ربط وزير الخارجية، عادل الجبير، بين عودة سفير المملكة إلى عدن واستقرار الأوضاع الأمنية في اليمن، واعتبر أن أداء وفد من حركة حماس الفلسطينية مناسك العمرة مؤخراً حَظِيَ بتناول غير دقيق من قِبَل بعض المحللين، مجدِّداً دعم الرياض جهود القاهرة للحفاظ على أمن واستقرار المصريين. وأكد وزير الخارجية إدراك دول تحالف «إعادة الأمل» حتمية الحل السياسي في اليمن وتأييدها أي جهود ترمي إلى إقناع الأطراف المختلفة بقبول الأسس التي ينبغي أن يعتمد عليها هذا الحل و«في مقدمتها قرار مجلس الأمن رقم 2216 الملِزم بإنهاء الانقلاب على الشرعية»، لافتاً إلى مساندة مصر للتحالف منذ تأسيسه وتقديمها الدعم العسكري والسياسي والمعنوي له دون تحفظ و»هذا الموقف القوي محل تقدير كبير بالنسبة لنا ولجميع الدول الأعضاء في التحالف». ووصف الجبير، خلال مؤتمر صحفي عقده أمس في جدة بحضور نظيره المصري سامح شكري، القاهرة ب «جزءٍ أساسي في تحالف إعادة الأمل». وأفاد ب «دراية الرياض بجهود ونيات والتزام مصر دون شك»، وشدد على «استمرار البلدين في مواجهة الإرهاب عبر القنوات الأمنية فيهما» وعلى «وقوف المملكة جنباً إلى جنب مع الحكومات الصديقة لمواجهة الإرهاب»، رابطاً عودة السفير السعودي إلى عدن بتحسن الأوضاع الأمنية اليمنية «وهو ما نتطلع إليه في الوقت القريب». في السياق ذاته؛ جدَّد وزير الخارجية التأكيد على موقف الرياض الداعم للسلطة الفلسطينية ولجهود مصر في الحفاظ على أمن شعبها واستقراره. وأبلغ الصحفيين باقتصار زيارة وفد حركة «حماس» الأخيرة إلى المملكة على أداء مناسك العمرة وصلاة عيد الفطر وتقديم التهنئة بالعيد لمقام خادم الحرمين الشريفين «فيما لم يكن هناك بحث أو اجتماعات». وعدَّ الجبير بعض التصريحات التي تناولت الزيارة غير دقيقة «ومُبالَغاً فيها»، ملاحظاً «محاولة بعض المحللين تكبير الموضوع وهو ليس بهذه الأهمية». وإذ نبَّه إلى عدم تغيُّر الموقف السعودي من «حماس» ومن دعم السلطة الفلسطينية؛ أفاد بأحقية كل مسلم في أداء العمرة «إذ لا يمكن لأحد منعه من ذلك». وفي موضوعٍ آخر؛ أعلن وزير الخارجية الترحيب بأي اتفاقية تضمن عدم قدرة طهران على امتلاك السلاح النووي، منبِّهاً إلى أهمية الرقابة والتفتيش الدوليين على المواقع النووية والعسكرية الإيرانية. وأوضح أن التطمينات الأمريكية أفادت بأهمية التزام إيران بالاتفاقية الأخيرة الموقَّعة مع دول مجموعة (5+1) مع الإبقاء على خيار فرض العقوبات عليها مجدداً إذا خالفت ما تم الاتفاق عليه، داعياً مسؤوليها إلى التركيز حالياً على إعادة بناء اقتصاد بلدهم وتحسين الوضع المعيشي لشعبهم بدلاً من التورط في أعمال شغب في الشرق الأوسط. وتتلخص المشكلة مع إيران، وفقاً للجبير، في تدخلها في شؤون دول المنطقة وتورطها في أعمال شغب ودعمها الإرهاب ما يشكل مصدر قلق للدول المجاورة لها. ودعا الوزير إلى مواجهة هذه التجاوزات بحزم، وتحدَّث عن مشاورات أمريكية- خليجية بشأن كيفية تطوير وتعزيز العمل العسكري والأمني دفاعاً عن المنطقة وتصدياً للأعمال الإيرانية السلبية، مشيراً إلى «عدة اجتماعات عُقِدَت بين الجانبين وفرق عمل مشتركة تم إنشاؤها من أجل هذا الغرض، والعمل مستمر في هذا المجال». وحول زيارة نظيره المصري