اجتمع معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أمس في فرع وزارة الخارجية بجدة, مع معالي وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري, والوفد المرافق له. وجرى خلال الاجتماع بحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الشقيقين. حضر الاجتماع معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان، ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكةالمكرمة مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي السفير محمد بن أحمد طيب، ومدير الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي, وعدد من مسؤولي الوزارة. من جهة أخرى أوضح معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن لقاء معالي وزير خارجية جمهورية مصر العربية الأستاذ سامح شكري أمس الأول مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية , تم خلاله بحث العلاقات الثنائية التي تهم البلدين ودعم تعزيزها ، بالإضافة إلى بحث الأمور الإقليمية. وأشار معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس مع نظيره المصري بمقر فرع وزارة الخارجية بجدة ، إلى أنه بحث خلال لقائه وزير الخارجية المصري تمتين العلاقات الثنائية بين البلدين وتكثيفها ، كما بحث أيضا الشأن السوري وإيجاد حل مبني على جنيف واحد المتضمن انتقال السلطة برحيل الأسد، وتناول اللقاء موضوع العراق وبحث الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها في صيف العام الماضي في الحفاظ على وحدة العراق وضمان حقوق المكونات العراقية . وأفاد الجبير أن اللقاء تناول كذلك الأوضاع في اليمن الشقيق ، ودعم حكومة مصر للتحالف الذي تقوده المملكة في دعم الشرعية باليمن ، مقدماً تهاني المملكة لحكومة مصر على ما تم إنجازه في فترة وجيزة في قناة السويس ، متطلعا معاليه إلى افتتاح القناة قريبا. وأبان معالي وزير الخارجية المصري سامح شكري من جهته أن لقاءه بسمو ولي العهد، وسمو ولي ولي العهد أكد أهمية تدعيم العلاقات الاستراتيجية والأخوية والتضامن بين البلدين، ما يحقق المصلحة بين الشعبين الشقيقين. وأشار إلى أن اللقاءات بالمسؤولين السعوديين تناولت العلاقات الثنائية وأهمية تنسيق الرؤى والانتقال إلى العمل المشترك في تناول القضايا التي تهم الوطن العربي في إطار الهوية العربية الإسلامية التي تحكم شعوب المنطقة، ما يؤكد أهمية الأمن القومي، ومناقشة القضايا الإقليمية والاهتمام بالعمل المشترك. ولفت معاليه إلى أن المباحثات تناولت التحديات التي تواجه الأمن العربي وأمن المملكة وأمن مصر، بالإضافة إلى مناقشة الأوضاع التي تشهدها المنطقة العربية في سورياوالعراق واليمن وليبيا، وما تشكله التنظيمات الإرهابية على أمن واستقرار المنطقة. وجدد الوزير شكري تأكيد وحدة الرؤى مع المسؤولين السعوديين، مشيرا إلى أنه خلال الفترة القادمة سيتم تكثيف المزيد من التواصل والتعاون والتشاور مع الشركاء الدوليين للتأكيد على مصلحة المنطقة وأهمية استقرارها في مواجهة ما تتعرض له من تهديد من المنظمات الإرهابية. وأكد أن موقف مصر تجاه موضوع اليمن لا يشوبه أي غموض، وإنما موقف مصر واضح، وفي إطار العمل العسكري في إطار التشاور بين أعضاء التحالف وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية في كل الخطوات، مضيفا أن مصر حريصة على إطلاع المملكة على كل ما تقوم به، واللقاءات مستمرة فيما يدفع نحو مصلحة العمل المشترك، ما يدعم السعي المشترك للانتقال من المراحل المختلفة بما يدعم استقرار الأمن ووحدة اليمن وفقا للمقررات والمحددات الشرعية في استعادة الشرعية في اليمن. ولفت معالي وزير الخارجية المصري النظر خلال المؤتمر الصحفي إلى ضرورة استمرار التشاور والتنسيق وتوزيع الأدوار وتحديد ما يخدم مصلحة دول التحالف بمحيط