أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أن الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه جمعية خيرة مباركة يجب العناية بها ودعمها حتى تؤدي رسالتها على الوجه المطلوب.وقال سماحته في كلمة القاها في حفل إختتام الأنشطة العلمية لفرع الجمعية بمنطقة مكةالمكرمة وتكريم الفرع بحصوله على جائزة التميز لهذا العام والذي أقيم مساء أمس الاول بجامع السناح في حي الرحاب بالطائف " إن المسلم إذا تدبر القرآن العظيم وجد حقاً أن هذا القرآن شرف هذه الأمة وعنوان مجدها ورفعتها " لقد أنزلنا اليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون وأنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون. وبين سماحته أن القرآن الكريم ختم الله به سائر الكتب وجمع فيه معاني ما سبقه وجعله مهيمناً عليها، يحق الحق ويبطل الباطل وأنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه.وقال " هذا القرآن العظيم الذي هو معجزة محمد صلى الله عليه وسلم، المعجزة الخالدة الباقية الى أن يأذن الله برفعه من المصاحف ومن صدور الرجال، معجزات الأنبياء أنقضت بموتهم ومعجزة هذا النبي لا تزال باقية ".وأضاف " إن هذا القرآن هو دستور هذه الأمة ومنهج حياتها وهو سبب عزها وكرامتها متى ما تمسكت به بنيت العزة والتمكين والسعادة في الدنيا والآخره فمن إتبعه دائماً فلا يظل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً.وأكد سماحة مفتي عام المملكة على أن الحياة السعيدة الطيبة إنما تكون في القرآن بتعليمية وتعلمه وتحكيمه والتحاكم إليه وإتخاذه منهجاً للحياة يسير عليه المسلم لينال الخير والعزة والكرامة في الدنيا والآخرة. وقال سماحته " إن القرآن الكريم أنزل في 23 سنة على محمد صلى الله عليه وسلم إبتداً بمكة وأختتم بالمدينة ثم توفي النبي صلى الله عليه وسلم وإهتم المسلمين بجمع القرآن من صدور الرجال ومما كتب مما كتب حتى جمعوا القرآن بين دفتيه على إختلاف اللهجات والقرآءات ثم كان في عهد عثمان رضي الله عنه فجمع الناس ووحد به هذه الأمة وسد كل أسباب الفرقة والإختلاف وتلقاه المسلمون بالقبول من الصحابة الى يومنا هذا فرضي الله عنه وأرضاه ".وأضاف " إن المسلمين إعتنوا بكتاب الله وبكتابته وبشكله وتفسيره وبالاعتناء بالاحكام وبالجانب اللغوي وبالجانب البلاغي والجانب الاعجازي والإهتمام باسباب النزول والناسخ والمنسوخ الى غير ذلك من العلوم المتعددة ".وشدد على الارتباط بين الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وجمعيات تحفيظ القرآنوقال " نريد من هذه الجمعية أن يكون لها الاشراف على حلقات تحفيظ القران بمعنى أن تتعاون معها وتمدهم بالمدرسين والخبرات وتساعدهم وأن بين هذه الجمعيات وبين هذه الجمعية الجمعية الام إرتباطاً واتصالاً وثيقاً،نريد حلقات قرآن متقدمة تقيمها الجمعية في كيفية القرءات ولعلوم القرآن وللتبحر في ذلك، كما نريد أن يكون أيضاً لها دور في تشجيع الحلقات وإقامة الدورات المختلفة في مناطق المملكة لتسفيد الجمعية ومعلوموها ومسئولوها من هذه التجارب ومن هذه العلوم النافعة " مؤكدا ً على أن يكون لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم مراجع علمية عليا تكون مساعدة ومعينة ومهيئة وباذلة كل سبب في سبيل الحصول على الجد والنشاط. ولفت سماحته أن خدمة القرآن الكريم إذا أنبعث من إخلاص وقلب نابض بالخير ولسان صدق نفع الله به داعيا ًالله أن يكون بين الجمعية وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم إتصال دؤوب وتعاون وتفاهم وتدارس وسعي في ما يدعم هذا المشروع العظيم. وسأل مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله لما يرضيه وأن يجزيهم خير الجزاء عن دعم هذه الجمعيات.كما سأل الله أن يوفق صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على مايوليه من اهتمام ودعم بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة. وكان رئيس فرع الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور ناصر بن سعود القثامي قد القى في بداية الحفل كلمة أشار فيها إلى أن الله سبحانه وتعالى قد من على هذه البلاد المباركة بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية أن إتخذت من القرآن دستوراً ومن شريعة الله منهجاً وحكماً وتحاكماً.وأبرز تميز المملكة في الدفاع عن هذا الدين وحمل لواء الدعوة ونشر العلم الشرعي والأخذ بكتاب الله بقوة تعلماً وتعليماً،وتوافق على ذلك القيادة والشعب والراعي والرعية.وقال: إن اسهامات هذه البلاد المباركة بقيادتها الرشيدة في خدمة القرآن الكريم واضحة للاعيان فسخروا في خدمته كل إمكاناتهم وجعلوا ذلك أسمى غاياتهم، فالجمعيات الخيرية، والكليات المختصة، والمسابقات الدولية، والقنوان الاذاعية والمرئية، والعناية بالقرآن طباعة وترجمة وحفظاً وتفسيراً معدود في سجلات الاعتزاز بهذه البلاد المباركة.وأفاد الدكتور القثامي أن إنشاء الجمعيات السعودية المتخصصة ومنها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه جاءت تلبية لاحتياجات ملحة يتطلبها العمل القرآني حيث تهدف الى تمكين بنية علمية صلبة ترسخ ثقافة البحث العلمي والعمل المؤسسي عبر منهجية علمية فاحصة.كما القى رئيس مجلس الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه الدكتور محمد السريع كلمة إستعرض فيها ماحققته الجمعية خلال الفترة الماضية من إنجازات في خدمة كتاب الله الكريم منوهاً بما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله من عناية واهتمام بالقرآن الكريم تعليماً وتحفيظاً وتجويداً.