كشفت أجهزة الأمن البحرينية عن تفكيك خلية مكونة من بحرينيين، اتهمتهم بالتورط في تهريب أسلحة ومتفجرات عبر البحر، بعد تجنيدهم من الحرس الثوري الإيراني، الذي دربهم على استخدام هذه الأسلحة، إضافة إلى التجسس والتهريب والمراقبة. ومن المضبوطات؛ نحو 44 كيلوغراماً من المتفجرات، ورشاشات. وأعلنت وزارة الداخلية البحرينية «إحباط عملية تهريب من طريق البحر، لكمية من المواد المتفجرة شديدة الخطورة، إلى جانب أسلحة أوتوماتيكية وذخائر» أواخر رمضان الماضي، لافتة إلى أنها تمت ضمن «عملية أمنية مشتركة للتصدي للأعمال الإرهابية». وقالت الوزارة في بيان أمس (تلقت «الحياة» نسخة منه): «إن دوريات خفر السواحل نفذت خطة انتشار بحري، بإسناد من طيران الشرطة، وبالتنسيق مع سلاح البحرية الملكي البحريني، وفي مساء الثلثاء تموز (يوليو) الماضي، تم رصد قاربين خارج المياه الإقليمية لمملكة البحرين من الجهة الشمالية، اتجه أحدهما إلى داخل المياه الإقليمية، وتمت عملية الرصد والمتابعة للهدف، من خلال المنظومة الرادارية وطيران الشرطة». وأضافت: «فجر اليوم التالي تم تطويق القارب، واستيقافه بعد مطاردته من دوريات خفر السواحل، والقبض على بحرينيين كانا على متنه، وهما: مهدي صباح عبد المحسن محمد (30 عاماً)، وعباس عبدالحسين عبدالله محمد (30 عاماً)». وأوضحت أنه «تبين من خلال أعمال البحث والتحري والسؤال أن المقبوض عليه الأول تلقى تدريبات عسكرية في آب (أغسطس) 2013 في الجمهورية الإيرانية، وخضع لتدريبات مكثفة على كيفية صناعة واستخدام المواد المتفجرة (C4). كما تم تدريبه على الغوص وطرق تنفيذ عمليات التفجير تحت سطح البحر، إضافة إلى الرماية باستخدام سلاح «الكلاشنكوف»، وذلك بمعسكرات الحرس الثوري الإيراني، بإشراف مدربين إيرانيين. كما صرفت له ملابس عسكرية، وتم تمويله بمبالغ لشراء قارب وسيارة لتنفيذ عمليات التهريب. أما المقبوض عليه الثاني؛ فتم تجنيده من طريق الأول، لمساعدته في عملية التهريب عبر البحر». واعترف المتهمان بأنهما «بالتنسيق مع أشخاص إيرانيين، قاما بتسلم أربع حقائب في عرض البحر، من قارب على متنه شخصان، وبعد ذلك تحرك قارب المقبوض عليهما باتجاه البحرين، وقاما عند مشاهدتهما الطائرة العمودية بإلقاء الشحنة في البحر، وتمكنت دوريات خفر السواحل من العثور على الحقائب الأربع في قاع البحر وانتشالها». وتبين عند فحص الحقائب وتفتيشها أنها تحوي «نحو 43.8 كيلوغرام من مادة C4 المتفجرة، وثمانية أسلحة أوتوماتيكية من نوع «كلاشنكوف»، و32 مخزناً لطلقات الرشاش «كلاشينكوف»، وكمية من الطلقات والصواعق». وقالت الوزارة: «إنه تبين، من خلال أعمال البحث والتحري والسؤال، أن المقبوض عليه الأول تم تجنيده من جهة جعفر أحمد سلمان، وهو هارب وموجود في إيران، واسمه الحركي «أبوتراب»، وهو من سهل له إجراءات السفر والتمويل والتدريب». كما دلت التحريات على «ضلوع عدد من الأشخاص في عملية تهريب المتفجرات، إذ تم تحديد هوياتهم والقبض عليهم، وهم: توفيق إبراهيم علي (34 عاماً)، وجعفر ميرزا جعفر (31 عاماً)، اللذان تم تجنيدهما من المقبوض عليه الأول (مهدي)، وعبدالحسين جمعة حسن (29عاماً)، الذي تم تجنيده من طريق جعفر ميرزا جعفر. وتلقى تدريبات، في معسكر تابع للحرس الثوري الإيراني، على التجسس واستخدام المواد المتفجرة والرماية ب«الكلاشينكوف»، بمعية المقبوض عليه الأول مهدي». وأكدت الوزارة أن «المقبوض عليهم أقروا في أقوالهم بتورطهم في عمليتي تهريب سابقتين: الأولى في نهاية 2013، والثانية في بداية 2014، من خلال قيامهم برحلات صيد، ومن ثمّ نقل المواد المتفجرة والأسلحة من قوارب إيرانية»، لافتة إلى أنه تمت إحالة المقبوض عليهم إلى النيابة العامة، وتسجيل أقوالهم. بينما تستمر أعمال البحث والتحري للكشف عن المزيد من تفاصيل القضية.