قررت مملكة البحرين استدعاء سفيرها في طهران للتشاور، احتجاجا على "التصريحات العدائية" لعدد من المسؤولين الايرانيين، حسبما أعلنت مساء أمس وكالة الانباء البحرينية، في بيان شددت فيه أن المنامة "تدين بشدة استمرار التصريحات العدائية من قبل مسؤولي الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه المملكة (البحرينية) دون أدنى مراعاة لمبادئ حسن الجوار أو التزام بالقوانين والأعراف الدولية (...) التي تمنع وترفض كل صور التدخل في الشؤون الداخلية للدول". وأضاف البيان ان البحرين "تؤكد أن استمرار التصريحات الاستفزازية المتعمدة من جانب مسؤولي (الجمهورية الإيرانية) وعلى اختلاف مستوياتهم وتدخلاتهم بدعم التخريب وإثارة الفتن، يعكس بجلاء موقفها العدائي ويكشف بكل وضوح استراتيجيتها الحقيقية القائمة على التدخل في شؤون مملكة البحرين وإثارة القلاقل وإشاعة التوتر في المنطقة". وبعد ان شدد البيان على ان البحرين "ستتخذ جميع الاجراءات والسبل الممكنة وستسلك كل الطرق الضامنة لتعزيز أمنها وسلامة شعبها" أعلن ان وزارة الخارجية البحرينية "استدعت سفير مملكة البحرين لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية للتشاور. معربة عن أملها في أن تسود علاقات طبيعية متطورة بين البلدين تقوم على مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية". وكانت وزارة خارجية البحرين استدعت الأحد الماضي ممثل ايران في المنامة وسلمته مذكرة احتجاج. وفي تغريدة عبر "تويتر" أمس، قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة: إن العالم يتعامل مع وجهين لإيران، أولهما إيران الرسمية التي وقعت الاتفاق النووي، والأخرى هي إيران المرشد والدولة العميقة للحرس الثوري التي لا يغطيها الاتفاق. جاء ذلك ضمن الحملة التي دشنها بحرينييون تحت عنوان "لاللتدخلاتالإيرانية" التي حصدت أكثر من 100 الف تغريدة في يومها الأول من قبل البحرينيين والمقيمين والخليجيين. حيث شهدت البحرين خلال اليومين الماضيين حراكاً وإصداراً للبيانات من كافة الجهات الرسمية والخاصة والعوائل والمساجد والنوادي وحتى الجاليات وغيرها من الجمعيات، استنكاراً لتصريحات المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران التي قال: إنه سينصر الشعوب المظلومة في عدة دول من بينها البحرين. وصدرت استنكارات وإدانات من عائلات بحرينية، وسيدات أعمال، وفنانين ونقاد ومخرجين وإعلاميين، ومحللين سياسيين، ومسؤولين، وجمعيات شبابية، وجمعيات مجتمع مدني، وجاليات أجنبية مقيمة في البحرين. وأكدت العائلات أن إيران تسعى إلى اقتلاع البحرين من انتمائها القومي واجتثاثها من جذورها التاريخية وسلخها عن عروبتها وسحق هويتها، مجددة البيعة والولاء والوفاء إلى عاهل البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وصاحب السمو الملكي ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. من جانبهم، أكد خطباء الجمعة أن التدخلات الإيرانية في الشأن البحريني تستهدف نشر الفتن والإرهاب وتقويض الأمن والاستقرار في ربوع البحرين. داعين إلى العمل معاً وبكل قوة للتصدي لمثل هذه التدخلات السافرة في الشأن البحريني، التي باتت تمارسها إيران بين الفينة والأخرى. كما وشن من جانبه التلفزيون البحريني والصحافة في مملكة البحرين هجوماً شرساً ضد إيران وسياستها، مدينين التدخل في شؤون البحرين، فما نشرت وسائل الإعلام عدة تقارير حول الأوضاع في إيران وتدخلاتها وغيرها من الشؤون الإيرانية. وطالب البحرينيون بسحب السفير البحريني لدى طهران، وطرد السفير الإيراني في المملكة، يتبعها تقديم شكوى رسمية لدى الأممالمتحدة لإيقاف التدخلات الإيرانية في شؤون البحرين. ويرى البحرينيون أن الاتحاد الخليجي هو الضامن لإيقاف