اختتمت اللجنة الثقافية بسوق عكاظ في نسخته التاسعة، فعالياتها وأنشطتها، مساء أمس الأول، بإقامة أمسية شعرية، شارك فيها خمسة شعراء، قدموا عدداً من القصائد التي نالت إعجاب الحضور من ضيوف وزوار السوق. وبدأت الأمسية الشعرية التي قدمها عضو اللجنة التنفيذية الثقافية الدكتور أحمد الهلالي، بتعريف الشعراء، وإنتاجهم الشعري، ودواوينهم الشعرية، لتنطلق بعدها بقصائد الشاعر حسن طواشي " شاعر شباب عكاظ في نسخته التاسعة هذا العام ، حملت عناوين "ضجيج في أعماق ليلكة، نبوءة الروض، أحلام مغمدة، حفيدة الفجر"، فيما قرأ الشاعر حيدر جواد العبدالله (أمير الشعراء 2015) قصائده التي عنونت ب" إلى محمد العلي، صدفات مالديفية، لحظة غروب الشمس". وقرأت الشاعرة دلال المالكي عددًا من قصائدها التي حملت عناوين "طفل الروح، أحلام مقدسة "، فيما تألق الشاعر مفرح آل مجرد الشقيقي بقراءة عدد من قصائده التي حملت عناوين "انقلاب، تبتل في محراب الصحراء، طفولة الليل، الأرض تهاتف ركبتيه، بنوءة آذار"، لتختتم الأمسية بقراءة الشاعر إياد الحكمي لعدد من قصائده "امرأة تبتسم، مرثية ناقصة، من أوراق العربي الأخير، قصائد لأمي ". جدير بالذكر أن سوق عكاظ داوم على عادته التي طالما مارسها عبر جادته التي احتضنت العرب أدباً وشعراً وثقافة وخطابة وتجارة وسياسة، وقدم لرواده الفائدة والمتعة، عبر مزيج من الحوارات بين أهل العلم والثقافة والشعر، وخطبٍ لازال رجع صداها مرجعاً ومثالاً للحكمة والفن والأدب، وسوقٍ يقدم فيه التجار بضاعتهم لرواده، وجدارية علقت عليها المعلقات السبع التي طالما آمنت العرب بأنها لن تتكرر، أو تولد غيرها لتنافسها. كما تفاعلت الجماهير وزوار عكاظ بمختلف أعمارهم بالعرض المسرحي المفتوح "نقش من هوازن" للمخرج ممدوح سالم، والتي أحدثت حالة من الربط المعرفي والوجداني بين الأجيال المعاصرة مع تلك الحقبة التاريخية التي استعرضها العمل من خلال تاريخ الصحابي الشاعر الفارس "لُبيد بن ربيعة العامري" الذي عاش نحو 150 عاما، قضى أكثر من نصفها في الجاهلية، ومن ثم دخوله الإسلام ومعاصرته للنبي صلى الله عليه وسلم ولخلفائه الراشدين، مع استعراض لتاريخ العرب وعاداتهم وبطولاتهم في تلك الحقبة. بدوره، أكد الفنان أحمد القعطبي بطل عرض "نقش من هوازن" والذي يجسد شخصيته المحورية عن الشاعر والفارس "لُبيد بن ربيعة العامري" أنه استفاد على المستوى الشخصي من العمل ، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المعلومات التي عرفها عن "لبيد" استقاها من خلال النص الذي كتبه حسين شاهين، إضافة إلى قراءاته الشخصية عن تلك الحقبة التاريخية. وعبَّر عن سعادته بالتجاوب الجماهيري الكبير مع العرض، موضحًا أن ذلك يؤشر إلى أن الجيل الجديد لديه تعطش لمعرفة تاريخ وطنه. أما الفنان ممدوح العسلي، الذي جسد شخصية "النابغة الذبياني"، فأكد أنه كان أحد المنافسين ل"لبيد" في نظم الشعر، وفي الفروسية، مشيرًا إلى أنه استفاد تاريخيًا بمعرفة الكثير من التفاصيل والحقائق عن تلك الحقبة من تاريخ الجزيرة . بينما أثنى الفنان نور الدين لطفي، الذي جسد شخصية "الأصمعي" بالإقبال الجماهيري الكبير على عرض "نقش من هوازن"، وعلى مختلف فعاليات الجادة، مؤكدًا أن ذلك يعكس ارتفاع الوعي لدى المواطن، وحرصه على التجاوب مع الفعاليات التي تنمي مداركه وتجعل من الترفيه والمتعة سبيلاً إلى المعرفة. فيما أكد الفنان عبدالملك الهتاري الذي جسد شخصية "الفرزدق" أن "جادة سوق عكاظ" كتبت شهادة تميزها منذ ميلادها في العام الماضي، وواصلت في هذا العام تميزها بباقة من الفعاليات يتصدرها عرض "نقش من هوازن"، مشيرًا إلى أن فريق العمل تفانى في تقديم عمل متميز، ولذلك كان من الطبيعي أن يحوز إعجاب الحضور. إلى ذلك، توجه ممدوح سالم منتج ومخرج فعاليات "جادة عكاظ" وعلى رأسها عرض "نقش من هوازن" بالشكر العميق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ، على رعايته لفعاليات "سوق عكاظ" وجادته، كما توجه بالشكر للأمير خالد الفيصل، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة الإشرافية العليا، على تشريفه وافتتاحه للسوق والجادة، وإشادة سموه بعرض "نقش من هوازن"، موضحًا أن هذا ليس بالأمر الغريب على شخصه الكريم. وأضاف سالم، أن الحفاوة الجماهيرية الكبيرة على عرض "نقش من هوازن" أثلجت صدره وجميع فريق العمل المكون من 200 ممثل، وأكثر من 50 من الفنيين والتصوير والإخراج، وأكدت لهم أن الجمهور حريص على متابعة الأعمال التي ترتقي بذائقته وتنمي مداركه، وليس فقط ترفه عنه. وأشار إلى أن فعاليات الجادة و"نقش من هوازن" مستمرة حتى السادس من شهر ذي القعدة الجاري، واعدًا بمزيد من الأعمال التي تكتسب ثقة الجمهور في الدورات المقبلة من "سوق عكاظ". ويُقدَّم عرض "نقش من هوازن" بجودة عالية وبتقنيات مبهرة لزوار "سوق عكاظ" من حيث الصوتيات من خلال سماع الأداء الحركي والصوتي للممثلين، ويتمحور حول شخصية الشاعر والفارس "لُبيد بن ربيعة العامري" مستعرضًاً شجاعته في مواجهة "الملك النعمان بن المنذر"، وكيف استطاع بذكائه ولباقته أن يحول موقفه تجاه قومه من العداء إلى المحبة. ومن خلال راوٍ عميق الصوت، ومع موسيقى خاصة تتمازج مع صهيل الخيول ورغاء الإبل، رصد العرض مسيرة لبيد الذي عاش مائة وخمسين عامًا مليئة بالأحداث التي تتداخل فيها البطولة والكرم والفروسية والفصاحة، وتصديه لقطاع الطرق في تهامة بزعامة "البراض" الذي أوقع فتنة بين القبائل أحدثت حربًا ضروسًا، ولبيد ينتقل من انتصار إلى انتصار، وتمضي الأيام مسرعة وتترك وراءها ذكريات الماضي، ولبيد يكبر معها شاعرًا مخضرمًا له باعه وخصوصيته وتميزه. أحد ابطال مسرحية «نقش من هواز ن»