باتت القوات الموالية للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية. وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة إب جنوبصنعاء، وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء. وتقع عتمة على بعد حوالى مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة. وحققت قوات هادي المدعومة جوا وبرا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول التحالف، سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية. وباتت قوات المقاومة الشعبية تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وابين. وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون بين محافظاتالجنوب اليمني. وقد افادت مصادر محلية ان محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة. وتتقدم قوات هادي في المنطقة الوسطى، لا سيما في محافظة اب جنوبصنعاء، كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث اكبر مدن البلاد والتي تتوجه الانظار اليها كهدف مقبل "للمقاومة الشعبية". الى ذلك استمر تقدم القوات الموالية للشرعية اليمنية في محافظة إب، حيث اعلنت المقاومة امس امس سيطرتها على مناطق جديدة، وفرضت طوقا على ميليشيات الحوثي و الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في خطوة من شأنها استعادة السيطرة على خامس محافظة. وقالت مصادر عسكرية وفي المقاومة ل"الرياض" إن المقاومة الشعبية سيطرت بعد معارك الاثنين على مديريات العدين وفرع العدين ومذيخره والشعر، بعد يومين من سيطرتها على ست مديريات اخرى، ليرتفع عدد المديريات التي حررتها إلى عشر مديريات، مما يشير إلى قرب تحرير مدينة إب الواقعة على بعد 180 كلم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء. ويأتي هذا التقدم غداة إعلان السلطات اليمنية عن تحرير محافظة أبين، في استكمال للانتصارات التي حققتها القوات الشرعية، بدعم من التحالف العربي، وأثمرت استعادة محافظاتعدن ولحج والضالع. وقال عبد الواحد الحيدري الناطق باسم المقاومة في محافظة اب ل"الرياض" ان المقاومة حررت امس اربع مديريات وهي مذيخرة والفرع والعدين والشعر من قبضة مليشيات الحوثي وصالح. واضاف ان المقاومة نجحت في تأمين أجزاء واسعة من الخط الرئيسي الذي يربط بين إب والحديدة. وتشهد عدد من مديريات إب تهاوي كبير لمليشيات الحوثي في ظل زحف المقاومة وتحرير تلك المديريات التي بلغت حتى اللحظة 9 مديريات من إجمالي 20 مديرية وتقدر المساحة التي تسيطر عليها المليشيات بأكثر من 60 % من المساحة الكلية لمحافظة إب. ونصبت المقاومة الشعبية بمحافظة إب أول نقطة تفتيش على المدخل الشرقي للمدينة، بعد اشتباكات مع المسلحين الحوثيين وطردهم منها. وقال الحيدري انهم نصبوا نقطة تفتيش بدلاً لتلك التي كان يتمركز فيها الحوثيون في المدخل الشرقي للمدينة عند محطة مارح بمديرية المشنه شرقي المدينة. وتعد هذه النقطة من أهم النقاط المحيطة بمدينة إب من الجهة الشرقية وعلى بعد اثنين كيلو متر فقط من مبنى السلطة المحلية وسط المدينة. وبهذا تكون الضاحية الشرقية للمدينة تحت سيطرة المقاومة بشكل كامل اثر سيطرة المقاومة الاثنين وصباح امس على مديرية بعدان والطرق المؤدية لمدينة إب. كما سيطرت المقاومة على نقطة مشورة من الغرب ونصبت عدداً من النقاط المؤدية لمدينة إب من مديرية بعدان ونقاط أخرى مؤدية إلى معسكر الحمزة شرق المدينة وأهم المعسكرات القريبة من مدينة إب وانتشرت بعدد من التباب والمواقع المطلة على معسكر الحمزة من الجهة الشرقية. وتسيطر المقاومة على الجهة الغربية لمدينة إب بعد تقدم المقاومة لتخوم المدينة غربا وسيطرتها على عدد من النقاط بمنطقة مشورة. وتبقى الجهة الشمالية والشرقية بأيدي ميليشيات الحوثي وصالح وسط تهاوي مسلحي الحوثي وزحف المقاومة على مواقع ونقاط الحوثيين. هذا وشن طيران التحالف امس غارات جوية على مقر اللواء 55 صواريخ في مديرية يريم في إب، تمهيداً لتحرير المدينة من ميليشيات الحوثي وقوات صالح، أسوة بمديريات أخرى في المحافظة. وبسيطرة المقاومة على يريم فإنها ستكون قد استطاعت قطع الامدادات عن الحوثيين وقوات صالح في