كشف تقرير حديث أصدرته أرامكو السعودية عن تحقيقها مؤخراً خفضاً ملحوظاً إضافياً في إجمالي استهلاك الطاقة في مناطق أعمالها مقارنة بالعام السابق، ونتيجة لذلك بلغ إجمالي الانخفاض الذي تحقق في استهلاك الطاقة، ما يعادل آلاف البراميل في اليوم من الزيت الخام. وتوقع التقرير أنه بحلول عام 2020م ستحقق أرامكو السعودية وفراً يزيد عن الثلث من إجمالي الطاقة التي تستهلكها في المباني ووسائل النقل وأحياء السكن التابعة لها. وتهدف الشركة إلى خفض استهلاكها من الكهرباء لكل متر مربع في مبانيها القائمة من 500 وحدة إلى 310 وحدات. ومن 425 وحدة إلى 250 وحدة في مبانيها الجديدة. ويتيح نظام التوليد المشترك الذي توسعت أرامكو السعودية في اعتماده في السنوات الأخيرة في معاملها إنتاج الكهرباء كمنتج ثانوي لأعمالها ويمكنها من العمل دون الاعتماد على الشبكة الوطنية، إضافة إلى أنه يضمن استمرارية الأعمال في حال تعطل شبكة الكهرباء. وفي ضوء الارتفاع المتواصل في الطلب على الطاقة في المملكة، وضعت أرامكو السعودية إستراتيجية ترسم دورها في مجابهة آثار ذلك الارتفاع، وترشيد الاستهلاك، حيث شرعت منذ سنوات في تبني تقنيات وممارسات فاعلة في خفض استهلاك الطاقة من خلال إقامة شراكات وفتح حوار مع الجهات الحكومية والصناعات ومجموعات الأعمال الأخرى في المملكة. وتمحورت هذه الإستراتيجية حسب ما أفاد به مسؤولون في دائرة أنظمة الطاقة في أرامكو السعودية في دعم سياسات الطاقة الوطنية، وإعداد وتنسيق استراتيجيات ترشيد وتحسين استهلاك الطاقة بالتعاون مع الأجهزة الحكومية وشركات المياه والكهرباء، ورعاية المبادرات والبرامج التي تسعى لتلبية احتياجات المملكة من الطاقة بطريقة اقتصادية ومقبولة من الناحية البيئية، واستخدام تقنيات تتسم بالكفاءة والابتكار والجدوى الاقتصادية. وتعد كفاءة استهلاك الطاقة عنصراً حيوياً في استراتيجية أرامكو السعودية الرامية إلى تحسين أداء الشركة البيئي، فقد أشار التقرير إلى أن معدل استهلاك الفرد للطاقة في المملكة يبلغ نحو ضعف المتوسط العالمي. ويمكن لهذا الطلب المتنامي على الطاقة إذا ما ترك دون معالجة أن يؤثر سلباً على التنمية الاقتصادية المحلية. وفي هذا الإطار أكد التقرير أن الشركة تلتزم بجهود رفع كفاءة استهلاك الطاقة من خلال عضويتها في البرنامج السعودي لكفاءة الطاقة. الشراكة مع القطاعين العام والخاص وتقوم أرامكو السعودية حالياً بدور رئيس في الخطة الوطنية المتكاملة للكهرباء والمياه التي تضمن إجراء تقييم شامل للبنية التحتية للمياه والكهرباء في المملكة وتوقعات الطلب عليهما على المدى البعيد من أجل تحسين التخطيط المستقبلي في قطاع المنافع. ويقود تنفيذ هذه الخطة تحالف متكامل من الوزارات الحكومية والشركات السعودية الرائدة التي يمثل ترشيد استهلاك الطاقة والمياه بالنسبة لها أهمية قصوى. وستشمل هذه الدراسة للمرة الأولى في المملكة تحليلاً للسلوك البشري في الاستهلاك المنزلي للكهرباء والمياه. إدارة الطاقة ومنذ عام 2000م أطلقت أرامكو السعودية برنامجاً لإدارة الطاقة تسعى من خلاله إلى تحقيق خفض في مؤشرات الأداء الرئيسة للطاقة لمرافق أرامكو السعودية القائمة، وتصميم جميع مرافقها الجديدة على نحو يحقق الكفاءة في استهلاك الطاقة، بالإضافة إلى رفع كفاءة استهلاك الطاقة بشكل عام، والتشجيع على رفع كفاءة استهلاك الطاقة على الصعيد الوطني. وكانت تقييمات الطاقة في هذا البرنامج حددت منذ ذلك الوقت في الشركة أكثر من 700 فرصة لتحقيق وفر في استهلاك الطاقة يتطلب استثمارات رأسمالية أو تحسينات تشغيلية. وتنامت أعداد الفرص التي تم استغلالها من أصل 700 منذ العام 2000م حتى حقق استغلال تلك الفرص قفزة نوعية في العام الماضي، حيث تم خلاله استغلال 161 فرصة لتوفير الطاقة بزيادة تصل إلى أكثر من الضعف عن العام الذي سبقه. ومن جملة المبادرات والفرص المستغلة في هذا السياق؛ نفذت أرامكو السعودية حملة ضخمة لاستبدال المصابيح التقليدية بمصابيح ثنائية الصمام (LED)، حيث استبدلت نحو 500 ألف من المصابيح الوهاجة التقليدية بأخرى ثنائية الصمام (LED) في مرافقها في العام الماضي وحده، لتوفر بذلك 30 مليون كيلوواط في الساعة في السنة. بالإضافة إلى توفير أكثر من 12,700 ميجاواط في السنة. من خلال استبدال مصابيح أعمدة الإنارة في شوارع مناطق أعمال الشركة. التوعية بضرورة الترشيد ولكي تكتمل منظومة خفض الاستهلاك تستمر الشركة في تنفيذ حملات سنوية للموظفين بشأن ترشيد استهلاك الكهرباء تم خلالها رفع الوعي لديهم من خلال معارض وعروض غنية بالمعلومات حول أهمية ترشيد استهلاك الطاقة. وقدمت في هذا الإطار، معلومات حول أحدث التقنيات التي تساعد الناس على ترشيد استهلاكهم من الطاقة. كما شهد هذا العام توسيع هذه الحملة لتشمل الجمهور العام من أجل تحقيق وفر كبير في استهلاك الطاقة على مستوى الأفراد والأسر.