قضية «خلية حزب الله» في الكويت بدأت تتضخم، وبتسريبات حول قوائم بأسماء كويتيين تلقّوا تدريبات لدى حزب الله في لبنان على استخدام الأسلحة والمتفجرات، وتلقيهم أسلحة بانتظار «تنشيط» العمل في الكويت. وما قيل إن شحنات أسلحة مستمرة ومنذ أشهر تصل إلى عملاء طهران من إيران. وتقول التسريبات الأمنية إن أحد الذين اُعتقلوا في قضية الخلية، يملك مهارات في الغوص ويعمل في الموانئ، الأرجح أنه وآخرين يتلقّون بانتظام، منذ أشهر أو سنوات، أسلحة من إيران عن طريق قوارب. وتحدد لهم الإحداثيات لالتقاط الشحنات وتخزينها إلى حين تأتي تعليمات من حزب الله أو الحرس الثوري لاستخراجها واستخدامها أو تسليمها إلى ميلشيا خلايا نائمة في الكويت. ونشر مغردون في تويتر صورة للكويتي حسين عبدالهادي حاجيه، ويعمل غواصاً في مؤسسة الموانئ، واتهموه بأنه أحد المعتقلين، وأنه ربما يكون رئيس الخلية. ولم ينف لا حاجيه ولا عائلته هذه الاتهامات في تويتر. وقالت صحيفتان كويتيتان أمس إن كميات الأسلحة الضخمة التي صادرتها السلطات الكويتية يوم الخميس الماضي في المنطقة الحدودية مع العراق، (العبدلي) قد هربت من إيران عن طريق البحر. وقالت وزارة الداخلية الكويتية يوم الخميس إن السلطات عثرت على ذخيرة ومتفجرات وأسلحة وقنابل في حفر تحت منازل بمنطقة قرب الحدود العراقية. واُعتقل ثلاثة رجال. ونقلت صحيفتا الرأي والقبس اليوميتان الكويتيتان أمس عن مصادر طلبت عدم نشر أسمائها قولها إن الأسلحة دخلت الكويت عبر البحر من إيران. ونسبت الصحيفتان إلى المصادر قولها إن المعلومات الجديدة جاءت من اعترافات أدلى بها المحتجزون خلال استجوابهم. وقالت القبس: إن عدد المشتبه بهم المحتجزين ارتفع إلى 13 شخصا. وقالت الرأي: إن المتهمين كشفوا «عن أن هناك خطا إيرانيا مباشرا في توريد الأسلحة إلى الكويت عن طريق البحر». ورفضت وزارة الداخلية التعقيب. وذكرت صحيفة أخرى هي «الجريدة» أن الحرس الثوري الإيراني درّب أعضاء من الخلية قبل عام إلى جانب مواطنين من السعودية والبحرين على استخدام الأسلحة والمتفجرات في جزيرة بالبحر الأحمر. وقالت: إن المتدربين سافروا إلى الجزيرة عبر ميناء تسيطر عليه جماعة الحوثي المدعومة من إيران والتي تسيطر على معظم شمال اليمن. ولا تزال قضية «حزب الله» في الكويت، في تطوّر مثير كما يبدو، ويجري اعتقال مجموعات جديدة ومداهمات في منازل في العاصمة. ولم تصدر الداخلية الكويتية حتى الآن بياناً بالأسماء النهائية لأعضاء الخلية الإرهابية وأعدادهم والمرتبطين والمتواطئين مع الخلية. وقال النائب الكويتي السابق، ناصر الدولية، في صفحته في تويتر أمس إنه قد اطلع على قائمة أمنية، كما يبدو، بأسماء كويتيين دربهم حزب الله وأنه يتوقع مزيدا من الاعتقالات «خلال ساعات». وتواجه وزارة الداخلية الكويتية ضغطاً شعبياً في وسائل التواصل الاجتماعي يطالبها بإعلان أسماء وصور المتورطين، واتخاذ إجراءات رادعة ضد المجموعات التابعة لحزب الله في الكويت وضد المتعاطفين مع الحزب الذي سبق أن شنّ عمليات إرهابية في الكويت في الثمانينيات والتسعينيات. وطالب النائب السابق طلال السعيد، يوم أمس الأول في برنامجة في تلفزيون «سكوب» الكويتي، بطرد المقيمين اللبنانيين الذين يتأكد علاقتهم الداعمة للحزب، وضرب بالإمارات العربية المتحدة مثلاً، بأنها طردت مئات من المتعاطفين مع الحزب من الإمارات. وقالت تسريبات أخرى إن الكويت ربما تتجه إلى إعلان قائمة بالمجموعات الإرهابية التي يحظر التعامل معها، على غرار القائمة التي أصدرتها المملكة والإمارات. وحزب الله اللبناني يُعامل على أنه منظمة إرهابية في معظم الدول العربية، وتضعه الولاياتالمتحدةالأمريكية على قائمة الإرهاب. ويصنّف الاتحاد الأوروبي الجناح العسكري للحزب على أنه منظمة إرهابية.