نفى مصدر مسؤول في دول التحالف لإعادة الشرعية في اليمن، ما قالته ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح عن موافقة المملكة العربية السعودية على هدنة لمدة خمسة أسابيع، اعتباراً من أمس الجمعة، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة في اتصال مستمر مع المسؤولين في دول التحالف، ويحثهم على المساعدة في إدخال المساعدات، وهو ما أكدته دول التحالف باستمرار أعمال الإغاثة من دون انقطاع، وواصل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد جهوده للتوصل إلى هدنة إنسانية مع تفاقم الأوضاع المعيشية في عدة مناطق يمنية، ويتولى هذا الجهد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد الذي يصل بداية الأسبوع المقبل إلى صنعاء. من جهتها، دعت الخارجية الأميركية إلى هدنة إنسانية في اليمن خلال شهر رمضان، وجددت قوات التحالف العربي، في وقت مبكر من يوم أمس الجمعة، غاراتها الجوية على مواقع يسيطر عليها المتمردون والقوات الموالية للرئيس المخلوع في العاصمة صنعاء وشمال عدن، وتواصلت المعارك العنيفة في محيط القاعدة في حي بير أحمد، وأرسلت قوات إضافية لدعم "لجان المقاومة الشعبية"، في حين تجدد قصف الحوثيين وحلفائهم على مدينة عدنجنوبي البلاد، واستمرت المواجهات بين أطراف الحرب في الضالع شمال عدن وبمناطق أخرى من البلاد. غارات كثيفة وفي التفاصيل، فقد جددت طائرات التحالف العربي، فجر أمس، غاراتها بكثافة على العاصمة اليمنية صنعاء. وشنت طائرات التحالف غارات استهدفت مبنى كلية الطيران والدفاع الجوي الواقع قرب منزل الرئيس عبد ربه منصور هادي، ومنزل قائد القوات الخاصة والحماية الرئاسية سابقا طارق محمد عبد الله صالح نجل شقيق الرئيس المخلوع، ولم ترد معلومات تؤكد وجوده داخل المنزل أثناء تعرضه للقصف. كما استهدفت الغارات مسكن القيادي الحوثي علي الكحلاني شمال صنعاء، ومواقع للمتمردين في وادي ظهر شمال غرب العاصمة، وكذلك مدرسة غمدان الابتدائية الواقعة في حي الجراف الغربي، والتي يسيطر عليها الحوثيون. كما جددت الطائرات قصفها لمقرات ألوية صواريخ الحوثيين الواقعة على امتداد جبال عطان غرب صنعاء. وطال القصف الجوي عددا من المنشآت الحكومية التي يسيطر عليها الحوثيون، ومنها مبنى صندوق التحسين والنظافة، وطال القصف كذلك مخازن المؤسسة الاقتصادية والتموين العسكري الواقعة بشارع "عصر" غربي العاصمة. قصف عدن من جهتها، جددت مليشيات الحوثي وصالح بالساعات الأولى من فجر أمس، قصفها العشوائي لعدد من الأحياء السكنية المكتظة بالسكان بمديرية المنصورة بمحافظة عدن، قُتل خلاله وجُرح عدد من المدنيين. وبث ناشطون صورا، قالوا، إنها لمصابين بفعل القصف تم نقلهم إلى مستشفى النقيب بعدن، وقال سكان محليون: إن عدداً من القذائف سقطت ببلوك 11 بالمنصورة وأصابت عدداً من منازل المواطنين، مما تسبب في حالة من الذعر والهلع لدى السكان. وتمكنت المقاومة الشعبية من استعادة السيطرة على معسكر 31 بمنطقة "بئر أحمد" بعد أقل من ساعتين من سيطرة مليشيات الحوثي عليه، الخميس. جبهة الضالع وفي الضالع، تجددت الاشتباكات بين الحوثيين والمقاومة الشعبية بالضالع جنوب البلاد بعدما شن الحوثيون قصفاً عنيفاً على عدد من القرى بمنطقة سناح شمال المدينة، وحاولوا التسلل إلى بعض المواقع القريبة من أماكن تمركز المقاومة ما أدى لنشوب مواجهات بين الطرفين. وأدت هذه المواجهات إلى إصابة أربعة من أفراد المقاومة، إصابة أحدهم خطرة، وسقوط ضحايا في صفوف الحوثيين، لم يعرف عددهم. وتشهد منطقة "سناح" مواجهات عنيفة بين المقاومة الجنوبية وقوات الحوثيين منذ أكثر من شهر، بعد ما تمكنت المقاومة من السيطرة على المواقع العسكرية القريبة من مدينة الضالع. وأفادت المقاومة الشعبية بجبهة العند بمحافظة لحج، شمال محافظة عدن، بأنها قتلت وأصابت ما لا يقل عن عشرين من مليشيا الحوثي وقوات صالح. وقال مصدر بالجبهة: إن المقاومة تمكنت من استعادة السيطرة على موقع جبل منيف المطل على محور العند الذي كان تحت قبضة مليشيا الحوثي وقوات صالح، ومواقع أخرى بمحيط معسكر لواء لبوزة. وأضاف المصدر، أن المقاومة صدت محاولة تسلل لمليشيا الحوثي وقوات صالح عبر منطقة نخيلة في ضواحي العند. غارة أمريكية إلى ذلك، قال شهود: إن طائرة بلا طيار هاجمت قاعدة عسكرية يسيطر عليها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في جنوب شرق اليمن في الساعات الأولى من صباح أمس الجمعة، مما أدى لمقتل أربعة يشتبه بأنهم متشددون. وتقع القاعدة قرب مدينة المكلا الساحلية التي كانت هدفا لكثير من هجمات الطائرات بدون طيار في الأسابيع القليلة الماضية والتي أسفر أحدها عن مقتل ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أحد أنشط أذرع التنظيم المتشدد. الدعوة لهدنة وفي السياق، دعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى "هدنة انسانية" في الصراع الدائر في اليمن خلال شهر رمضان. وقالت في بيان: "ستتيح هدنة للمنظمات الدولية توصيل الطعام والدواء والوقود التي تمس الحاجة اليها للمدنيين في جميع أنحاء اليمن." وصنفت الأممالمتحدة، يوم الأربعاء، الحرب في اليمن كأزمة إنسانية من المستوى الثالث وهو الأسوأ.