انقضت صلاة الجمعة يوم أمس في البحرين بهدوء تام، بعد التهديدات التي أطلقها منتمون ل"داعش" حول تفجيرات قد تستهدف جوامع البحرين، حيث ادى عشرات الشيعة والسنة صلاة الجمعة معا في البحرين في جامع عالي الكبير. وقال القائمون على الصلاة ل"اليوم": إن تلك الصلاة تجسد روابط الوحدة والأخوة التي عايشتها البحرين منذ الأزل، وأن البحرينيين كانوا وما زالوا مجتمعين حول دين واحد، ولا تفرقهم الفتن الطائفية، مشددين على ضرورة أن تكون تلك الصلاة بشكل مستمر. وأوضحوا أن البحرين بها جوامع للسنة وأخرى للشيعة، والجميع يصلي في أي مسجد دون حرج، وما حصل يوم أمس من صلاة موحدة، هدفه بعث رسالة موحدة إلى الإرهابيين بأن شعب البحرين لن يقسم، وبأنهم في حال استهدافهم لطائفة معينة لا يعني ذلك أنهم ينتمون للأخرى. وأكد خطيب مسجد عالي الكبير الشيخ ناصر العصفور أن "أهل البحرين بكل مذاهبهم دائما على وحدة، والهدف من الصلاة توجيه رسالة قوية بأن هذه البلاد عصية على الإرهاب، وان كل محاولات التخويف والتهديد لا تزيدهم إلا إصرارا وتماسكا ولحمة وأخوة". وأشار في خطبة الجمعة في مسجد عالي الكبير إلى أن الأمة تمر بمنعطف خطير جدا وأوضاع في غاية الخطورة والحساسية، وأن هذه الخطورة تكمن في الأخطار التي تتهددها من أخطار خارجية ومشاريع عالمية وخطط مستقبلية تستهدف وجودها، وشارك في الصلاة العديد من المواطنين، في صورة جسدت التلاحم فيما بينهم. من جانبه، قال وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة: "إن الصلاة الموحدة التي أقيمت الجمعة جسدت الروح البحرينية الإسلامية الجامعة"، مشيرا إلى أن أهل البحرين قدموا الجمعة، كما في كل محطاتهم وفي سبيل إعلاء كلمة الله الواحد القهار، نموذجا في وحدة الصف بوجه المتآمرين ضد الأمتين العربية والإسلامية، فالمساجد لله جميعا". وقال في تصريح خاص لوكالة أنباء البحرين "بنا" عقب صلاة الجمعة: "إن مملكة البحرين ستبقى كما كانت طوال تاريخها مثالا يحتذى به في الوسطية والتآلف والوحدة الإسلامية والوطنية". وأوضح الشيخ خالد "أن المتطرف أينما يكون في البحرين سيجد نفسه في عزلة، فالبحرين وشعبها سيقفون سدا منيعا بوجه كل من يريد أن يعبث بأمنهم ومكاسب وطنهم ومنهاجهم القويم المستمد من دينهم وعروبتهم وقيمهم الحضارية". وقال: إن التضامن الذي عبر عنه شعب البحرين مع أشقائه في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت في مواجهة الإرهاب، جسد الوعي الكبير وروح التآخي العميق وعزيمة ومعدن الأصالة لهذا الشعب الكريم. من جانب آخر، شهدت جوامع ومساجد مملكة البحرين إجراءات أمنية احترازية، شارك بها رجال الشرطة بجميع فئاتهم، إضافة إلى المتطوعين الأمنيين، وذلك للحفاظ على الأمن والأمان، إذ طوقت المساجد بمسافة 200 متر، وتم تركيب كاميرات أمنية لحمايتها، ووجود متطوعين من أهالي المسجد لمعرفة "الغرباء".