أكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان أن انعقاد منتدى مجلس الأعمال السعودي الروسي في مدينة سانت بطرسبيرغ الروسية، اليوم، يأتي في إطار وضع آفاق جديدة لعلاقة اقتصادية واستثمارية بين دولتين عريقتين في حضارتيهما وانجازاتهما الاقتصادية والسياسية . وأوضح عبداللطيف العثمان خلال كلمته في افتتاح منتدى مجلس الأعمال السعودي الروسي الذي يعقد تحت شعار "حان وقت العمل: الجهود المشتركة لتحقيق الاستقرار والنمو" أن المنتدى يهدف إلى تقوية وترسيخ العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة العربية السعودية وروسيا ،خاصة وأن الدولتين ضمن دول مجموعة العشرين الأكبر اقتصادا في العالم، ولدى كل منهما نقاط قوة ومزايا تنافسية عالية في مجالات مختلفة ،معربا عن أمله في استثمار هذه المزايا بشكل يخدم اقتصاد البلدين و أن تشهد الفترة القريبة القادمة تعاونا استثماريا متميزا بينهما . وقال العثمان "يسألني الكثير عن المملكة وعن اقتصادها والاستثمار فيها؛ ودائما أقول أن ماضي المملكة شهد انجازات كبرى بكل المقاييس، ومستقبلها واعد مدعوماً برؤى طموحة لقيادتها "، منوهاً بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- لشعب المملكة عند توليه مقاليد الحكم التي تلخص ما نحن مقبلين عليه من تنمية ,كما أن الدولة ستعمل على بناء اقتصاد قائم على أسس متينة تتعدد فيه مصادر الدخل وتنمو من خلاله المدخرات ،وإيجاد فرص للعمل في القطاعين العام والخاص ,مع حرصه الشخصي - حفظه الله - على معالجة أي معوقات من الممكن أن تواجه المستثمرين في المملكة . وأبان محافظ الهيئة العامة للاستثمار أن المملكة أكبر اقتصاد في المنطقة واحدى ثلاث دول الأسرع نموا في مجموعة العشرين حيث بلغ حجم اقتصاد المملكة 746 مليار دولار وبعدل نمو أسمي خلال العشر سنوات الماضية 6 % ,وتتميز بنظام استثمار أجنبي يكاد يكون الاكثر تقدما مقارنة بأغلب الدول ولديها بنية تحتية متطورة يجري تحديثها باستمرار ،كما أن لديها الموقع الجغرافي المشجع على الاستثمار مدعما باستقرار سياسي وعزيمة صادقة من الحكومة بتفعيل دور القطاع الخاص. واستعرض المهندس عبداللطيف العثمان في كلمته أمام المنتدى استفاده المشاريع المقامة في المملكة المحلية والأجنبية من الحصول على الطاقة والأراضي بأسعار معقولة جداً، وحصولها على التمويل الميسر من عدة صناديق حكومية لدعم المشاريع الاستثمارية التي تحتاجها المملكة، وتقديم دعم مالي مقابل تدريب وتوظيف المواطنين السعوديين؛ ومعاملة حكومية تفضيلية في الشراء في مشاريع الدولة . وعلى جانب الشركات الأجنبية ومن بينها الشركات الروسية الرائدة أوضح معاليه أنه يسمح لها بالتملك بنسبة 100% في جميع القطاعات ,مع استثناءات بعض القطاعات التي تستوجب وجود شريك محلي وهي قطاعات الخدمات المالية, الاتصالات , الخدمات الاستشارية المهنية, تجارة الجملة و التجزئة , مع عدم فرض ضريبة الدخل، أو الضريبة على القيمة المضافة، أو ضريبة المبيعات، أو ضريبة ملكية ،مع وجود معدل ضريبي منافس على ارباح الشركات قدره 20 % من الأرباح مع السماح بترحيل الخسائر . وقال: إن من المزايا كذلك حق إعادة كاملة لرأس المال والأرباح، والأرباح الموزعة ,كما يحصل المستثمر على خدمات الهيئة العامة للاستثمار من خلال موقع الهيئة ومراكز الخدمات الشاملة ،معربا عن فخره بامكانية انجاز الهيئة لجميع الخدمات الكترونيا وفي فترة لا تتجاوز الخمسة أيام ,وأن كل ذلك يجعل بيئة الاستثمار في المملكة تعد