لست ممن «يهجون» في العادة خارج البلد في مواسم الأعياد أو العطلات لعدة أسباب منها الازدحام الشديد في المنافذ البرية والمطارات وأمور أخرى قد لا تهم القارئ منها ندرة إجازاتي من العمل التي وإن حصلت عليها فإنها تكون في الوقت الضائع الذي لا أستفيد منه! في عطلة العيد هذه قررت السفر مع العائلة وعندما بدأت البحث عن أفضل حجوزات الطيران وجدت أن أفضل الأسعار وأرخصها للوجهة التي أريد وعلى أكثر من شركة طيران تتوافر عبر مطار البحرين الدولي ولاحظت أن الفارق في السعر بين الرحلات المنطلقة من مطار الملك فهد الدولي بالدمام ومطار البحرين كبير جدا حيث يصل بعضه لأكثر من أربعين بالمائة تقريبا ولنفس الوجهة وعلى نفس شركة الطيران. بطبيعة الحال قمت بالحجز عبر مطار البحرين الدولي الذي فضلت الذهاب اليه بالسيارة وركنها في مواقف المطار هناك والتي تكلف 10 ريالات في اليوم فقط عوضا عن دفع ضعف سعر التذاكر من المطار الذي يبعد عن بيتي قرابة النصف ساعة. لم يكن مستغربا عند وصولي لمواقف مطار البحرين الدولي رؤيتي لمئات السيارات السعودية إن لم تكن بالآلاف، المتوقفة في أغلب المواقف وحتى على الأرصفة المجاورة بعد أن غصت المواقف الأساسية بالأعداد الهائلة من السيارات التي تفوق الطاقة الاستيعابية للمطار. وبالرغم من صغر مطار البحرين ومحدوديته مقارنة بمطار الملك فهد الدولي بالدمام إلا أنه نجح في استقطاب شركات الطيران العالمية وأصبح نقطة ترانزيت مهمة في الشرق الأوسط بعد مطار دبي وبالتالي أصبح جاذبا للمسافرين وخصوصا من المنطقة الشرقية بالمملكة الذين ينفقون سنويا ملايين الريالات من خلال اختيارهم السفر عبر هذا المطار. ولمعرفة السبب وراء غلاء أسعار التذاكر الدولية للرحلات المنطلقة عبر «مطارنا» مقارنة بمطار البحرين الدولي يجب علينا أولا معرفة معايير تسعيرة تذكرة الطيران عالميا والتي تتضمن عدة عناصر منها الرسوم الأساسية لشركة الطيران ورسوم المطار والضرائب المفروضة على الطائرات المتوقفة بأرض المطار، وسعر الوقود ونوعية الطعام ووزن الأمتعة وغيرها من العناصر التي تدخل جميعها مشتركة في تحديد السعر النهائي للتذكرة التي يتحمل قيمتها المسافر في نهاية المطاف. لعل رسوم المطار والضرائب والوقود هي أهم العوامل المؤثرة في تركيبة سعر التذكرة والتي لا تستطيع شركات الطيران السيطرة عليها كالعناصر الأخرى وهو ما يفسر ارتفاع سعر التذكرة في «مطارنا» مقارنة بمطار البحرين الدولي. للأسف إن «مطارنا» لا يعكس القدرة الاستيعابية والبنية التحتية المخططة له ولذا فإنه يخسر فرصا استثمارية كبيرة كان من المفترض عدم تفويتها. كان من المفترض أن يكون جاذبا للشركات الدولية وأن يكون محطة توقف مهمة في المنطقة. أتمنى على الجهة المسؤولة إعادة النظر في العوامل المؤثرة على ارتفاع سعر التذكرة للرحلات المنطلقة من «مطارنا» وتنميته بما يتناسب مع حجم سوق السفر بالمنطقة وحتى ذلك الحين سيضطر الكثير منا إلى «نط» الجسر والسفر عبر مطار جارتنا الحبيبة البحرين. *كاتب