كشف تقرير حديث أصدرته أرامكو السعودية عن تحقيقها مؤخراً خفضاً يقدر بآلاف البراميل في اليوم من الزيت الخام فى استهلاك الطاقة في مناطق أعمالها مقارنة بالعام السابق. وبحسب توقعات التقرير فستحقق ارامكو انخفاضاً كبيراً فى استهلاكها للطاقة بعد خمس سنوات تزيد عن ثلث استهلاكها الحالى للطاقة. وسيكون هذا التوفير الثمين للطاقة في المباني ووسائل النقل وأحياء السكن التابعة لها. وعلى صعيد استهلاك الكهرباء، تخطط ارامكو وتعمل على خفض استهلاكها من الكهرباء في مبانيها القائمة وفي مبانيها الجديدة. والجدير بالذكر ان خاصية التوليد المشترك للطاقة الذي توسعت الشركة في اعتماده مؤخراً في معاملها تتيح إنتاج الكهرباء كمنتج ثانوي، وبذلك يمكنها التزود بالكهرباء دون الاعتماد على الشبكة الوطنية، وهذا ما يجعل اعمالها غير مرتبطة بالشبكة ويجنبها الانقطاعات او اى عطل قد يلحق الضرر فى اعمالها. ومنذ عام 2000م أطلقت أرامكو السعودية برنامجاً لإدارة الطاقة تسعى من خلاله إلى تحقيق خفض في مؤشرات الأداء الرئيسة للطاقة لمرافق أرامكو السعودية القائمة، وتصميم جميع مرافقها الجديدة على نحو يحقق الكفاءة في استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الطاقة بشكل عام، والتشجيع على رفع كفاءة استهلاك الطاقة على الصعيد الوطني. وكانت تقييمات الطاقة في هذا البرنامج حددت منذ ذلك الوقت في الشركة أكثر من 700 فرصة لتحقيق وفر في استهلاك الطاقة يتطلب استثمارات رأسمالية أو تحسينات تشغيلية. وتنامت أعداد الفرص التي تم استغلالها من أصل 700 منذ العام 2000م حتى حقق استغلال تلك الفرص قفزة نوعية في العام الماضي، حيث تم خلاله استغلال 161 فرصة لتوفير الطاقة بزيادة تصل إلى أكثر من الضعف عن العام الذي سبقه. لقد استبدلت ارامكو نحو 500 ألف من المصابيح التقليدية بأخرى ثنائية الصمام (LED) في مرافقها في العام الماضي وحده، لتوفر بذلك 30 مليون كيلوواط/ ساعة في السنة. بالإضافة إلى توفير أكثر من 12,700 ميجاواط في السنة، من خلال استبدال مصابيح أعمدة الإنارة في شوارع مناطق أعمال الشركة. لا شك ان ارتفاع الطلب المحلى على الطاقة اصبح مقلقاً للجميع حيث تستهلك المملكة محلياً ما يقارب 4 ملايين برميل نفط مكافئ باليوم. تتوزع على توليد الطاقة وعلى وقود لوسائل النقل من ديزل وبنزين. ويبدو جلياً ان الارتفاعات المحلية على طلب الكهرباء تزداد سنوياً. ولقد ارتفع الاستهلاك المحلي من الطاقة الكهربائية خلال 2014 بنسبة 11 في المائة كأعلى نمو خلال الفترة الممتدة من 2006 حتى 2014. لذلك لا يمكننا التحدث عن دعم الكهرباء بدون التعرض لمسؤولية المواطن والمقيم والشركات فى ترشيد الاستهلاك. تحرق المملكة فى فصل الصيف لتوليد الكهرباء كمية كبيرة من النفط تصل الى حوالي 700 الف برميل باليوم لتأمين الطلب المتزايد من القطاع السكني . وهذه الكمية من النفط تعادل استهلاك دول كبيرة من حجم تركيا. وفى هذا السياق وعلى ضوء الارتفاع المتواصل في الطلب على الطاقة في المملكة، وضعت أرامكو السعودية إستراتيجية ترسم دورها في مجابهة آثار ذلك الارتفاع، وترشيد الاستهلاك، حيث شرعت منذ سنوات في تبني تقنيات وممارسات فاعلة في خفض استهلاك الطاقة من خلال إقامة شراكات وفتح حوار مع الجهات الحكومية والصناعات ومجموعات الأعمال الأخرى في المملكة. وفى الختام يبلغ معدل استهلاك الفرد للطاقة في المملكة حوالى ضعف المتوسط العالمي. وفى حال استمر هذا الطلب بالنمو على الطاقة فإن اثره على التنمية فى البلاد سيكون سلبياً. لذلك لا بد من معالجة هذه الظاهرة وابتكار الحلول بدون ارهاق المواطن. ولا شك ان كفاءة استهلاك الطاقة تعد عنصراً حيوياً في استراتيجية أرامكو السعودية الرامية إلى تحسين أداء الشركة البيئي وحماية مقدرات المملكة وثرواتها الهيدروكربونية من الهدر وتوفيرها للمستقبل من خلال حملها علم وشعار الترشيد والكفاءة لاستهلاك الطاقة.