بدأ اهتمامي بالقرآن الكريم بحمد الله منذ الصغر، وذلك بالتحاقي بحلقات التحفيظ في دور التحفيظ بمدينتنا المِذْنَب-إحدى محافظات منطقة القصيم في المملكة العربية السعودية-، وقد حفظت كتاب الله تعالى في المرحلة الثانوية، ثم اهتممت بإتقان التلاوة أثناء دراستي الجامعية. وكان اهتمامي بجانب التفسير بعد تخرجي من الجامعة، حيث عُيِّنت معيداً في جامعة الإمام قسم القرآن وعلومه فابتدأت عنايتي بالتفسير واقتنيت ما أمكن من التفاسير، واتجهت عنايتي فيه إلى دراسات السياق والمقاصد. بعد حصولي على الدكتوراة انصرف اهتمامي إلى التدبر، وقد يسر الله تعالى لي -وبمشاركة مجموعة مباركة من أهل التخصص والاهتمام- إنشاء (الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم) عام 1428ه، وانطلقت الهيئة بحمد الله حاملة لواء التدبر ونشره في الأمة، ثم يسر الله لي مع عدد من الأخوة في مكةالمكرمة إنشاء مركز النبأ العظيم؛ ليكون بوابة للعالم في نشر مشروع تدبر القرآن وتدارسه لوفود الحج والعمرة وطلاب المنح في الجامعات، وأعتبره مشروع العمر الذي أرجو أن ألقى الله به، ومما يثلج الصدر ويقر العين ما نراه من إقبال كبير من الشباب والفتيات على التدبر ومجالس تدارس القرآن حتى أُنشئت معاهد وبرامج للتدبر لتخريج معلمي ومعلمات مجالس التدبر. مضى على مشروع التدبر قرابة ثماني سنوات ومن ثماره المباركة: * طباعة أكثر من 30 كتاباً في التدبر. * إقامة عدد من الملتقيات. * إقامة مؤتمر التدبر الأول في قطر والثاني سيقام بمشيئة الله هذا العام في المغرب. * إقامة عدد من المراكز التي تعنى بالتدبر في عدد من الدول بالتعاون مع الجهات والمؤسسات القائمة فيها. * إقامة عدد من الدورات التدريبية. * إقامة عدد من البرامج العلمية. وفي مركز النبأ العظيم تم إقامة بعض البرامج المتخصصة ومنها: * برنامج «تدارس» والذي يعنى بإحياء مجالس تدارس القرآن بهدف التزكية بالقرآن. * برنامج «القيادة بالقرآن» والذي يهدف إلى إعداد القادة بمنهج القرآن. * برنامج «الشفاء القرآني» والذي يهدف إلى معالجة مشكلات الفرد والمجتمع والأمة بمنهج القرآن. وقد تم عقد الشراكة مع أكثر من ثلاثين جهة عالمية لنشر مشاريع التدبر ومركز النبأ العظيم في عدد من الدول، وبذلك يصبح المشروع عالمياً بحمد الله. والحق أن مشروع التدبر هو مشروع الأمة القادم بعد مشروع تحفيظ القرآن، فالأمة مقبلة على تدبر القرآن الأمر الذي سيحدث بإذن الله تعالى تصحيحاً لواقعها وتقويما لمنهجها وبناء لجيل قرآني يتمثل القرآن منهجاً وقيماً وسلوكاً. أستاذ الدراسات القرآنية المشارك في جامعة القصيم