الجبن: ضعف القلب عما يحق أن يقوى عليه قال الأبشيهيُّ: ويكفي في ذمة أن يقال في وصف الجبان: أن أحس بعصفور طار فؤاده، يفزع من صرير الباب، ويقلق من طنين الذباب إن نظرت إليه شزراً، أغمى عليه شهراً، يحسب خفوق الرياح قعقعة الرماح.. انتهى. والشجاعة ضرب بين الجبن والتهور، ويظن البعض منا أن الجبناء هم من يفرون من ميادين الكر والفر، أو القتال والنزال فحسب، ويحصر الجبن فيهم، والحق أن الجبناء أكثر من أن يكونوا في ميدان واحد، ولعل الذين يفرون من ميادين الكفاح والتضحية، والعلم والتعليم، والصبر والمصابرة هم الجبناء حقاً، فإن جهاد النفس أعظم من جهاد الأعداء، وطريق جهاد النفس أطول بكثير من طريق جهاد الأعداء، فمن الجبناء: 1- الذي لا يواجه مصاعب الدنيا ومتاعبها جبان. 2- الذي لا يثبت في الكرب، ولا يتحدى الخطب جبان. 3- الذي لا يدخل معترك الحياة جبان. 4- الذي لا يسعى في طلب الرزق خوفاً من الخسارة والخسران جبان. 5- الذي لا يطلب العلم ويتعلم خوفاً من الرسوب والإخفاق جبان. 6- الذي لا يتزوج خشية فشله في بناء حياة زوجية أو تربية ذرية جبان. 7- التي لا تتزوج خوفاً من فشلها أو طلاقها جبان. 8- الذي لا يتقلد منصباً خوفاً من المسؤولية وهروباً من القرارات جبان. 9- الذي يهرب من العلاقات الاجتماعية خشية الاستضافة جبان. 10- الذي لا ينشر علماً أو يكتب مقالاً أو يخطب خطبة، أو يشارك في ندوة وهو قادر، خوفاً من الخطأ أو النقد أو الاستدراك جبان. 11- الذي لا يؤلف مؤلفاً وهو قادر مخافة الزلل جبان. 12- الذي لا يقذف بالحق الذي معه، على الباطل الذي عند غيره وهو قادر جبان. 13- الذي لا يستدرك أو ينقد ما يقرأ أو يسمع وهو قادر جبان. 14- الذي يسعى لإرضاء الناس ومدحهم دون قناعة نفسه ورضاه جبان. 15- الذي لا يخالط الناس ويصبر على أذاهم جبان. 16- الذي لا يقول الحق ولا يتكلم بالحقيقة جبان. 17- الذي يظهر أمراً ويخفي أموراً جبان. 18- الذي يقع في أعراض الناس ويأكل لحومهم، فإذا واجههم لم يتفوه بشيء من ذلك البتة جبان. 19- الذي يأتي الناس بوجهين جبان. 20- الذي يتتبع عورات الناس، ويكشف أسرارهم جبان. 21- الذي يكتب في الإنترنت بأسماء وهمية جبان. 22- الذي يقع في العلماء والأمراء جبان. 23- الذي لا ينصح للمسؤولين جبان. 24- الذي يمدح الأمراء في حضرتهم، فإذا خلا إلى جلسائه قال: إنما نحن مستهزؤون جبان منافق. 25- الذي لا يتحمل نتائج أقواله وأفعاله أو قراراته جبان. 26- الذي يسخر ويستهزأ بأقوال وأفعال الآخرين في غيبتهم جبان. 27- الذي لا يأمر بالمعروف رغبة أو رهبة جبان. 28- الذي لا ينهى عن المنكر خوفاً أو طمعاً جبان. 29- الذي لا يرد عن أعراض الناس جبان. 30- الذي يخشى الناس كخشية الله جبان. 31- الذي يخاف الفقر والفاقة جبان. 32- الذي يضعف من كلام الناس فيه ونقدهم له جبان. 33- الذي تتغير قراراته بسبب الضغوط جبان. فالكذاب، والنمام، والمغتاب، والمتذبذب، والمنافق، والخائف من العمل أو القرار، أو المستقبل كلهم جبناء. وإلى اللقاء،،، فهد بن سليمان بن عبدالله التويجري خطيب جامع التواجر ببريدة [email protected]