تفاءل كثيرون أن تتبدل إيران بعد الاتفاق النووي مع الولاياتالمتحدة التي أمضى النظام الإيراني 35 عاماً وهو يصفها ب «الشيطان الأكبر» بل لا يزال كثير من الفرق الميليشية التابعة لإيران يصدق أن النظام الإيراني يعادي الولاياتالمتحدة فيما هو ينسق معها ويخضع لرغباتها. تفاءل كثيرون، ولكن الحقيقة أن النظام الإيراني لن يتبدل وليس بإمكانه أن يتبدل حتى وإن أراد، لأن العدوانية والمشاغبات أصبحت سلوكية تلتحم بشخصية النظام حتى أصبحت جزءا من تقاطيعه وهويته ووجوده، لهذا لا يمكن القضاء على العدوانية الإيرانية، وتكوين إدارة وطنية مدنية في إيران إلا بانقراض النظام نفسه. فنظام طهران استثمر طويلاً في مشروعات العدوانية والفوضى ونشر الفتن واثارة الخلافات وشق الصفوف في المجتمعين الإسلامي والعربي بصفة خاصة، ثم إن نظاماً - يتطاول مسئولوه ليل نهار ويدلون بتصريحات عدوانية ضد العرب والبلدان العربية، حتى أصبحت العدوانية ضد الأمة العربية ثقافة وجدانية لمسئولي النظام - لا يمكن تخيل أنه سوف يهجر هذه الثقافة العدوانية، لأنها هي المهارة الوحيدة التي يجيدها النظام للتعامل مع العالم الخارجي وحتى مع الإيرانيين أنفسهم. وسبق أن انخدع الإيرانيون بأن النظام يود إعطاءهم مساحة من الحرية عام 2009 فوحدوا صفوفهم لإقصاء الرئيس المتشدد السابق أحمدي نجادي والمجيء برئيس إصلاحي مثل مير موسوى، لكن المرشد وحرسه واجهوا الإرادة الشعبية الإيرانية بعدوانية وقسوة بالغة وزجوا بالآلاف في السجون وأخضعوهم إلى جلسات تعذيب وحشية. وفي النهاية قرر المرشد أن الفائز في الانتخابات هو أحمدي نجاد، وسجن زعيمي المعارضة مير موسوي ومهدي كروبي إلى اليوم، فقط لأن الزعيمين احتجا على تبديد ثروات إيران على المنظمات والميليشيات المشاغبة التي تثير الفتن والفوضى في البلدان العربية، بينما مواطنو إيران يئنون تحت نير الفقر والمحسوبيات والفساد الواسع النطاق بين موظفي النظام ومحاسيبه. ولا يوجد بلد عربي تقريباً لم تنله شرور نظام طهران الذي لا يكل عن الاستمرار في تدريب الإرهابيين وإرسال المتفجرات إلى جميع بلدان العالم العربي تقريباً. وسبق أن ارتكب نظام طهران تفجيرات دموية في الكويت ولم يتورع عن استهداف بيت الله الحرام، وآخر جرائم نظام طهران ما أعلنته قوات الأمن البحرينية قبل أيام بعد إيقاعها بشبكة إرهابية أسستها طهران ودربت أفرادها وزودتهم بمتفجرات شديدة التخريب وبأسلحة لمواجهة قوات الأمن، وهذه الحادثة ليست الأولى التي يرتكبها نظام طهران ولن تكون الأخيرة. وأقرب الأمثلة الإدارة التخريبية التي تمارسها طهران على ميلشيات الحوثيين في اليمن، حيث أوقعتهم في أوحال الفتنة وجعلتهم يشنون حرباً على مواطنيهم وعلى دول الجوار، وهم لا يملكون أقل الإمكانات للفوز بها، وهم الآن يتلقون ضربات قاسية من رجال المقاومة اليمنية البواسل، ومن قوات التحالف، حتى تحررت عدن ومني الحوثيون وداعموهم بالهزيمة الساحقة. وبنفس منطق إيران العدواني، يستمر الحوثيون في المشاغبات ورفض الالتزام بالهدنة، لأن طهران لا تودهم رجال سلام، وتصر على أن يكونوا مشاعل ووقوداً للفتنة. وسوف تستمر عدوانية طهران، وليس على البلدان العربية سوى أن تتكاتف وتوحد إرادتها ضد نظام يمتهن توزيع الشرور والمتفجرات في الوطن العربي. فنظام إيران قبل الاتفاق النووي وبعده سوف يكون هو النظام نفسه الذي نعرفه عدواً للأمة العربية، وعدواً للسلام ومثيراً للفتن.