إلى الرياض؛ بيَّن الوزير أنها تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تمتينها وبحثت أموراً إقليمية كإيجاد حل في سوريا استناداً إلى اتفاق جنيف الأول المتضمن رحيل بشار الأسد والإصلاحات التي تم التوافق عليها في العراق الصيف الماضي إضافةً إلى الأوضاع في اليمن. وفي موضوعٍ آخر؛ قدَّم الجبير تهنئة المملكة لحكومة مصر على ما تم إنجازه في فترةٍ وجيزة في قناة السويس، متطلعاً إلى افتتاح القناة الجديدة قريباً. بدوره؛ أفاد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، بتناول مشاوراته مع كبار المسؤولين السعوديين العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها و»أهمية تنسيق الرؤى والانتقال إلى العمل المشترك في القضايا التي تهم الوطن العربي في إطار الهويتين العربية والإسلامية». وجدَّد الوزير المصري، خلال مشاركته في المؤتمر الصحفي الذي عقده نظيره السعودي، تأكيده وحدة الرؤى مع المسؤولين السعوديين، ولفت إلى تركيز لقائين عقدهما مع ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، على أهمية تدعيم العلاقات الاستراتيجية والأخوية والتضامنية بين البلدين بما يحقق مصلحة شعبيهما. ووفقاً له؛ تناولت اللقاءات أيضاً أمن مصر والمملكة، وتحديات الأمن العربي، والأوضاع في سورياوالعراق واليمن وليبيا مع بحث مواجهة ما تشكِّله التنظيمات الإرهابية من خطر على أمن واستقرار الشرق الأوسط. وتوقَّع شكري تكثيف التواصل العربي مع الشركاء الدوليين خلال الفترة المقبلة للتأكيد على مصالح دول المنطقة وأهمية استقرارها في مواجهة ما تتعرض له من تهديد من قِبَل المنظمات الإرهابية. وووصف موقف بلاده تجاه اليمن ب «واضح» و»لا يشوبه أي غموض»، وأفصح عن إطلاعها الرياض على كل ما تقوم به من خطوات في إطار تحالف «إعادة الأمل»، مبدياً اهتمامه بوحدة اليمنيين واستقرار بلدهم عبر استعادة الشرعية الدستورية ممثلةً في الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة خالد بحاح. ورداً على سؤالٍ صحفي بشأن استضافة القاهرة مقرَّبين من الرئيس اليمني السابق؛ قال شكري «كانت لدينا رغبة في استطلاع ما يمكن أن نسهم به دفعاً نحو مصلحة مشتركة واتصالاً بالتحول من مرحلة إلى أخرى متصلة بالعمل السياسي شريطة كافة الأطراف بمخرجات مؤتمر الحوار اليمني في الرياض وقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية (2011)»، منبِّهاً إلى اتساق الموقف المصري مع هذه المقررات كأسس للحل السياسي. لكنه أقرَّ بأنه لم يلمِس إلى الآن أي توجُّه أكيد لدى المقربين من علي عبدالله صالح لدعم أسس الحل المتَّفق عليها و«من ثَمّ ليس هناك مجال لما هو أبعد من الاستكشاف»، في إشارةٍ إلى توجُّه لعدم عقد لقاءات أخرى مع المقربين من صالح. ودعا شكري إلى استمرار التشاور وتنسيق الأدوار بين دول «إعادة الأمل» بما يخدم مصالحها ويتواكب مع الغاية التي تهدف إليها. وأبلغ الصحفيين بأن «العمل مع المملكة يعتمد على منطلق وأبعاد الثقة وليس من منطلق الشك»، لافتاً الانتباه إلى أهمية مواجهة الإرهاب بالعمل المشترك والتنسيق والتعاون الاستخباراتي والأمني والمادي والسياسي «بما يؤهِّل للقضاء على كافة أشكال الإرهاب بغض النظر عن المسميات».