التطوعي في نهضة ورقي الأوطان، ونحن نرجو أن يكون هذا التقرير فرصة لجميع المتطوعين سواء من البحرين أو الدول العربية في المشاركة لتبادل الأفكار والاطلاع على تجارب العمل التطوعي والاستفادة منها على المستوي المحلي». من جهته، شدد يوسف الكاظم الأمين العام للاتحاد العربي للعمل التطوعي على ضرورة تفعيل الشراكة مع الأممالمتحدة والذي بدأ بنشاط عربي، منوهاً بأن «التطوع العربي العالمي للجامعات»، سيكون موضوع الحلقة النقاشية العام المقبل. وفي كلمته، أشاد بيتر هروغمان ممثل برنامج الأممالمتحدة للتنمية بالدور الذي تلعبه حكومة البحرين في دعم العمل التطوعي حيث انها تستضيف للمرة الثالثة على التوالي يوم العمل العربي للتطوع، «وأن المبادرة التي أطلقها الشيخ عيسى بن علي آل خليفة هي مثال ونموذج جميل للعمل التطوعي البحريني ومدى جديته في أن يستكشف الأعمال التطوعية في العالم بأسره». ثم عرضت آماندا مكواتشي من جمهورية ألمانيا التقرير الذي أشار إلى أن هناك اتفاقاً كبيراً على ضرورة أن تشهد أجندة التنمية في المستقبل تحولات جذرية لإشراك الأفراد بشكل أفضل في تنمية أنفسهم ومجتمعاتهم المحلية، مؤكداً أن العمل التطوعي يوفر قناة رئيسية للمشاركة ابتداء من المستوى المحلي مروراً بالمستوى الوطني وصولاً إلى المستوى العالمي. وناقش التقرير إيجاد بيئة مواتية تتيح المشاركة المدنية الإيجابية في التنمية المستدامة وهو أمر مهم للنجاح، منوهاً إلى أن المتطوعين يؤثرون في المعايير والقيم الاجتماعية، وأن التعبئة واسعة النطاق ضرورية لنجاح العديد من المبادرات التطوعية التي تنطلق من القاعدة الى المستويات العليا وان استجابة الحكومة من العوامل الرئيسية في نجاح المبادرات التطوعية على المستوى الوطني، وأن العمل التطوعي يسهم في تطبيق نموذج تنمية يتمحور حول الأشخاص بالرغم من انه لا يمثل الوسيلة الوحيدة لذلك تظل التحديات المتعلقة بجمع البيانات تحديات حقيقية ولابد من مواجهتها إذا أريد الاستفادة من إمكانية العمل التطوعي كمورد بشكل كامل.