فقدت الباحة صباح أمس الأحد 8 شوال 1433ه أحد أبرز ابنائها، إنه الاستاذ الأديب والمؤرخ والباحث (علي بن صالح السلوك) بعد معاناة طويلة مع المعرض وملازمة السرير الأبيض لسنوات طويلة، وبعد أن أثرى المكتبة المحلية والعربية بعدة مؤلفات قيمة بذل خلالها جهوداً بحثية وميدانية كبيرة , ويعد الأديب والمؤرخ علي بن صالح السلوك الزهراني عَلَمٌ من أعلام منطقة الباحة بذل الكثير من أجلها ودوّنَ تاريخها ومآثرها فجزاه الله خير الجزاء وله من الجميع جزيل الشكر والثناء. الحالة الاجتماعية: من مواليد قرية قرن ظبي بزهران عام 1360 ه. تزوج وله أبناء وبنات أكبرهم محمد ويعمل بوزارة التربية والتعليم، وهم كل من: 1 - زهران ضابط مهندس بوزارة الداخلية. 2 - صالح طبيب ويعمل بمستشفى الحرس الوطني. 3 - حارث مساعد مهندس بوزارة الدفاع والطيران. 4 - عمر مهندس في الحاسب الآلي ويعمل بوزارة التربية والتعليم. 5 - عبدالله مهندس اتصالات ويعمل بشركة الاتصالات السعودية. 6 - صخر يدرس بمعهد الإدارة العامة بالرياض. أما البنات فقد تخرج بعضهن من كليات التربية للبنات ويعملن في مجال التدريس. العمل الاجتماعي والخيري : في عام 1388ه تم إنشاء جمعية تعاونية "بقرن ظبي"كان من أول مشاريعها إنارة القرية والقرى المجاورة، وقد عانى كثيراً في سبيل إنشائها وتم افتتاح المشروع رسمياً من قبل أمير منطقه الباحة آنذاك الأمير/ سعود السديري عام 1389 ه وكان هذا المشروع أنموذجاً تم الإقتداء به في المنطقة. في عام 1398 ه تم إنشاء الجمعية الخيرية "بقرن ظبي" وقام بافتتاحها معالي الأمير الشيخ/ إبراهيم بن عبدالعزيز البراهيم أمير منطقه الباحة -رحمه الله - وكانت أول جمعية خيرية تنشأ في منطقه الباحة، وشملت خدماتها كل المنطقة وكان رئيس مجلس إدارتها منذ التأسيس حتى عام 1417 ه. في عام 1402ه تم افتتاح الجمعية الخيرية بالباحة وكان من أول المؤسسين لها وقد بذل جهداً في إجراءات التأسيس من إعداد النظام الأساسي واختيار المؤسسين من كافة المنطقة (غامد وزهران) وبقي عضو مجلس الإدارة حتى عام 1418ه. واصل النشاط الإنساني رغم انتهاء عضويته في مجلس إدارة جمعية قرن ظبي الخيرية وجمعية البر الخيرية في الباحة بعد عمل استمر تسعة عشر عاماً بالدعم والاستشارة. عضو جمعية الأطفال المعاقين بالرياض. عضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع. عضو اللجنة المحلية لتطوير منطقه الباحة. عضو جائزة الأمير محمد بن سعود لحفظ القران الكريم. عضو الجمعية الجغرافية السعودية. عضو لجنه أصدقاء المرضى. عضو الجمعية التاريخية السعودية. صاحب فكره إنشاء بلدية مصغرة تابعة للجمعية الخيرية لخدمة قرن ظبي من حيث سفلتة الطرق وتسوير المقابر والآبار وإنارة الطرقات. ساهم في تخفيض المهور في قرن ظبي وفي فكرة الزواج الجماعي للتخفيف على الشباب من تكاليف الزواج الباهظة. التأليف والمؤلفات: باطلاعه على كتب الجغرافيا والتاريخ وجد أن هناك إهمالاً لتاريخ وجغرافية (غامد وزهران) وهي التي ساهم أبناؤها الأوائل في نصرة الدعوة المحمدية، وفي الفتوحات الإسلامية الأولى، وكان منهم الصحابي، وراوية الحديث، وعالم البلاغة والنحو والشعر، ففي أوائل عام 1390ه زار منطقه الباحة الأستاذ الشيخ/ حمد بن محمد الجاسر. واجتمع معه وطلب مشورته في كتابة تاريخ موجز عن غامد وزهران فقال له الشيخ : "إنه بسبيل كتابة موسوعة جغرافيه عن المملكة العربية السعودية وأن عليك المساهمة في كتابة ما يتعلق بمنطقه الباحة غامد وزهران" وقد تطلب العمل القيام بزيارات ميدانية لسراة وتهامة المنطقة مشياً على الأقدام، واستغرق أكثر من شهرين للتأكد من صحة المعلومات التي سبق وأن جمعها من عام 1381ه، وقد تعرض خلال تلك الزيارات لمخاطر كبيرة. فصدر له المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران عام 1391ه وكان يمثل الجزء الثاني من المعجم الجغرافي العام للملكة العربية السعودية، وقد طبع للمرة الثالثة عام 1417ه بزيادات نسبتها 70%. موسوعة الموروثات الشعبية (خمس كتب)، وهي جزء من اهتمامه