هل الموسم مباراة واحدة او بطولة واحدة فقط؟ أضع هذا السؤال امام كل أولئك المتسرعين بالحكم بالسلب او الإيجاب، فالموسم طويل وبه عدد من المسابقات ولن يحقق بطولات المسابقات إلا عدد قليل من الفرق تنحصر تحت ما يسمى الأربعة الكبار، الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وليس كل الأربعة سيحققون البطولات بالتساوي بينهم، بل قد لا يحقق احدهم او اكثر اي بطولة. ردة افعال جماهير الفريقين الهلالي والنصراوي بعد انتهاء مباراة كأس السوبر لم تكن ردة متوازنة، فهذا بالغ بالفرح وبدأ يوزع الألقاب كيفماء شاء، وذاك أخذ يوزع الأسباب للخسارة وكأننا في نهاية الموسم وليس بالبداية. كانت اغلب الجماهير النصراوية تتهم المدرب بأنه المتسبب الأكبر بالخسارة، مطالبة بإقالته، وهذا يعني ان يجهز النصر مدربا بعد كل خسارة يخسر فيها الفريق! وإذا ما كانت تلك الجماهير تعتقد بأن المدرب السبب، فأين هي قبل بداية الموسم؟ وماذا لو حقق نفس المدرب بطولة كأس ولي العهد اول بطولة الموسم الثلاث؟ كنت وما زلت اعتقد بأن الفرق الكبيرة لا تعاني من الغيابات، فهي فرق تمتلك او من الواجب ان تمتلك اكثر من لاعب مميز لجميع المراكز، ومن يدعي الغيابات في الفرق الكبيرة هم العاطفيون فقط، فإذا ما اعتبرنا ان نيفيز احد اهم الركائز الهلالية في الموسم الماضي انتقل وغاب هذا الموسم، فهل يظل نيفيز احد الأسباب المؤثرة بالفريق؟ وماذا نقول حينها عن اللاعبين الجدد خصوصا ان من سجل هدف الفوز منهم؟ الحكم المبكر على الفرق قد يكون ظالما، كما وان الحكم على اللاعب المحترف من اول مباراة بالسلب او الإيجاب قد يكون خادعا، فالانتظار لعدد من المباريات سيكون افضل، فاختلاف أساليب وطرق اللعب من فريق الى آخر لها دور كبير في إبراز او حجب الفريق بصفة عامة واللاعب بصفة خاصة. تنوع الفرق وإمكانياتها تجعل القمة محصورة لفرق معينة ولها القدرة والامكانيات للتفوق، وتحصر فرق القاع بأنها فرق تكون نسبة الخسارة لديها تفوق نسبة حالات الفوز، وبين فرق القمة والقاع تعرف فرق الوسط، وتتميز بأنها تحرج فرق القمة وقد تتغلب على بعضها. حتى على مستوى بطل الدوري بين الأربعة الكبار، فإن الكفة تميل لصالح أندية المنطقة الوسطى على حساب أندية المنطقة الغربية، فآخر بطولة حققها الملكي الأهلاوي كانت عام 2003/2004، اما الاتحاد فكانت 2008/2009، ولن نستطيع الخوض بالتفاصيل والظروف التي حدثت في كل موسم كروي وطريقة النظام وعدد الفرق في ذلك الوقت. افضل وقت تبدأ فيه مسابقة كأس ولي العهد بين الدور الاول والثاني من دوري جميل، مستمرة بفترة واحدة، فالطقس يساعد فيما لو استمرت المباريات الى ضربات الترجيح، والعامل اللياقي يساعد، اما البدء بها في هذه الفترة وبهذه الظروف الفنية لكل الفرق ولفترات متباعدة فليس في صالح الجميع، المسابقة نفسها والاندية. النهضة دون ان يقيم معسكرا خارجيا وبدون لاعبين اجانب استطاع ان يخرج الفتح بضربات الترجيح.. البداية لفريق الفتح لا تعكس استفادة او عدم استفادة الفريق من المعسكر، ففي مباريات الكؤوس الأهم النتائج، وهذا ما جعل سمير هلال يبني طريقة اللعب عليها فكسب المباراة. الاتفاق وهو الآخر من ضمن فرق الدرجة الاولى اخرج احد فرق دوري جميل (الرائد)، وهنا يقودنا الى ان نتساءل: هل دوري جميل سيكون افضل من المواسم السابقة فنيا بفضل التنافس القوي بين الفرق؟ ام سوف يستمر سيناريو كل موسم صراع القاع اكثر فرقا من صراع القمة وهذا مؤشر على الضعف الفني للدوري؟ صحيح ان الحكم غير مؤكد نظرا لبداية المنافسات ولحالة الطقس الاشد حرارة، ولكن ايضا لا ننسى ان الفتح والرائد اذا لم يكن كأس ولي العهد هدفا لهما على الأقل للذهاب الى نصف النهائي، فما هو هدفهما؟ مبروك للهلال بطولة السوبر، ونتمنى ان تكون بداية مشجعة لموسم مثمر باللقب الآسيوي.