قال وزير الخارجية عادل الجبير : إن عودة السفير السعودي إلى اليمن تتوقف على الأوضاع الأمنية في اليمن، وهذا ما نتطلع إليه في الوقت القريب من عودته بتحقيق الأمن في اليمن. ولفت الجبير خلال مؤتمر صحفي عقده أمس مع نظيره المصري بمقر فرع وزارة الخارجية بجدة، إلى أن المشكلة التي نواجهها هي تدخل إيران في شأن دول المنطقة بأعمال الشغب التي تقوم بها، وعلى رأسها دعم الإرهاب، وهذا مصدر قلق لدول الجوار مع إيران. مضيفًا أن هذا الموضوع يجب مواجهته بحزم، آملا أن تستطيع إيران في حال تطبيق الاتفاقية ثمارها في إعادة بناء بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي، ولا تستخدمها في مزيد من أعمال الشغب في المنطقة. وحول زيارة خالد مشعل المملكة، أكد الجبير أن زيارة مشعل كانت من أجل أداء مناسك العمرة، وأن موقف المملكة تجاه حماس وتجاه دعم السلطة الفلسطينية لم يتغير ، وأن دعم جهود مصر واستقرارها أيضا لن يتغير. وأوضح أن لقاء وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري أمس، مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تناول بحث العلاقات الثنائية التي تهم البلدين ودعم تعزيزها، بالإضافة إلى بحث الأمور الإقليمية. وأشار الجبير، إلى أنه بحث خلال لقائه بوزير الخارجية المصري تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين وتكثيفها. كما بحث أيضا الشأن السوري وإيجاد حل مبني على «جنيف واحد» المتضمن انتقال السلطة برحيل الأسد. وتناول اللقاء موضوع العراق وبحث الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في صيف العام الماضي في الحفاظ على وحدة العراق وضمان حقوق المكونات العراقية. وأفاد الجبير بأن اللقاء تناول كذلك الأوضاع في اليمن الشقيق، ودعم حكومة مصر للتحالف الذي تقوده المملكة في دعم الشرعية باليمن، مقدماً تهاني المملكة لحكومة مصر على ما تم إنجازه في فترة وجيزة في قناة السويس، متطلعا إلى افتتاح القناة قريبا. من جهته أبان وزير الخارجية المصري سامح شكري أن لقاءه بسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد، أكد أهمية تدعيم العلاقات الاستراتيجية والأخوية والتضامن بين البلدين، ما يحقق المصلحة بين الشعبين الشقيقين. وأشار إلى أن اللقاءات بالمسؤولين السعوديين تناولت العلاقات الثنائية وأهمية تنسيق الرؤى والانتقال إلى العمل المشترك في تناول القضايا التي تهم الوطن العربي في إطار الهوية العربية الإسلامية التي تحكم شعوب المنطقة، ما يؤكد أهمية الأمن القومي، ومناقشة القضايا الإقليمية والاهتمام بالعمل المشترك. ولفت إلى أن المباحثات تناولت التحديات التي تواجه الأمن العربي وأمن المملكة وأمن مصر، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية في سورياوالعراق واليمن وليبيا، وما تشكله التنظيمات الإرهابية على أمن واستقرار المنطقة. وجدد الوزير شكري تأكيد وحدة الرؤى مع المسؤولين السعوديين، مشيرا إلى أنه خلال الفترة المقبلة سيتم تكثيف المزيد من التواصل والتعاون والتشاور مع الشركاء الدوليين للتأكيد على مصلحة المنطقة وأهمية استقرارها في مواجهة ما تتعرض له من تهديد من المنظمات الإرهابية. وأكد أن موقف مصر تجاه موضوع اليمن لا يشوبه أي غموض، وإنما موقف مصر واضح، وفي إطار العمل العسكري في إطار التشاور بين أعضاء التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية