طالما ان الجميع لا يتكلم إلا بالمقاس والمقياس بدءا من مقاييس التحصيل والقدرات التي (دوخت) أبناء الوطن وصولا إلى مقياس حجم محفظة النقود التي بموجبها يعرف مقاسك عند البعض،،، نقول طالما الكل يقيس الكل دعونا نفكر في طريقة لاختبار مقياس الصداقة بين الناس والتي يفترض بها أن تكون أيضا مقياسا للصدق، فالصداقة بدون صدق يعني مجاملات زائفة تتكشف بسرعة لأن عمرها قصير،، ومع اختلاط الحابل بالنابل أضعنا الطريق، لا نفرق بين الزميل والصديق وتسود المودة وتزهو العشرة بين الناس، وفي ساعة ما يتبخر كل شيء ويطير كل شيء،، وأنت في حالة من الذهول،، ويصبح من كنت تدعوه بالصديق عدوا لدودا، ومن كنت توده أضحيت تكرهه (وتفرط المسبحة) وعليك حينئذ قياس مقدار الخسارة التي لحقت بك معنويا او ماديا في بورصة العلاقات الاجتماعية؛ لأنك استثمرت فيما كنت تجهله أو علمته ولكنك آثرت إعطاء الفرصة تلو الأخرى عملا بمبدأ إتاحة الفرص. إطلاق كلمة الصداقة بسرعة تماما مثل إطلاق كلمة الحب،، ومثل ما هناك أغانٍ ذات إيقاع سريع هناك صداقة بنفس الدقة، وحب (إكسبرس) والخسائر لا تعد ولا تحصى مما يحق لنا وصفه بمنطقة كوارث العلاقات الإنسانية، ونطلب المساعدة العاجلة من حكماء وكبار السن لشرح تجاربهم الماضية لمعرفة الناس وأجناسهم. نعود للقياس ونتمنى من ذوي الاختصاص وأكيد النفسيين والاجتماعيين أن يحددوا على ماذا نقيس الصداقة؟! أهي بالزمن أم بالتجارب أم السن أم الصدفة أم المصلحة أم الفراغ العاطفي الذي يشكو منه الكثير، فتراه يرمي نفسه في أحضان الصداقة أملا في تخفيف معاناته أو يجد آذانا صاغية يملك صاحبها مشاعر صادقة تجاهه. إذا كانت اختبارات القياس تستهلك بضع ساعات وتسلم النتيجة، فأنا هنا أشهر راية التحدي أن نجد مقياسا للصداقة الحقيقية في هذا الزمن. صارت الأمور ملتبسة!! فالصديق هذا الصباح قد يتحول إلى زميل بعد الظهر أو (مصلحجي) في المساء والعكس صحيح!! أنا لم ولن أنفي وجود كثيرٍ من الصداقات المميزة والحميمة النقية عند الكثير من الناس، فالكل كما يقال (خير وبركة) ولكن في عملية بسيطة تجريها انت بنفسك تكتشف بعدها أن العملية صعبة المراس والخسائر متوقعة إلا من رحم الله.