التدخلات في المملكة، وقطع يد إيران من خلال الخلايا النائمة في عدة دول من بينها البحرين. وتتهم المملكة إيران بالتدخل في شؤون البحرين وتدريب الجماعات الإرهابية وتمويلها وتصدير الإرهاب إلى داخل البحرين. وكشفت وزارة الداخلية مساء أمس عن إحباطها عملية تهريب عدد من الأسلحة والمتفجرات إلى مملكة البحرين قادمة من إيران، وإلقاء القبض على 5 من المتورطين في العملية أعمارهم بين 29و34 عاما. وأشارت وزارة الداخلية إلى أنها أحبطت عملية تهريب عن طريق البحر لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، بجانب عدد من الأسلحة الأوتوماتيكية والذخائر، يوم الثلاثاء 27 رمضان، 14 يوليو. فيما تم إلقاء القبض على كل من مهدي صباح عبدالمحسن محمد (30 عاما)، وعباس عبدالحسين عبدالله محمد (30 عاما) كانوا على متن القارب. وأشار البيان إلى أن المتهمين اعترفا بأنهما وبتنسيق من أشخاص إيرانيين، استلما أربع حقائب في عرض البحر، من قارب على متنه شخصان، وبعد ذلك تحرك قارب المقبوض عليهما باتجاه مملكة البحرين، وعند مشاهدتهما الطائرة العمودية، ألقا الشحنة في البحر، وإثر ذلك، تمكنت دوريات خفر السواحل من العثور على الحقائب الأربع بقاع البحر وانتشالها، وعند فحصها وتفتيشها تبين احتواؤها على ثلاثة وأربعين فاصلة ثمانية كيلوجرامات من مادة "سي 4" المتفجرة، وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوع كلاشنكوف، واثنين وثلاثين مخزنا لطلْقات الرشاش كلاشينكوف، وكمية من الطلْقات والصواعق. وبيّنت أن أعمال البحث والتحري كشفت عن أن المقبوض عليه الأول، كان قد تلقى تدريبات عسكرية في أغسطس 2013 بالجمهورية الإيرانية وخضع لتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام المواد المتفجرة (سي 4). كما تم تدريبه على الغوص وطرق تنفيذ عمليات التفجير تحت سطح البحر، بالإضافة إلى الرماية باستخدام سلاح الكلاشنكوف، بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني تحت إشراف مدربين إيرانيين. كما صرفت له ملابس عسكرية وتم تمويله بمبالغ مالية لشراء قارب وسيارة لتنفيذ عمليات التهريب، أما المقبوض عليه الثاني فتم تجنيده من قبل الأول لمساعدته في عملية التهريب عبر البحر. وقالت الوزارة: تبين من خلال أعمال البحث والتحري والسؤال، أن المقبوض عليه الأول قد تم تجنيده من قبل المدعو جعفر أحمد سلمان، هارب وموجود في إيران واسمه الحركي أبو تراب، وهو من سهل له إجراءات السفر والتمويل والتدريب. كما دلت التحريات على ضلوع عدد من الأشخاص في عملية تهريب المتفجرات، حيث تم تحديد هوياتهم والقبض عليهم، وهم: توفيق إبراهيم علي (34 عاما)، وجعفر ميرزا جعفر (31 عاما) اللذان تم تجنيدهما من قبل المقبوض عليه الأول المدعو مهدي، وعبدالحسين جمعة حسن (29عاما) الذي تم تجنيده من قبل المدعو جعفر ميرزا جعفر، وتلقى تدريبات في معسكر تابع للحرس الثوري الإيراني على التجسس واستخدام المواد المتفجرة والرماية بالكلاشينكوف بمعية المقبوض عليه الأول المدعو مهدي. وأكدت الوزارة أن المقبوض عليهم أقروا في أقوالهم بتورطهم في عمليتي تهريب سابقتين، الأولى في نهاية العام 2013، والثانية في بداية العام 2014 من خلال قيامهم برحْلات صيد، ومن ثم نقل المواد المتفجرة والأسلحة من قوارب إيرانية. وأحالت الحكومة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة وتسجيل أقوالهم، بينما تستمر أعمال البحث والتحري للكشف عن المزيد من تفاصيل القضية. جدير بالذكر أن أكبر عملية تهريب أسلحة تم إلقاء القبض عليها كانت نهاية العام 2013، إذ استطاعت البحرين الضبط على قارب كبير يحتوي على عدة أسلحة وكمية كبيرة من المتفجرات، فيما ألقت القبض خلال العامين الماضيين على العديد من الأسلحة والمهربين.