في كل الخطوات. مضيفا أن مصر حريصة على إطلاع المملكة على كل ما تقوم به، واللقاءات مستمرة فيما يدفع نحو مصلحة العمل المشترك، ما يدعم السعي المشترك للانتقال من المراحل المختلفة بما يدعم استقرار الأمن، ووحدة اليمن وفقا للمقررات والمحددات الشرعية في استعادة الشرعية في اليمن. ولفت وزير الخارجية المصري النظر - خلال المؤتمر الصحفي - إلى ضرورة استمرار التشاور والتنسيق وتوزيع الأدوار وتحديد ما يخدم مصلحة دول التحالف بمحيط المشاركة، ما يتواكب الغاية التي تهدف إليها في إطار التنسيق والتكامل بين الدول، والتأكيد على أهمية مواجهة الإرهاب الذي يداهم كافة الدول العربية والعالم أجمع، من خلال العمل المشترك والتنسيق والتعاون الاستخباراتي والأمني والمادي والسياسي، ما يؤهل للقضاء على ظاهرة الإرهاب وخطره الداهم الذي يتضمن مواجهة الأشكال الإرهابية كافة بغض النظر عن مسمياتها، كما أكد أن العمل مع المملكة يعتمد على منطلق وأبعاد الثقة وليس من منطلق الشك. فيما أكد وزير الخارجية عادل الجبير - من جانبه - أن مصر جزء أساس في التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية في اليمن، مشيراً إلى أن المملكة على دراية بجهود وبنوايا والتزام مصر دون شك. وقال: إن جميع دول التحالف تدرك أن الحل في اليمن سياسي، وتؤيد أي جهود رامية لإقناع الأطراف المختلفة بقبول الأسس التي يجب أن يكون عليها الحل السياسي بقبول تطبيق قرار مجلس الأمن. مضيفًا أن مصر من أولى الدول التي شاركت في التحالف دون تحفظ، ودعمته عسكريًا وسياسيًا ومعنويًا، وهذا محل تقدير كبير بالنسبة لنا ولجميع دول التحالف لدعم استمرار مصر وموقفها القوي. وأشار الجبير إلى أن التعاون بين المملكة ومصر في مواجهة خطر الإرهاب مستمر ويتم عبر القنوات الأمنية، وجميعنا نواجه خطر الإرهاب، والأشقاء في مصر عانوا كثيراً من الإرهاب، ونعزي مصر حكومة وشعباً في الضحايا والخسائر التي نتجت عن ذلك، والمملكة عانت الإرهاب، ونحن بشكل عام ندين الإرهاب أينما كان ومهما كان سببه. معربًا عن استنكاره للعملية الإرهابية التي حدثت في تركيا مؤخراً وقدم التعازي لأسر الضحايا والشعب التركي، مؤكداً وقوف المملكة جنبًا إلى جنب مع الحكومات الصديقة لمواجهة خطر الإرهاب، وأردف قائلا : نرحب بأي اتفاقية تضمن عدم قدرة إيران امتلاكها السلاح النووي. مؤكدا أهمية دور الرقابة والتفتيش الدولية على المواقع النووية والعسكرية ، بما يضمن عدم امتلاك إيران السلاح النووي. وأشار إلى أن التطمينات الأمريكية أكدت أهمية التزام إيران بالاتفاقية الموقعة مع دول «خمسة + واحد « وفي حال اختراق إيران الاتفاقية سوف يتم معاقبتها، وسيتم تطبيق العقوبات الدولية تجاهها. لافتًا إلى ضرورة أن تستفيد إيران من توقيع هذه الاتفاقية بما يخدم مصلحة بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي. وأوضح أن الحديث بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي تضمن كيفية تكثيف وتطوير وتعزيز العمل العسكري والأمني دفاعًا عن دول المنطقة، والتعامل والتصدي للأعمال السلبية التي تقوم بها إيران في المنطقة. مشيرا إلى أن هناك عدة اجتماعات عقدت بين الجانبين وفرق عمل تم إنشاؤها بين الجانبين الأمريكي ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل هذا الغرض، والعمل مستمر في هذا المجال.