قبل ايام قليلة تمّ توقيع مذكرة تفاهم بين كل من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية والشركة السعودية للكهرباء وشركة تقنية الطاقة لإنشاء محطة توليد كهرباء بالطاقة الشمسية لتوليد (50 ميجا وات)، في مدينة الافلاج، وهذا الخبر الذي تناقلته وكالات الأنباء المحلية والعالمية، لقي ترحيبًا واسعًا من جميع المهتمين والمختصين، لما له من إيجابية كبيرة على مستقبل الطاقة في المملكة وقدرتها على تلبية الاحتياجات في آن واحد. وفي هذا الصدد نتمنى بالفعل أن يسفر هذا التحالف وتوقيع هذه المذكرة الى عمل حقيقي على أرض الواقع وان تتحوّل هذه المبادرة الى قاعدة انتاج في اسرع وقت ممكن. قبل فترة من الزمن أعلنت شركة ارامكو السعودية، عن اعتزامها لتوليد الطاقة الكهربائية بما يعادل (300 ميغا وات)، في جزيرة فرسان في جنوب المملكة عن طريق الطاقة الشمسية، للاستفادة منها في المشاريع التنموية هناك، وحقيقة ان كل هذه المبادرات تنصب في جهة واحدة وهي الاستفادة من الطاقة الشمسية، وهذا هو الامر المهم، إلا ان التساؤل الهام (أين مدينة الملك عبدالله للطاقة من كل هذه المبادرات؟)، وبالفعل لا أحد يتصور ان تكون هذه المبادرات بعيدة عن المدينة وهي التي أنشئت بهدف تعزيز قدرات المملكة في توليد الطاقة خاصة في مجال الطاقة البديلة والطاقة النظيفة، لذا من المهم جدًا ان نرى ردًا واضحًا من مدينة الملك عبدالله حول هذه المبادرات!!، وهل من الاصلح لنا ان تقوم عدة جهات بتبنّي هذا التوجّه ام يكون هناك مركزية وتوجّه واضح ومحدد في بناء قاعدة للطاقة البديلة للمملكة عن طريق المدينة، مجرد استفسار يبحث عن اجابة. مع سعادتنا بكل هذه المبادرات، إلا ان هناك ثمة شعورًا بأننا في المملكة نتقدّم ببطء شديد نحو ملف استخدام الطاقة البديلة، ورغم الإمكانيات الكبيرة والخبرات الواسعة في المملكة وتوافر التقنية والتجارب الدولية في هذا المجال، الا أن السير على استحياء هو ديدننا في الأيام السابقة والتي لا نأمل ان يستمر، وان يكون العمل وفق خطوات واسعة وجريئة في قادم الأيام. تحدثنا وأشرنا في مناسبات سابقة عن مدينة مصدر القريبة من ابوظبي، كمدينة للطاقة المتجددة وعن المبادرات والمشاريع الكبيرة التي يتم تطويرها في المدينة بما يُعزز قدراتها في الاستفادة من الطاقة المتجددة، وان كانت الأمثلة كثيرة في العالم ممن سبقونا ووضعوا نصب أعينهم الاستفادة من الطاقة البديلة عنوانًا كبيرًا لمستقبل أفضل، فهل سنسير نحن على نفس الخُطى الحالية، ام سنعمل وفق منهج واستراتيجية واضحة ومحددة لهذا العمل؟ هناك فرص عديدة لتبنّي عمل الطاقة البديلة خاصة في المشاريع الجديدة مثل المدن الاقتصادية ومشاريع التعدين المنتشرة في أراضي المملكة والمدن الصناعية على سبيل المثال، لذا نتساءل: لماذا لا يكون عنوان هذه الاعمال هو (الطاقة البديلة)، خاصة عندما نضع أمام اعيننا التكاليف العالية التي يتم إنفاقها على هذه المشاريع بسبب توفير الطاقة الكهربائية. بكل وضوح نريد أن نعمل لنكون من الدول الرائدة في هذا المجال وهذا من أبسط الحقوق والمطالب.