باتت قوات الشرعية في اليمن على بعد مئة كيلو متر جنوب العاصمة صنعاء التي يحتلها الانقلابيون الحوثيون، وذلك بعد أن فرضت هذه القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا برئاسة عبدربه منصور هادي على معظم جنوب البلاد، بحسب ما تؤكد المصادر العسكرية ومراسلون. ويبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الارض لصالح قوات الشرعية بعد التدخل العسكري الميداني المباشر للقوات السعودية والاماراتية، بحسب محللين لاسيما الخبير في شؤون الامن في الشرق الاوسط مصطفى العاني. وقال وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية انور قرقاش: «إن عملية تحرير عدن في منتصف تموز/يوليو أثبتت ان لدينا إستراتيجية تستطيع ان تغير الموازين». وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالًا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة: إن هذه القوات تصعد عملياتها في محافظة إب جنوبصنعاء. وقد سيطرت أيضًا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء. وتقع عتمة على بعد مئة كيلو متر فقط جنوب العاصمة. وتتصاعد المواجهات أيضًا شمال صنعاء في منطقة أرحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة الشرعية، ما يوحي بإمكانية مواجهة الحوثيين مزيدًا من المتاعب في الشمال بعد ان كان الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب. وحققت قوات «المقاومة الشعبية» المدعومة جوًا وبرًا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج سلسلة انجازات خلال الايام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة أبين الجنوبية. وباتت قوات الحكومة تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الاكبر في البلاد، والضالع وأبين. وما زالت محافظة شبوة الصحراوية هي المنطقة الوحيدة التي يحتلها الحوثيون بين محافظاتالجنوب اليمني. ونقلت «فرانس برس» عن «مصادر محلية» أن محافظ شبوة علي العولقي الذي عينه الحوثيون فر من المنطقة إلى وجهة مجهولة فيما أكد سكان أن الحوثيين يزرعون الألغام الارضية في المواقع المهمة في المحافظة. وتتقدم قوات المقاومة الشعبية في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة إب جنوبصنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز ثالث أكبر مدن البلاد والتي تتوجه الأنظار اليها كهدف مقبل «للمقاومة الشعبية»، وقال مصدر عسكري موال للحكومة: «إن قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في إب وتصعد تحركها في المنطقة»، وأشار المصدر إلى استمرار الاشتباكات في المحافظة الجبلية وإلى «سقوط ضحايا من الطرفين»، ويسود توتر كبير في ذمار شمالًا أيضًا. وفي قراءة للتغير الكبير على الأرض وتراجع الحوثيين، قال الخبير في شؤون الأمن والإرهاب في الشرق الأوسط مصطفى العاني لوكالة فرانس برس: «إن التدخل المباشر الذي حدث من دول الخليج غيّر موازين القوى بشكل كامل»، وأشار الى استخدام «الأسلحة الحديثة الثقيلة» من قبل القوات المناهضة للحوثيين، خصوصًا مروحيات الاباتشي التابعة للتحالف العربي. كما شدد العاني على ان التدخل السعودي والاماراتي الميداني اضافة للغطاء الجوي «أظهر أن قدرة الحوثيين وحلفائهم على الصمود ضعيفة جدًا». وباتت صنعاء الآن هدفًا أساسيًا للحكومة اليمنية والتحالف اللذين لن يكتفيا بتحرير الجنوب أو تعز. وقال العاني في هذا السياق: «الهدف الحقيقي الآن هو صنعاء، لكن قد يحصل اتفاق سياسي قبل معركة صنعاء»، وقد يسعى الحوثيون إلى عدم وقوع معركة كبيرة في صنعاء لتأمين عودتهم الى قواعدهم الأساسية في شمال الشمال وبسبب وجود خلافات مع حليفهم الاساسي المخلوع علي عبدالله صالح بحسب العاني. وكان الحوثيون المدعومون من ايران وقوات المخلوع صالح انطلقوا عام 2014 من معاقلهم في شمال البلاد في حملة توسعية جنوبًا وسيطروا على صنعاء في أيلول/سبتمبر الماضي. وتوجهوا بعد ذلك إلى عدن ثاني اكبر مدن البلاد. وفي 26 آذار/مارس أطلق التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية حملة عسكرية جوية ضد الحوثيين. وفي الثالث من آب/أغسطس الحالي انتشر مئات الجنود من دول الخليج الاعضاء في التحالف حول عدن لتأمين كبرى مدن جنوب اليمن.