تعز بشكل كامل من اتجاه صنعاء وذمار. ويأتي هذا فيما سيطرت المقاومة الشعبية بقيادة البرلماني عبد الوهاب معوضة على مديرية عتمة كأول مديرية تتهاوى في ايد الشرعية في محافظة ذمار احد المعاقل الرئيسية للحوثين. وذكرت مصادر محلية ل"الرياض" ان مواجهات مستمرة بين المقاومة وانصار صالح من ابناء المدينة، فيما تمكنت المقاومة من التصدي للتعزيزات التي ارسلتها ميليشيات الحوثي وصالح الى المنطقة بهدف استعادة السيطرة عليها وذلك من انس في ذمار ومناطق في اب، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وفي تعز قتل 17 من مليشيا الحوثي و صالح في كمينيين منفصلين في منطقة جبل صبر المطل على مدينة تعز. الكمين الاول وقع في قرية سيعة قتل فيه 4 والثاني في قرية صرادة قتل فيه 13. وشهدت قرى جبل صبر اشتباكات ومواجهات عنيفة وقصف عنيف للحوثين وقوات صالح على قرى مديرية مشرعة وحدنان وسط أنباء عن سقوط ضحايا . وقال سكان محليون ل"الرياض" ان الحوثيين ومرتزقة صالح شنوا قصفا عنيفا لليوم الثاني على التوالي على قرى صبر بهدف استعادة السيطرة على مديرية مشرعة وحدنان التي سقطت مؤخرا في قبضة المقاومة. كما شهدت مناطق عدة في مدينة تعز التي تعرضت كثير من الاحياء السكنية فيها الى قصف عنيف وعشوائي. وكان 37 من ميليشيات صالح والحوثي قتلوا وجرح العشرات في المواجهات مع المقاومة الشعبية في جبل صبر الاثنين. وقالت مصادر محلية ان 35 قتلوا واصيب العشرات من مليشيا الحوثي وصالح في المواجهات مع المقاومة الشعبية في جبل صبر المطل على مدينة تعز. وقتل اثنين من المقاومة واصيب 12 في قصف بمدافع الهاون على مواقع المقاومة الشعبية. فيما جرح 6 من المدنيين جراء القصف العشوائي الذي استهدف الاحياء السكنية في مديمة تعز بالأسلحة الثقيلة الاثنين. كما قتل 2 وجرح 5 من المليشيات في استهداف عربة بعملية للمقاومة الشعبية جوار مدارس الخليج اﻷهلية بداية الخط الدائري جوار قلعة القاهرةجنوبي مدينة تعز. وقالت مصادر محلية ان أنصار حزب صالح حزب المؤتمر الشعبي العام ينخرطون بكثافة في القتال ضد المقاومة والجيش الشرعي في تعز وان شخصيات وقيادات في الحزب تقوم بعملية التجنيد والحشد للمقاتلين وهو ما يؤخر عمليك حسم المعركة في تعز التي يقول بعض المراقبين انها الحاسمة فيما يتعلق بالسيطرة على مناطق الشمال بحكم الثقل السياسي والجغرافي العام لتعز باعتبارها منطقة تقع في النطاق الجغرافي للشمال وبالتالي فان نزع هذه الورقة من الحوثي وصالح سيكون له تداعيات مهمة على صعيد حسم المعركة في مناطق الشمال. ويرى مراقبون انه في حال ما تمكنت المقاومة من السيطرة على مدينة إب فإن الحوثيين وقوات صالح سوف تتجه آلى تعز ما يجعل المعركة مهمة وصعبة على الصعيد العسكري وربما يلجأ الحوثيون وانصار صالح إلى ارتكاب جرائم اكبر مما ارتكبوا في عدن في حال ما وجدوا أنفسهم مخنوقين في المدينة، وخاصة اذا تمت السيطرة على اب وقطع الإمدادات من صنعاء و ذمار وكذا السيطرة على المخاء في تعز وقطع أية إمدادات لهم من ناحية الحديدة. وفي محافظة مارب قتل 8 من مسلحي جماعة الحوثيين وصالح الاثنين، خلال معارك دارت بينهم ورجال المقاومة الشعبية. وقال مصدر في المقاومة ل«الرياض» إن ما يزيد على 10حوثيين تسللوا إلى منطقة قريبة من مفرق الجوف (شمال المحافظة)، وحُوصروا من قِبل المقاومة. وأضافت بأنه خلال الحصار والمعارك قُتل 8 من مسلحي الجماعة. فيما شنت طائرات التحالف نحو 7 غارات جوية على مواقع للحوثيين بالمخدرة شمال غرب المحافظة ظهر اليوم، وبحسب شهود عيان فإن الضربات أصابت أهدافها ولم يعرف بعد حجم الخسائر التي خلفتها في صفوف الجماعة. وفي شبوة هاجمت المقاومة الشعبية ورجال القبائل مواقع يحتلها المسلحون الحوثيون والموالون لصالح. وقال مصدر محلي ل«الرياض» إن هجوماً عنيفاً شنه رجال المقاومة وأبناء المنطقة على مواقع ونقاط تفتيش للحوثين في منطقة العرم ونقاط قرن السوداء بمديرية حبان. واضاف انه تمت السيطرة على هذه المواقع وإن قوات الجيش والمقاومة لا تزال تتأهب لتحرير محافظة شبوة وعاصمة المحافظة مديرية عتق، التي يتخذ المسلحون الحوثيون منها معقلاً رئيسياً لهم.