انطلقت أولى الفعاليات المصاحبة لمهرجان بريدة عاصمة التمور، إذ شرّعت قرية التمور غرب ساحات البيع أمس أبوابها أمام زوار المهرجان وسط أجواء تحاكي الحياة الريفية القديمة التي ربطت إنسان الماضي بمزرعته، وكان مهتما بحرثها وزراعتها بطرق تقليدية لتأمين لقمة عيشه وأفراد أسرته، في وقت طغت عليه الآلات الزراعة الحديثة وأجهزة الري المبتكرة التي كاد إنسان اليوم أن ينسى ما كان عليه أسلافه من الآباء والأجداد في طرق حياتهم وزراعتهم القديمة. قرية التمور، وبحسب المشرف على الفعاليات المصاحبة للمهرجان وليد الأحمد، صممت من الطراز البنائي القديم المتمثل في الطين اللبن توزعت على مساحة 1500 متر مربع، وتضم في جنباتها العديد من الأركان والمواقع التي من أبرزها ركن الأسر المنتجة التي يعد بعض أفرادها الفطور الصباحي الطازج لزوار المهرجان من الباعة والمتسوقين، كما يأتي حرص اللجنة المنظمة على إشراك الأسر المنتجة من باب دعمهم اقتصاديا وتشجيعهم في إطار المسؤولية الاجتماعية للمهرجان تجاه المجتمع. كما تضم القرية أماكن مخصصة لعدد من الحرفيين الذين يصنعون أدوات ومقتنيات مشتقة بكاملها من أشجار النخيل، مثل صناعة الخوص والنجارة والأقفاص والسف، كما تضم متحفاً خاصاً بمنتجات النخلة ويركز في معروضاته على تعريف الزوار بما يمكن أن تنتجه النخلة. وفي وسط القرية، تم حفر بئر يحاكي عملية السواني القديمة التي تبين طرق استخراج المياه من البئر للسقيا والزراعة، كما تضم القرية أحواضا خصصت للزراعة التقليدية التي تتم تحت أصوات المكائن القديمة «لستر الألمانية» حيث كانت تستخدم لإخراج المياه من الآبار في حقبة زمنية مضت، كما تتيح فعاليات القرية أمام الزوار فرصة مشاهدة حرفيين متخصصين في مهنة البناء بالطين.