يقول مارسيلو بيلسا مدرب الأرجنتينوتشيلي السابق: إن المرء يستفيد من الهزيمة أكثر من الانتصار، لذلك ستكون تشيلي ممتنة للمدرب الأرجنتيني إلى الأبد؛ لأنه زرع بذرة لقبها الأول في كأس كوباأمريكا لكرة القدم بقيادة تلميذه ومواطنه خورخي سامباولي، ويرجع لبيلسا الفضل في محو فكرة الاستسلام للهزائم من عقلية تشيلي، وبنى فريقا نجح في التأهّل لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا لأول مرة في 12 عاما، وبلغت تشيلي الدور السادس عشر في 2010 ثم في كأس العالم 2014، لكن أكثر من نصف تشكيلة سامباولي التي فازت بكوباأمريكا بعد التغلب على الأرجنتين بركلات الترجيح عقب تعادلهما بدون أهداف، لعبت مع بيلسا في جنوب أفريقيا قبل خمس سنوات، وفي المقابل لا يبدو أن الارجنتين تعلّمت من سلسلة الهزائم في مباريات نهائية بينها كوباأمريكا 2004 تحت قيادة بيلسا رغم امتلاكها ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم، ويفتح إخفاق ميسي مع الأرجنتين باب الجدل مجددا بشأن ما هي أفضل طريقة يلعب بها مع الأرجنتين عندما يكون بهذا النجاح مع برشلونة، ويبدو ذلك مبررا لتأكيد أن المقارنة مع دييجو مارادونا الذي قاد الأرجنتين للتتويج بكأس العالم 1986 للمرة الثانية في تاريخها لن تصب في مصلحة ميسي، وميسي لاعب رائع حقق الكثير من النجاحات مع برشلونة بسبب أيضا وجود بعض اللاعبين الكبار إلى جواره بداية من رونالدينيو ثم عدة لاعبين أسبان فازوا بكأس العالم وخاصة إنيستا وتشابي والآن البرازيلي نيمار ولويس سواريز القادم من أوروجواي. هل كان ميسي سيفعل الشيء نفسه ويحطم الأرقام القياسية في تسجيل الأهداف ويفوز بالعديد من الألقاب مع ناد آخر؟ هل كان بوسعه أن يفعل ما قام به مارادونا في نابولي وأن يحوّل النادي الإيطالي من فريق في وسط الترتيب إلى فريق مستواه أعلى من الإمكانيات الفردية للاعبيه ويقوده لإحراز لقب الدوري الإيطالي مرتين؟ وأسقط باتيستا مدرب الأرجنتين السابق نفسه حين أراد أن يلعب الفريق بطريقة برشلونة قبل الهزيمة بركلات الترجيح في دور الثمانية أمام أوروجواي في كوباأمريكا 2011 التي كلفته منصبه. ويرى المدرب جيراردو مارتينو أن فريقه -الذي كان رائعا حين سحق باراجواي 6-1 في الدور قبل النهائي- لا يزال يعمل نحو الهدف الأساسي وهو كأس العالم 2018، وقال مارتينو: «الهزيمة ليس لها أي تأثير بشأن المستقبل سأحتفظ باللاعبين أنفسهم إضافة لبعض الذين لم يكونوا معنا».