تشير توقعات خبراء الطقس إلى سيطرة كتلة هوائية حارة على أجواء المنطقة الشرقية، خلال الأيام العشرة القادمة، بإذن الله تعالى، وتستمر درجات الحرارة مرتفعة جداً إلى أعلى من معدلاتها الموسمية بين وقت وآخر حتى نهاية أغسطس الجاري، وما زالت الأجواء تتأثر بامتداد الفاصل (الخط) المداري ناحية الشمال، مما يساهم باندفاع الرياح الموسمية من بحر العرب، وقد تساعد في حالة من عدم الاستقرار الجوي بالمملكة عموما، مما يؤدي إلى تكاثر السحب واحتمال الأمطار المتفرقة في عدد من المناطق خلال ال72 ساعة القادمة. ويظهر التميز الفصلي هذه الأيام، احتمالات سقوط الأمطار لتغطي مناطق واسعة بخلاف المعتاد موسميا في الجنوب الغربي، ممتدة إلى الشرق والشمال والوسط، وصولا إلى دول الخليج المجاورة، ويُعتقد أن بعضا من مسببات هذه الحالة يرجع إلى تعمق الفاصل المداري الاستوائي الذي يتواجد في الجنوب عادة، الذي أخذ منعطفاً نحو المناطق الداخلية، ومن المحتمل أن تتشكل موجات من الغبار وخاصة المتأثرة بحالة من عدم الاستقرار الجوي، فيما تكون المناطق الأعلى حرارة هذه الأيام الشرقية وشمال الوسطى والمناطق الشمالية . وفي سياق متصل، أكد خبير الطقس والفلك الدكتور عبدالله المسند أستاذ الجغرافيا بجامعة القصيم ، أن عدة أسباب تؤدي إلى موجة الحر بالمنطقة الشرقية، وتتركز في ثلاثة عوامل تتميز فيها المنطقة عما جاورها، ومنها الفيزيائي، حيث إن المنطقة تقبع تحت تأثير منخفض الهند الموسمي طول فصل الصيف، وعليه فالرياح تدور حول مركز المنخفض الهندي عكس اتجاه عقارب الساعة، ومنها تتحرك الرياح من أعالي قمم جبال زاجروس غرب إيران منحدرة لمناطق منخفضة، حيث العراق، وعندما تنحدر الرياح من القمم إلى السفوح المنخفضة تحتك الرياح بسفوح الجبال، فترتفع درجة حرارتها وتقل رطوبتها، فتصبح الرياح الشمالية الشرقية المؤثرة على جنوبالعراق والكويت وغرب إيران وشمال شرق وشرق المملكة، والعامل الثاني جوي علوي بهبوط التيارات الهوائية، والتي بدورها تتسبب بضغط الهواء، وهذه الآلية تُشكل "فقاعة هوائية" فوق المنطقة المتأثرة تستمر لبضعة أسابيع، فيرتفع معدل درجة الحرارة على نحوٍ يفوق المعدل السنوي للشهر نفسه بأكثر من 5 درجات مئوية أو نحوها، وهذا ما يُفسر بقاء الموجة الحارة لعدة أسابيع جاثمة فوق المنطقة، والعامل الثالث طبوغرافي: لتميز منطقة حوض الخليج العربي في الموقع الجغرافي، حيث إنها تعد منخفضة الارتفاع بصفة عامة هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هناك عوامل أخرى ترفع من درجة الحرارة وتشترك فيها معظم دول الشرق الأوسط . ومن جهته، أشار رئيس قسم الأرصاد، ومدير مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بجامعة الملك عبدالعزيز ، الدكتور منصور المزروعي، إلى أن الحالة المميزة والنادرة بأمطار الصيف : تشمل مناطق واسعة من المملكة، خاصة جنوب غرب وغرب والمنحدرات الشرقية لها، وعلى أجزاء من منطقة الرياض وإلى الجنوب من المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى الإمارات وعُمان واليمن، وقال: إن طقس المملكة بدأ متعدد الفصول مع نهاية هذا الأسبوع ، فهناك مناطق تشهد موجات حرارية ورطوبة مسائية وأخرى غبارا، ومناطق بها برق ورعد وأمطار، فيما سجلت درجات الحرارة معدلات مرتفعة بهذا الصيف، كما هو بالكويت والعراق، وكانت الأعلى على مستوى المنطقة، بلغت ذروتها ظهراً ب 48 و50 درجة، وأجواء حارة جدا على الرياضوالقصيم ومكة والمدينة، ونسبياً في الشمال الغربي .