أكد الدكتور صلاح مجذوب أحمد استشاري الجهاز الهضمي أن الصيام له فوائد ومنافع عديدة للجسم، مشيرًا إلى أن الصيام لا يعتبر فرصة جيدة للوقاية من الأمراض فقط، ولكنه أيضًا فرصة ذهبية للمساعدة على الشفاء من بعض الأمراض، لاسيما أمراض الجهاز الهضمي، كما أن الصيام وسيلة للتخلص من ترسبات الجسم الضارة. وأضاف الدكتور صلاح أن الإنسان مثلما يحتاج إلى عدد معين من الساعات للنوم والراحة، ومثلما يحتاج لإجازة اسبوعية وسنوية للراحة وتجديد النشاط، فإن أجسادنا أيضًا بحاجة إلى الراحة بعد عمل مستمر لعام كامل، وهو ما يتسنى في شهر رمضان، فالصيام عن الطعام والشراب يريح المعدة والأمعاء والكبد والمرارة، ويمنح الأجهزة الحيوية للجسم الراحة اللازمة لاستئناف عملها بنشاط من جديد. ويوضح استشاريو الجهاز الهضمي بأن مرور النصف الأول من الشهر الفضيل يعد مجالاً جيدًا لتهيئة وتدريب المعدة على تقليل كميات الطعام بالوجبات المختلفة، مما يقلل من حدوث اضطراب في الجهاز الهضمي. خاصة وأن الصيام قد ساعد المعدة على تنظيم وتعديل كميات الاطعمة. وفيما يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على الجهاز الهضمي أثناء الصيام، يقول الدكتور صلاح إن أول هذه التغيرات هدوء حركة الأمعاء، كما تقل العصارة المعدية، وعصارة الأمعاء، وإفرازات البنكرياس، وبذلك تكون فترة الصوم فرصة للجهاز الهضمي لينعم بالراحة مما يعود بالنفع على الجسم كله. ويشير الدكتور صلاح مجذوب إلى أنه في أول 12 إلى 24 ساعة من الصيام، يستطيع جسم الإنسان أن يعوض كميات الجلوكوز التي يفقدها نتيجة الامتناع عن الغذاء عن طريق تحرير الجلوكوز الكامن في الكبد (يُعتبر الكبد هو مخزن الجلوكوز في الجسم)، الأمر الذي يؤدي إلى عدم حدوث أي اضطراب في نسبة الجلوكوز في الدم إلا بشكل بسيط لا يؤثر على نشاط الإنسان، بل إن هذه العملية تؤدي إلى حرق بعض الدهون الزائدة في الجسم، ومن ثم فقدان الوزن أثناء الصيام. ويؤكد الدكتور صلاح أن الصيام له تأثير إيجابي على الكثير من أمراض الجهاز الهضمي، بل وقد يكون علاجًا فعالاً لها، ومن هذه الأمراض “الارتجاع الحامضي” الذي يشكو فيه المريض من ألم وحرقان وحموضة بالمريء، فأثناء الصيام لا يشعر المريض بأي أعراض للارتجاع الحامضي، وذلك شريطةً أن يلتزم الصائم بتناول كميات بسيطة من الطعام في الإفطار والسحور، مع تفادي تناول الأطعمة المشبعة بالدهون، والمأكولات الحريقة، وتجنب تناول القهوة والشيكولاتة والامتناع عن التدخين.