إنفاذاً لتوجيهات نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، قام مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج بزيارة لمصابي التفجير الذي حدث في مسجد قوات الطوارئ بمنطقة عسير، وذلك في مستشفى قوى الأمن بالرياض أمس. وأكد الفريق عثمان المحرج، مدير الأمن العام، أن ثقة القيادة الحكيمة في جميع القطاعات الأمنية مطلقة وكبيرة، لافتاً إلى أن مثل تلك المواقف والأحداث تزيد رجال الأمن صلابة في وجه الباطل، وقوة ومتانة لحماية ممتلكات الوطن في جميع جهاته. وأشار إلى أن رجال الأمن على حق، وأبناء الوطن صادقون أوفياء يحملون في قلوبهم الكثير من الولاء للقيادة الحكيمة من خلال مواقعهم التي يعملون فيها دفاعا عن وطنهم وعقيدتهم وقيادتهم. وطلب مدير الأمن العام من أحد أبناء المصابين الالتحاق بالسلك العسكري اقتداء بوالده، حيث قال المحرج: "سمو وزير الداخلية لديه توجيهات صريحة وواضحة بضرورة تسهيل إجراءات قبول أبناء المصابين من أجل الدفاع عن الوطن بالمجال العسكري". وبين الفريق المحرج أن الحق دائما في صراع مع الباطل، وأن الحق ينتصر على الباطل، مبيناً أن جميع المصابين من أفراد قوات الطوارئ يتمتعون بصحة جيدة وعافية، وتم تجهيز أفضل العناية الطبية لهم في المستشفى من أجل أن يتلقوا علاجهم على أفضل وجه ممكن. من جهتهم، عبر أفراد قوات الطوارئ عن عزيمتهم الكبيرة، ونيتهم الصادقة لخدمة الوطن والدفاع عن أرضه، والشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن الذي قدم لهم الكثير وينتظر من أبنائه المزيد، مترحمين في الوقت ذاته على زملائهم الذين استشهدوا في الحادث. ووصف عامر عسيري، أحد رجال قوات الطوارئ، التفاصيل الأخيرة قبيل حدوث التفجير بالمسجد بقوله: "لم يكن في مخيلتي أبدا أن يحدث أي حادث بهذه الطريقة كوننا في بيت من بيوت الله، فلا يمكن أن يتوقع حدوث مثل ذلك، حيث كنت أصلي في الصف الأول من المسجد الذي لم يكن عدد المصلين فيه بأعداد كبيرة، وفي الركعة الثالثة سمعنا دوي انفجار بصوت عال جداً". وبين العسيري أن مثل تلك الحوادث لا تزيدهم إلا قوة وحباً للدفاع عن الوطن في أي موقع من المواقع، مبيناً أنه ينتظر العودة مجددا للميدان والعمل مع بقية زملائه في قوات الطوارئ التي تقدم خدمات هامة للوطن دفاعا عن أراضيه، ولن نعود أو نتراجع أو نتراخى أو نتهاون مع أي كائن من كان يريد زعزعة استقرار أمننا وشعبنا الذي يعتبر خطا أحمر في مجال عملنا، وسنستمر بمحاربتهم والنيل منهم في أي مكان. وعن وضعه الصحي والإصابات التي تعرض لها قال العسيري: "الحمد لله صحتي طيبة، وذلك من فضل الله، وأعاني من كدمة وتجمع دموي في منطقة الصدر، وتجلط في الأذن اليسرى، وأكد لي الأطباء أن وضعي مستقر، وانتظر حالياً بفارغ الصبر الخروج من المستشفى والعودة مجددا لخدمة الوطن". من جهته، عبر الرائد علي آل سالم - أحد ضباط قوات الطوارئ المصابين - عن أمله وطموحه بالشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن، كون هذا يعتبر شرفا وفخرا ومحل اعتزاز لكل فرد من أفراد رجال الأمن، مبيناً في الوقت ذاته عزمه وأمله بالعودة مجددا للميدان ومرافقة زملائه في العمل. وعلى صعيد متصل، أكد الدكتور سليمان السحيمي، المشرف على حالات مصابي قوات الطوارئ، أن جميع الإصابات التي تعرض لها رجال الطوارئ مستقرة، عدا ثلاثة أشخاص في العناية المركزة يتلقون العلاج المناسب لوضعهم الصحي. وأضاف: "هناك خطة استراتيجية تم إعدادها منذ أن تم إبلاغهم بالحالات لتقديم الخدمات العلاجية المناسبة بطريقة محكمة ومميزة، وتم عمل العديد من التجارب المسبقة على تلك الخطط من أجل ان تكون الخدمات متكاملة". ونوه السحيمي إلى أنه تم توفير مجموعة من الأطباء بتخصصات مختلفة باشروا أعمالهم في علاج الحالات حين وصولها إلى مقر المستشفى، وتم تجهيز العديد من الأسرة للمصابين خلال فترة وجيزة وسريعة، موضحاً في الوقت ذاته أن التواصل مستمر مع الإخلاء الطبي بوزارة الداخلية، وتم التعامل معه بسرعة كبيرة خلال ساعات، وهذا الأمر مميز ويدل على العمل المنظم والمميز الذي تقوم به وزارة الداخلية في الإخلاء الطبي، وقلما تجد مثل تلك السرعة في الكثير من دول العالم. يذكر أن عدد الحالات التي تم إخلاؤها طبيا من منطقة عسير إلى مدينة الرياض 8 حالات على النحو التالي: في العناية المركزة مرزوق الشهراني، وناصر السبيعي، وهناك شخص ثالث لم يتم تحديد هويته حتى الآن، إضافة إلى خلوفة الأحمري، وسعد القحطاني، وعامر العسيري، وعبدالله الحبابي، وعلي آل سالم، وجميعهم في غرف التنويم بحالات مستقرة، وسيتم خروجهم من المستشفى بعد الانتهاء من علاجهم خلال الأيام المقبلة. الفريق عثمان المحرج يقبل رأس عبدالله الحبابي .. ويطمئن على المصابين المقدم محسن الشهراني مع الرائد المصاب علي آل سالم المصاب خلوفة الأحمري يتلقى العلاج من قبل الممرضة