المشاركة، ما يتواكب الغاية التي تهدف إليها في إطار التنسيق والتكامل بين الدول ، والتأكيد على أهمية مواجهة الإرهاب الذي يداهم كافة الدول العربية والعالم أجمع. وأكد أهمية مواجهة الإرهاب من خلال العمل المشترك والتنسيق والتعاون الاستخباراتي والأمني والمادي والسياسي، ما يؤهل للقضاء على ظاهرة الإرهاب وخطره الداهم الذي يتضمن مواجهة الأشكال الإرهابية كافة بغض النظر عن مسمياتها. كما أكد أن العمل مع المملكة يعتمد على منطلق وأبعاد الثقة وليس من منطلق الشك. فيما أكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير من جانبه أن مصر جزء أساسي في التحالف الذي تقوده المملكة لإعادة الشرعية في اليمن، مشيراً إلى أن المملكة على دراية بجهود وبنوايا والتزام مصر دون شك. وقال معاليه : إن جميع دول التحالف تدرك أن الحل في اليمن سياسي ، وتؤيد أي جهود رامية لإقناع الأطراف المختلفة بقبول الأسس الذي يجب أن يكون عليها الحل السياسي بقبول تطبيق قرار مجلس الأمن ، مضيفًا أن مصر من أوائل الدول التي شاركت في التحالف بدون تحفظ ، ودعمته عسكريًا وسياسيًا ومعنويًا ، وهذا محل تقدير كبير بالنسبة لنا ولجميع دول التحالف لدعم استمرار مصر وموقفها القوي. وأشار إلى أن التعاون بين المملكة ومصر في مواجهة خطر الإرهاب مستمر ويتم عبر القنوات الأمنية، وجميعنا نواجه خطر الإرهاب، والأشقاء في مصر عانوا كثيراً من الإرهاب، ونعزي مصر حكومة وشعباً في الضحايا والخسائر التي نتجت عن ذلك، والمملكة عانت من الإرهاب، ونحن بشكل عام ندين الإرهاب أينما كان ومهما كان سببه، معربًا عن استنكاره للعملية الإرهابية التي حدثت في تركيا مؤخراً وقدم التعازي لأسر الضحايا والشعب التركي، مؤكداً وقوف المملكة جنبًا إلى جنب مع الحكومات الصديقة لمواجهة خطر الإرهاب. وأردف معاليه قائلا : نرحب بأي اتفاقية تضمن عدم قدرة إيران امتلاكها السلاح النووي ، مؤكدا أهمية دور الرقابة والتفتيش الدولية على المواقع النووية والعسكرية ، بما يضمن عدم امتلاك إيران السلاح النووي . وأشار معاليه إلى أن التطمينات الأمريكية أكدت أهمية التزام إيران بالاتفاقية الموقعة مع دول خمسة زايد واحد ، وفي حال اختراق إيران الاتفاقية سوف يتم معاقبتها وسيتم تطبيق العقوبات الدولية تجاهها ، لافتًا النظر إلى ضرورة أن تستفيد إيران من توقيع هذه الاتفاقية بما يخدم مصلحة بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي. ولفت الجبير الانتباه إلى أن المشكلة التي نواجهها تدخل إيران في شأن دول المنطقة وبأعمال الشغب التي تقوم بها، وعلى رأسها دعم الإرهاب، وهذا مصدر قلق لدول الجوار مع إيران، مضيفًا أن هذا الموضوع يجب مواجهته بحزم، آملا أن تستطيع إيران في حال تطبيق الاتفاقية ثمارها في إعادة بناء بلدها وتحسين وضع شعبها المعيشي، ولا تستخدمها في مزيد من أعمال الشغب في المنطقة. وأوضح أن الحديث بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول مجلس التعاون الخليجي تضمن كيفية تكثيف وتطوير وتعزيز العمل العسكري والأمني دفاعًا عن دول المنطقة، والتعامل والتصدي للأعمال السلبية التي تقوم بها إيران في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك عدة اجتماعات عقدت بين الجانبين وفرق عمل تم إنشاؤها بين الجانبين الأمريكي ودول مجلس التعاون الخليجي من أجل هذا الغرض، والعمل مستمر في هذا المجال. وأشار معالي وزير الخارجية إلى أن عودة السفير السعودي إلى اليمن يتوقف على الأوضاع الأمنية في اليمن، وهذا ما نتطلع إليه في الوقت القريب من عودته بتحقيق الأمن في اليمن. وحول زيارة خالد مشعل إلى المملكة، أكد الجبير أن زيارة مشعل كانت من أجل أداء مناسك العمرة، وأن موقف المملكة تجاه حماس وتجاه دعم السلطة الفلسطينية لم يتغير، وأن دعم جهود مصر واستقرارها أيضا لن يتغير.