شن طيران التحالف العربي، أمس، سلسلة غارات على مواقع ميليشيات الحوثي وعلي صالح في محافظتي صنعاء وتعز، وسط استمرار الحملة البرية للقوات اليمنية الرامية لدحر المتمردين، وفيما تدور معارك ضارية لطردهم من محافظة إب، كشفت مصادر عسكرية عن مصرع القائد العسكري للحوثيين في محافظة الحديدة. ونقلت وسائل اعلام يمنية عن المصادر قولها إن القيادي الحوثي طه المتوكل قتل في كمين مسلح على الطريق الرابط بين مدينة الحديدة غرب اليمن والعاصمة صنعاء. وأوضحت أنه قتل مع سائقه في الكمين الذي نصبته المقاومة الشعبية بالقرب من منطقة "باب ناقة". واشارت المصادر إلى ان الحوثيين، الذين يمارسون الخطف ضد مناهضين لهم او تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح اختطفوا أمس عدداً من الناشطين السياسيين في الحديدة وهاجموا منازل آخرين. وصعدت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية عملياتها الرامية لتحرير مزيد من المناطق، بعد سلسلة هجمات أفضت إلى دحر المتمردين من عدة محافظات، بينها عدن ولحج والضالع. وتخوض القوات الشرعية والمقاومة، بدعم من غطاء التحالف الجوي، منذ عدة أيام، مواجهات في محافظة إب التي باتت على وشك السقوط، وفق المصادر، لتفتح الطريق إلى تحرير محافظة تعز. وفي أبوظبي، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي مساء أمس الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مؤكدا على الموقف الثابت لدولة الإمارات تجاه دعم اليمن وشعبه. واستعرض الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وتطرق الحديث إلى مجالات عدة منها التنسيق والتشاور بشأن عدد من الملفات الإقليمية وفي مقدمتها سير عمليات التحالف العربي لإعادة الأمل في اليمن حيث جدد سموه دعم دولة الإمارات العربية المتحدة لليمن الشقيق ليتجاوز التحديات الإنسانية والأوضاع الصعبة التي يعيشها الشعب اليمني ويعمل بسواعد أبنائه في إعادة الإعمار والتنمية. وقال ولي عهد ابوظبي إن ما تقوم به دولة الإمارات في إطار التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من نصرة لليمن وشعبه ينطلق من إيمان عميق بأهمية التضامن والتعاون العربي المشترك لحماية المنطقة العربية وتحصينها تجاه الأطماع والمخاطر والتدخلات الخارجية في شؤونها والتصدي بكل قوة وحزم لكل ما من شأنه أن يقوض أمنها ويهدد استقرارها.. معرباً سموه عن أمله في أن يعم الخير والسلام في اليمن وأن ينعم شعبه بالأمن والاستقرار ليواصل طريقه نحو البناء والنماء. وثمن قيادة المملكة العربية السعودية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ووقفة العز التي يخوضها العالم العربي تجاه التحديات والأطماع الخارجية، مؤكداً أن الإمارات لن تتوانى مطلقاً عن مساعدة ونصرة القضايا والحقوق العربية ولن تتردد في المشاركة والوقوف مع أية جهود تستهدف الحفاظ وصون الأمن القومي الخليجي والعربي. وقال إن الانتصارات التي تشهدها أرض اليمن اليوم ترسل رسالة واضحة وقوية حول عالم عربي لا يرضى أن تكون أرضه وعرضه مشاعاً ومستباحاً ويقف أبناؤه الأوفياء حصناً حصيناً للذود عنه والدفاع عن حياضه. من جانبه، أعرب الرئيس اليمني عن شكره وامتنانه للدور المحوري الذي تقوم به دولة الإمارات ضمن التحالف العربي لإعادة الأمل في اليمن، معربا عن شكره وتقديره لقيادة دولة الإمارات على وقوفهم الدائم بجانب اليمن وحرصها على مد يد العون والمساعدة في حفظ أمن واستقرار وتمكين الشرعية في اليمن والدفاع عن قضايا العرب وعزتهم والدور الإماراتي الفاعل في تنمية اليمن وعمليات المساعدات التي تجرى حاليا لإغاثة المتضررين والبرامج التي تنفذ لإعادة تأهيل المرافق الصحية والتعليمية والاجتماعية والخدمات العامة. وقال الرئيس هادي "إن امتزاج الدم الإماراتي بالدم اليمني على تراب اليمن يجسد درسا عظيما للتلاحم والتآزر بين الأشقاء ويعبر عن وحدة المصير العربي وستظل هذه التضحيات من أشقائنا في الإمارات محفورة في وجدان وقلوب أبناء الشعب اليمني وأن الدور الذي تلعبه دولة الإمارات في هذه المرحلة سيذكر على مدى التاريخ". ويبحث الرئيس اليمني خلال زيارته التي يختتمها اليوم للإمارات، جملة من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ومجالات التعاون والدعم والتنسيق خلال المراحل المقبلة على جميع المستويات سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، وجهود البناء