تطلَّع عددٌ من مصابي التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد قوة الطوارئ في أبها الخميس الماضي إلى العودة سريعاً إلى العمل لمواصلته على أتمِّ وجه حتى اجتثاث آفة الإرهاب، فيما أعلن مدير الأمن العام، الفريق عثمان المحرج، صدور توجيهات من القيادة باعتبار الجنود المتدربين الذين أصيبوا في الاعتداء الإرهابي خريجين وبتسهيل قبول أبناء المصابين في القطاعات الأمنية. وأبلغ مدير الأمن العام مصابي التفجير، الذين زارهم أمس الأحد في مستشفى قوى الأمن في الرياض رفقة قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء خالد الحربي، بصدور توجيهات من القيادة بتسهيل وتوفير كافة متطلباتهم، ناقلاً إليهم تحيات نائب خادم الحرمين الشريفين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، ودعواته لهم بالشفاء العاجل ليُكمِلوا خدمة دينهم ووطنهم. وذكر الفريق المحرج أن زيارته المستشفى تأتي إنفاذاً لتوجيهاتٍ من نائب خادم الحرمين الشريفين، مشيراً إلى تأكيد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف على أن مثل هذه الحوادث تزيد رجال الأمن صلابةً في الدفاع عن الوطن في وجه الأشرار. وكان 8 مصابين جرّاء التفجير نُقِلوا من أبها إلى مستشفى قوى الأمن عبر طيران الإخلاء الطبي. واطمأن مدير الأمن العام على صحتهم، وأبلغه الأطباء باستقرار الحالات. بدورهم؛ اعتبر المصابون أرواحهم فداءً للوطن، وتعهدوا بالاستمرار في خدمته خصوصاً في مواسم الحج والعمرة، مؤكدين ارتفاع معنوياتهم وعدم تأثرها سلباً بالاعتداء الإرهابي. وشدَّد أحدهم، ويُدعى علي آل سالم، على «عدم اهتزاز معنوياتنا بسبب الحادث الذي لن يعيدنا إلى الخلف؛ بل يزيدنا إصراراً على محاربة الإرهابيين ولو في عقر دارهم». وأفاد بوقوع الاعتداء أثناء أدائه وزملائه الركعة الثالثة من صلاة ظهر الخميس الماضي، ووصف الانفجار بأنه كان هائلاً، مستنكراً استهداف الانتحاري داراً للعبادة. وأصيب آل سالم، وهو رائد، بتجمُّع دموي على مستوى الصدر وتجلُّط في ساقه اليسرى، لكن معنوياته بدت مرتفعة. وأبلغ الفريق المحرج المصابين من الجنود المتدربين باعتبارهم خريجين تجاوزوا التدريب ليلحقوا بزملائهم على رأس العمل. وقَبِل خلال وجوده في المستشفى طلب المصاب عبدالله الحبابي بتثبيته في قوات الطوارئ الخاصة في منطقة عسير بدلاً من تعيينه في منطقة جازان. كما وافق على إلحاق ابن أحد المصابين بقوات الطوارئ، مشيراً إلى صدور توجيهات من نائب خادم الحرمين الشريفين بتسهيل تسجيل أبناء المصابين في القوات وغيرها من القطاعات الأمنية. إلى ذلك؛ حدَّد المدير العام لبرنامج مستشفى قوى الأمن، الدكتور سليمان بن عبدالعزيز السحيمي، عدد مصابي التفجير الذين نقلهم الإخلاء الطبي إلى المستشفى ب 8، معتبراً أنهم نُقِلوا في زمنٍ قياسي بفضل جهود أسطول الإخلاء الطبي في وزارة الداخلية. وأكد السحيمي، في تصريحاتٍ له أمس، أن العاملين في المستشفى كانوا على أهبة الاستعداد في اللحظة التي أُبلِغوا فيها بقرب وصول المصابين، لافتاً إلى تطبيق العاملين خطة طوارئ دُرِّبوا عليها سابقاً.