إننا في مملكة البحرين، نشعر بالفخر والاعتزاز لما وصل إليه العمل التطوعي من دور هام ورائد، حيث أصبح شريكاً في التنمية المستدامة، من خلال مشروعاته المتنوعة، ومبادراته المتجددة، التي تخدم المجتمع وتترجم الانتماء الوطني على أرض الواقع، والذي يستمد قوته من تراثنا الإسلامي باعتباره تكليفاً دينياً يرسخ التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع الواحد، كما يحقق تطوره وانتشاره المجتمعي بفضل توجيهات قيادتنا الرشيدة. ولعل من البرامج التطوعية المتكاملة، والتي حققت النجاح وطنياً وعربياً، برنامج عيسى بن علي للعمل التطوعي "نماء"، الذي تنفذ من خلاله جمعية الكلمة الطيبة، عدداً من الفعاليات الخليجية والعربية الهامة، في مقدمتها جائزة سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، الرئيس الفخري للجمعية الكلمة الطيبة، والتي ننظمها للعام الرابع على التوالي بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي بجامعة الدول العربية، خلال الفترة 13 – 16 سبتمبر الجاري. وبالرغم من أن ميدان التطوع بحاجة إلى مؤازرة وتعاون من القطاعين الحكومي والخاص، وخصوصاً وأنه أصبح اليوم علامة بارزة على نهضة المجتمعات، إلا أن عملنا التطوعي وضع على عاتقه عدداً من الأولويات والمهام والأهداف، التي لا تخدم مجتمعنا ووطننا فقط، بل وتعضد دور وأهداف القطاعين الحكومي والخاص،. ولعل في مقدمة أهداف عملنا التطوعي: نشر ثقافة التطوع، تعزيز دور المجتمع المدني في عملية التنمية الشاملة، المساهمة في تطوير المبادرات التطوعية، تعزيز مبدأ الشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية، ودعم جهود المسئولية الاجتماعية للقطاع الخاص. ولعل المشارك في الجائزة أو المتتبع لجائزة عيسى بن علي للعمل التطوعي، منذ نسختها السنوية الأولى يلحظ حجم التطوير بها، ليس فقط على مستوى الفعاليات المصاحبة، التدريبية والتوعوية والإعلامية وغيرها، أو على فيما يتعلق بالأوزان الثقيلة من رواد العمل التطوعي العرب الذين تم اختيارهم للفوز بالجائزة وفق معايير محددة من قبل لجنة تحكيم الجائزة، وإنما أيضاً فيما يتعلق بزيادة التشبيك وطنياً وعربياً ودولياً، حيث نجحنا في التشبيك مع برنامج الأممالمتحدة للمتطوعين التابع لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي. كما أن عملنا التطوعي يعبر عن أروع معاني العطاء والوفاء، حيث يحتفي ويبرز قصص النجاح الممتدة لرواد العمل التطوعي في الوطن العربي، ليكون ذلك داعماً لجيل الشباب لكي يتمكنوا من وضع بصماتهم التطوعية، ويصنعوا لأنفسهم ومجتمعاتهم قصص نجاح جديدة. ومن المتوقع أن يؤدي هذا التطوير في العمل التطوعي، والتعاون مع المنظمات التطوعية العربية والدولية الكبرى إلى تعزيز دور الجمعيات التطوعية البحرينية والعربية، من خلال فتح آفاق جديدة لمشروعاتها التطوعية، بأيدي الشباب العرب، والمساهمة في توفير التمويل اللازم، من المنظمات العربية والدولية. رئيس مجلس إدارة جمعية الكلمة الطيبة البحرينية