والإعمار. وتمكنت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من استعادة السيطرة على الغالبية العظمى من المناطق الجنوبية من الحوثيين، بدعم جوي وبري من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة. وسط أبناء عن حدوث انشقاقات في صفوف الحوثيين، وأورد مغردون أن محمد عبدالسلام الناطق الشهير باسم الحوثيين قد غادر صنعاء. ولم تتأكد هذه الإنباء إلا أن جدلاً يدور في أوساط الحوثيين وقوات علي عبدالله صالح حول مسار الأمور منذ سقوط عدن. ولا تستبعد الانشقاقات بعد الهزائم خاصة في نسق العلاقة المصلحية التي تربط بين صالح وميلشيات الحوثيين، وتمادي الطرفين في تخريب اليمن وخوض معارك خاسرة. فيما أعلنت المقاومة الشعبية أنها تحاصر مركز محافظة أب (وسط البلاد)، وتستعد لاقتحامها في غضون ساعات إذا لم ينسحب منها الحوثيون. وأكدت المقاومة أنها سيطرت على عدد من مديريات محافظة إب وعلى نقطة المَشْوَرة، أهم نقطة لتمركز الحوثيين في المدخل الغربي لمدينة إب. وقالت إنها تحاصر مركز المحافظة من كل الجهات، وتستعد لاقتحامها في الساعات القادمة. وبدأت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي وضع نقاط تفتيش على الطريق المؤدي إلى معسكر الحمزة (شرق مدينة إب)، وانتشرت في عدد من الجبال المطلة على المعسكر. وأفادت مصادر محلية يمنية أن طيران التحالف شن ثلاث غارات على مواقع مسلحي الحوثي في جبل صبر المطل على مدينة تعز من الناحية الجنوبية والذي يشهد مواجهات بين المقاومة الشعبية والحوثيين. وأضافت المصادر إن" قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا جراء الغارات الجوية، لكن لم تتضح أعدادهم". وأشارت المصادر إلى أن القصف الجوي أدى إلى فرار مسلحين حوثيين آخرين من مواقعهم في جبل صبر خشية تعرضهم للقصف. وتابعت المصادر أن القصف الجوي لطيران التحالف تزامن مع قصف بقذائف الهاون من قبل مسلحي الحوثي على عدة أحياء بمديرية مشرعة وحدنان بجبل صبر بتعز ما أسفر عن مقتل مدني وإصابة آخرين بالإضافة إلى احتراق عدد من المنازل جراء القصف العشوائي. وفي تعز، دارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية والحوثيين المدعومين بقوات صالح في منطقة كلابة وشارع الأربعين. يأتي هذا في الوقت الذي واصل فيه الحوثيون قصف أحياء سكنية في جبل صبر، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة سبعة آخرين، وقالت وكالة الأناضول إن القصف استخدمت فيه قذائف الهاون، واستهدف عدة قرى في مشرعة وحدنان. وشنّ طيران التحالف العربي فجر الأربعاء، ثلاث غارات استهدفت مواقع للمسلحين الحوثيين في جبل صبر، وقال شهود عيان إن دوي انفجارات الغارات سمع من مسافات بعيدة، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من أماكن القصف. من جانب آخر، هاجم مسلحو المقاومة الشعبية في الساعات الأولى فجرا مواقع للحوثيين في محافظة البيضاء (وسط اليمن)، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الحوثيين. ونقلت الأناضول عن مصادر قبلية قولها إن مسلحي المقاومة قتلوا ثلاثة حوثيين وأصابوا أربعة آخرين في هجوم استهدف دورية تابعة لهم في مديرية الملاجم. وسيطرت المقاومة الشعبية على مقرات كانت في قبضة الحوثيين بمدينة البيضاء، ومن بينها مبنى البريد ومبنى الأمن العام، كما حاصرت مبنى قوات الأمن الخاصة. وأعلنت المقاومة بالبيضاء في وقت سابق جاهزيتها لبدء تحرير المدينة من الحوثيين وقوات صالح في الأيام القادمة. استهداف القاعدة أكد مسؤول محلي ان خمسة عناصر مفترضين من تنظيم القاعدة قتلوا في غارة نفذتها طائرة من دون طيار أمريكية على الارجح في وسط مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت بجنوب شرق اليمن. وفي الاثناء، افاد شهود عيان ان التنظيم المتطرف الذي سيطر على المدينة قبل اشهر في خضم وقوع انحاء واسعة من اليمن في قبضة في المتمردين الحوثيين الشيعة، ينتشر بوضوح في المدينة. وقال المسؤول الحكومي المحلي إن "غارة لطائرة من دون طيار استهدفت ليل الثلاثاء الاربعاء سيارة تابعة للقاعدة في وسط المكلا". وأضاف إن الغارة اسفرت عن "مقتل خمسة عناصر من التنظيم بينهم قيادي متوسط" لم يتم الكشف عن هويته. من جهتهم، اشار شهود عيان الى ان المدينة تشهد توترا كبيرا وقد رفع تنظيم القاعدة من انتشاره في المدينة واقام نقاط تفتيش. ولم يتمكن الحوثيون من دخول حضرموت او المهرة في اقصى شرق البلاد.