لا يعني الخروج من رمضان، العودة للإفراط في تناول الطعام وبالتالي الخروج من الشهر الكريم بزيادة في الوزن ومسببات الامراض وهي الازمة التي تتكرر كل عام نتيجة عدم الاستفادة من جرعات التعوّد السلوكي خلال شهر رمضان. وأكدت دراسات طبية حديثة ان فاعلية الصوم هي الاكثر نجاحا، في التخلص من العادات السلوكية الضارة بالصحة وخاصة التدخين، وتخلص مؤشرات التطبيقات البحثية، الى ان النتائج كانت ايجابية على نحوٍ لافت في جدوى معالجة التعاطي بالصيام، فيما تعتقد استشارية التغذية العلاجية الدكتورة جميلة محمد هاشمي، من جهتها ان هذه الحقيقة مثبتة علميا، وتنتظر التناول بالكثير من التوضيحات عبر وسائط الاعلام وقنوات التواصل الاجتماعي، في هذه الايام على نحوٍ خاص، وذلك قبل ان تفقد هذه الايجابيات مرة اخرى، بحيث تكون عملية مباشرة في تنمية المعرفة في هذا الاتجاه، من خلال مقارنة الوضع الصحي بين الحالتين ومدى الاحساس بالنتيجة في البعد الآني، وتقول ان المدخن هو اقرب الى اكتشاف المؤثر بعد انتهاء شهر رمضان، وايضا في الصحة الجسمانية وتعود انماط الغذاء، بمعنى ان تتكثف جهود التوعية في استثمار التجربة وتعميق مفهومها عمليا، خاصة وقد توفرت لنا أهم وسيلة مدخلا للإقناع حتى يتم التخلص من العادات السلبية مستقبلا. وفي حديثها ل (اليوم) توضح عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة الهاشمي، ان الدراسات اثبتت دور الصوم في علاج كثير من الأمراض، وتتوفر اليوم رسالة متجددة في امكانية التخلص من الإفراط في تناول المأكولات والمشروبات، الذي يؤدي الى تحسين الصحة العامة، لان الصيام يعزز المناعة ويقلل اضطرابات التمثيل الغذائي، فقد أكدت دراسات قام بها عدد من الأطباء على فوائد الصوم بصفة عامة، ويحقق نتائج مثيرة وواعدة جدا في مجالات عدة، منها التقليل من الالتهاب وتعزيز المناعة ضد السرطان، وجرى تصميم دراسة مقطعية لتحقيق تأثير الصوم على ال (سيتوكينات) الالتهابية والمؤشرات الحيوية المناعية في الأشخاص الأصحاء، حيث جرى تعيين 50 «21 رجلا و29 امرأة» من المتطوعين الأصحاء الذين يمارسون الصوم في رمضان للتحقق من تعميم السيتوكينات وخلايا المناعة، والقياسات البشرية والتقييمات الغذائية، وأجريت التحقيقات أسبوعا قبل رمضان، ثم في نهاية الأسبوع الثالث من رمضان، وبعد شهر من انتهاء رمضان الماضي وجد أن سيتوكينات ضغط الدم الانقباضي والانبساطي ووزن الجسم ونسبة الدهون في الجسم: كانت أقل بكثير خلال شهر رمضان مقارنة مع قبل أو بعد انتهاء الشهر. وفي المملكة ودول الخليج اجريت ايضا دراسات عن أثر الصوم على المرضى الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي والتغذية مثل مرض السكري وارتفاع دهون الدم، وأشارت النتائج أيضا إلى أن الصيام في رمضان يؤثر بشكل إيجابي في الحد من خطر أمراض القلب والشرايين التاجية، وتأثير الصيام على الدهون، وتخثر الدم وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم بوصفها عوامل خطر لتصلب الشرايين، وأسفرت النتائج عن تحسن كبير في مستويات متوسط الهيموجلوبين والدهون والكولسترول، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي، واستمر لمدة أربعة أسابيع بعد الصيام، وأشارت دراسة حديثة بدولة الكويت إلى أنه يمكن أن يطبق نموذج الصيام في رمضان، على أنه برنامج لتعديل السلوك الغذائي وتحسين دهون وضغط الدم، كذلك فان التجارب توضح أن صيام رمضان آمن لغالبية الأمراض المزمنة ومنها السكري بشرط مراقبة النظام الغذائي والابتعاد عن الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية "المواد الكربوهيدراتية والدهنية"غير المفيدة، التي تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر بالدم وزيادة الوزن. من جهتها تشير اخصائية التغذية إلهام الغامدي، الى انه عند الخروج من رمضان يحتاج الكثيرون الى الاستفادة من هذه الدروس والحرص محافظةً على النتائج المتحققة للإقلاع عن التدخين والكافيين والمشروبات الغازية، وبمراجعة المكتسبات سوف نجد ان الصيام نجح في تنظيف الجسم من السموم، فهو عبادة متعددة الايجابيات الصحية منها تعزيز الجهاز المناعي والعصبي وتجديد خلايا الجسم بشكل آمن، ايضا يعد نظام الصيام والغذاء الصحي من انجح الوسائل لتنظيم مستوى الأنسولين الذي له اثر على سكر الدم، فمن المعروف ان كميات الطعام الكبيرة يكون لها اثر سلبي على عمل البنكرياس، والاهم من ذلك كله هو القدرة في الصيام على التحكم في الوزن بتقليل كميات الأكل واختيار النوعية الجيدة والكمية المناسبة لخسارة الوزن بطريقة صحية، كما ان الصيام يساعد في الشفاء من أمراض القولون والتهاب المعدة والأمعاء وخفض نسبة كوليسترول الدم، ايضا من فوائد الصيام التحفيز على شرب الماء بكثرة الذي يعمل على تنظيف الجهاز الهضمي والكلى والكبد ويعمل على منع الترسبات وإزالتها. وتضيف الغامدي بقولها: ان الوعي آخذ بالانتشار في مجتمعنا، ومن شأن ذلك التقليل من الأطعمة الدسمة وهي ملاحظة عامة قد تتنامى مستقبلا بإذن الله في ظل الاهتمام بالصحة من زاوية المعرفة ان الغذاء "داء ودواء"، وبالتالي امكانية التخلص من تكرار عادات الغذاء المائِدية بمعنى العودة الى حكمة الصوم في ابعادها الدينية والدنيوية، والفرصة تتجدد في الدعوة الى تغيير ثقافة المجتمع بحيث يتم القيام بأدوار تساهم في رفض العادات السلبية، التي تحتاج الى ادوار مسؤولة في التوعية، والمشهد في هذه التصرفات مع ايام العيد يدعو الى شيء من الاحساس بمسؤولية كل فرد في القيام بدور ايجابي، وايضا معالجة السلوكيات المتناقضة في سلبية القدوة، التي قد تكون الخلل، وانعكاس ذلك مؤكد في التربية التي تفتقد معرفة تأثير القدوة. فرص الإقلاع عن التدخين تتضاعف خلال الصيام