لكتابة تاريخ المنطقة إلا أنها تمثل التاريخ الاجتماعي، وقد استغرق جمع المعلومات أكثر من 25 عاماً وطبعت عام 1415ه. كتاب ( غامد وزهران السكان والمكان ) يبحث في فروع سكان غامد وزهران في الماضي والحاضر، ومواطنهم في الحاضر التي انتشرت بفضل الأمن والأمان الذي تعيشه بلادنا في عهد الحكم السعودي، مع تراجم مختصره لبعض مشاهيرها في الماضي والحاضر والحكومات التي كانت تتبعها المنطقة وصدرت الطبعة الأولى عام 1422ه. كتاب ( وثائق من التاريخ) - ويهتم بجمع الوثائق القديمة المتوفرة لدى مشائخ القبائل وفقهاء القرى والبيوتات العلمية القديمة - صدرت الطبعة الأولى عام 1423ه. لديه مكتبة تضم أهم المصادر والمراجع في المجالات الأدبية والتعليمية والتاريخية وبعض المخطوطات. التعليم: درس في الكُتّاب لدى إمام مسجد القرية لمدة عامين، وعندما أنشئت مدرسة قرن ظبي عام 1372ه التحق بها وكان لديه رصيداً جيداً من القراءة والكتابة، حيث حفظ قسماً كبيراً من القران الكريم و في منتصف عام 1372ه انتقل من مدرسه "قرن ظبي" إلى مدرسة "بيضان" على بعد ثلاثة أميال من قريته، ووجد من مدير المدرسة الجديدة / أحمد بن بخيت الغامدي كل التقدير والمحبة كما وجد كرماً وحفاوة من شيخ قبيلة بيضان الشيخ /عطيه بن على الصغير، ثم واصل دراسته انتساباً. هو واحد من أولئك القلائل الذين حملوا على كواهلهم مهمة النهوض بالموروث الشعبي في الجزيرة العربية، فبعد أن اخرج كتابه القيم (المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران) فكر جدِّياً في إخراج موسوعة تهتم بتراث منطقه الباحة، ثم بدأ العمل فيها، وقضى في هذا المشروع التراثي الضخم ما يزيد على 25 عاماً بعد أن وجد أن الموروث من شعر وخلافه يسجل صفحات مهمة من تاريخ المنطقة السياسي والجغرافي والاجتماعي والثقافي. بدأ في اختيار مقتنيات مكتبته منذ عام 1375ه وكوّن مكتبة خاصة تضم أهم المراجع واستطاع بحكم عمله في إمارة المنطقة جمع التاريخ الشفهي والمكتوب من ورثه الفقهاء ومشائخ القبائل السابقين، والمعاصرين للحكم السعودي، وخاصة في ما يتعلق " ببلاد غامد وزهران" بلاد الصحابي الجليل (أبو هريرة)، والطفيل بن عمرو، وأبو ضبيان الأعرج، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم. من الأصدقاء الذين لهم الفضل بعد الله في زيادة اهتمامه بالقراءة والكتابة الأستاذ/ على بن محمد العمير، الذي كان يعمل كاتب ضبط في محكمة الكامل بالمدينة المنورة، وقد سكن معه في غرفة صغيرة مبنية بالحجارة، ومسقفة بجذوع النخل، وملحق بها عُشَة صغيرة تستخدم كمطبخ. والأستاذ العمير قارئ نهم، وكانت لديه رواية لإحسان عبدالقدوس (شئ في صدري ) صفحاتها تزيد عن 1300صفحه، وقد بدأ السلّوك قراءتها على ضوء الفانوس بعد مغرب أحد الأيام ولم يضعها إلا بعد الانتهاء من قراءتها، وكتابة ملحوظاته على الرواية وكان ذلك في العاشرة من صباح اليوم التالي. المشوار الوظيفي: بدأ حياته الوظيفية كاتب أول - وتعني في ذلك الوقت ( رئيس مكتب) - وبعد الانتقال إلى العمل بأمارة المنطقة تدرج في الوظائف التالية (رئيس قسم الجنايات والسجون – باحث قضايا – رئيس قسم الحقوق الخاصة – رئيس قسم الحقوق العامة – مدير إدارة التفتيش ومستشاراً لمعالي الأمير الشيخ/ إبراهيم بن عبد العزيز البراهيم (رحمه الله) – مدير إدارة شؤون الموظفين - ومدير عام الحقوق - وأخيراً مدير عام الإدارة العامة للشؤون الإدارية والمالية بالمرتبة الثالثة عشر، إلى أن تقاعد في 1 /7 /1419ه). اختير نائباً لرئيس النادي الأدبي بالباحة منذ تأسيسه عام 1416ه. عضو مجلس منطقة الباحة منذ عام 1422ه. الصفات الشخصية: دمث الخلق، يحب الالتزام بالمواعيد، باراً بوالديه، مخلصاً في عمله، دقيق في ملحوظاته، مطلعٌ، يقرأ كثيراً يحسن الإنصات للآخرين، يحب أعمال الخير، يدين بالفضل لأهله، حريصٌ على زيارة المرضى والسؤال عن أحوالهم، يشجع التعليم والقراءة، كريم في بيته وفي تعامله مع الآخرين يشهد له بالصلاح والاستقامة والالتزام بالأنظمة والتعليمات، حريصٌ على تنظيم الوقت.