قامت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها ولله الحمد على تحكيم القرآن الكريم والعمل بهدي الرسول المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، وهذه نعمة كبيرة بأن وحدت القيادة والشعب على العمل بهذا الدين الرباني المبارك مع التمسك والقبول بهذا المنهج السماوي العادل الذي ينظم كافة شئون الحياة سواءً للفرد أو للجماعة أو للدولة، كما يقنن العلاقات العامة سواءً الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية وغيرها. إن هذا التوافق المبارك بتحكيم شرع الله العزيز أوجد تكاتفا قويا ما بين القيادة والشعب السعودي الكريم، حيث إن الطرفين يرجعان إلى نفس المصدر (شرع الله) ويطبق الجميع المنهج الإسلامي في تعاملاتهم وعلاقاتهم الحياتية، لذلك نرى الاستقرار السياسي والأمن الاجتماعي والتطور الاقتصادي في بلادنا الغالية، وهذه الأمور أساسية جداً في كيان الدولة وحياة الشعوب وعند فقدانها (لا سمح الله) ينتج تشرذم للدولة وتشرد الشعب والفقر والفاقه لأبناء الوطن ولا شك بأن الشواهد على ذلك كثيرة في العديد من الدول التي ليست بعيدة عنا رغم وجود مصادر دخل مادي كبير عند هذه الدولة مثل: وجود النفط أو الثروة الزراعية والبشرية وغيرها، لذلك فإن تكاتف الشعب مع القيادة في بلادنا المباركة نعمة يجب أن نحافظ عليها بشتى الوسائل وألا نعطي مجالا تماماً للحاقدين والمشككين بأن يبثوا سمومهم في المجتمع عن طريق كثرة الانتقاد وتأجيج الفتنة وبث الشائعات المغرضة، وقد سخر هؤلاء الأعداء للمملكة العربية السعودية وشعبها العديد من الوسائل القذرة لهدم المجتمع السعودي الكريم الذي يتمسك بدينه وأخلاقه الطيبة ومحبته وطاعته لقيادته المخلصة التي هي أحد عوائل المجتمع السعودي والتي تبادل أبناء الوطن الحب والمودة والولاء لخدمة هذه البلاد العزيزة. إن تأصيل مبدأ «تكاتف الشعب مع القيادة» أمر أساسي جداً يتطلب الاهتمام به لتأكيده وفهمه عند مختلف شرائح المجتمع وفي كافة المناطق ولدى مختلف المراحل العمرية لتكون لدينا بنية اجتماعية قوية وكيان مؤسسي ثابت نحافظ جميعاً عليه (الحاكم والمحكوم) حتى ندحض العدو ونصد عن وطننا الغالي الشرور والمشاكل التي تكتوي بها مع الأسف بعض الدول نتيجة الخلاف والكره بين الراعي والرعية التي نشأت نتيجة لظلم الحاكم وبُعد المجتمع عند الهدي الإسلامي المبارك.. وإلى الأمام يابلادي.