الأكثر رحابة وجاذبية للمستثمرين . ونوه إلى أن المملكة تشهد اليوم نشاطا اقتصاديا ضخما وحراكا تنمويا شاملا في كافة مناطق المملكة ولا يقتصر على المدن الكبيرة ، الأمر الذي مكننا من توفير فرص استثمار فريدة لتأسيس كيانات استثمارية عملاقة يمكن أن تقدم خدماتها ومنتجاتها على مستوى المملكة والمنطقة ، وذلك بما يخدم الاقتصاد السعودي ويسهم في تنويعه وزيادة صادراته ، وبما يحقق الأهداف التنموية الوطنية وعلى رأسها تدريب وتأهيل وتوظيف ابناء وبنات الوطن ,مشيراً إلى أن الاستثمار الاجنبي في المملكة بلغ 208 مليارات دولار بمعدل يتراوح بين 10-15 مليار سنويا . ولفت المهندس العثمان النظر إلى أن هذه الاستثمارات كانت تتمركز في قطاع الطاقة والبيتروكيماويات والبناء والتشييد الا أننا نسعى لمضاعفة حجم هذه الاستثمارات من خلال الاستفادة من النمو في قطاعات جديدة مثل الصحة والنقل والسياحة وتقنية المعلومات وغيرها الكثير من القطاعات الواعدة، معلنا عن تطبيق جديد تم اطلاقه على الأجهزة الذكية وهو تطبيق Invest in Saudi و يتضمن تعريفا شاملا بالفرص الاستثمارية التي تضمنتها خطة الاستثمار الموحدة التي تعدتها الهيئة بالتعاون مع الجهات الحكومية في المملكة وقد حددت الخطة أكثر من 100 فرصة استثمارية في 18 قطاع قيمتها حوالي 344 مليار دولار ،وتهدف خارطة الاستثمار لاستغلال القوة الشرائية في مشاريع تتجاوز ال 500 مليار دولار في العشر سنوات الحمس القادمة . واختتم معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار كلمه بالشكر الجزيل لإتاحة الفرصة للتعريف بالمملكة العربية السعودية وما تقدمه من فرص استثمارية واعدة ،معربا عن تطلعه عن أن يتمكن المنتدى من اطلاق عدة شراكات فعالة ترفع من مستوى الاستثمار بين البلدين لمستويات ترقى إلى امكاناتنا وترضي طموح قياداتنا. جدير بالذكر أن الهيئة العامة للاستثمار تنظم منتدى الأعمال السعودي الروسي بمشاركة عدد من الجهات الحكومية في المملكة وكبار رجال الاعمال ورؤساء شركات يمثلون مختلف القطاعات الاستثمارية في المملكة. وسيقوم أعضاء الوفد السعودي وممثلو الجهات الحكومية برئاسة معالي محافظ الهيئة العامة للاستثمار المهندس عبداللطيف العثمان بعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات ثنائية مع نظرائهم من الجانب الروسي، واستعراض أهم الفرص الاستثمارية وسبل تنمية العلاقات والتعاون في المجال الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين وزيادة حجم التبادل التجاري بما يتناسب مع امكاناتهما الاقتصادية ويعكس تنامي العلاقات بينهما. وتعد روسيا من الأسواق المهمة في ضوء التنوع والنمو الكبير الذي يشهده الاقتصاد السعودي وما يتوفر فيه من فرص في قطاعات واعدة استثمارياً تناسب الشركات الروسية التي تتمتع بخبرات وامكانات متميزة في عدة مجالات. كما يشارك مجلس الغرف السعودية بوفد يضم 30 من رجال الأعمال السعوديين في المنتدى ممثلا للعديد من القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية في أجندة التعاون الاقتصادي مع روسيا، وستركز مناقشات قطاع الأعمال السعودي على التعاون في مجالات الزراعة والأمن الغذائي وتنمية البنية التحتية، والنقل، وتوليد الطاقة، والمواد الكهربائية، والطب والرعاية الصحية، والنفط والغاز والبتروكيماويات، والعقارات والإسكان والبناء والتشييد. كما سيتم خلال المنتدى عقد ورش عمل متخصصة يقدمها خبراء لبحث كيفية التعاون في هذه القطاعات والفرص الاستثمارية المتاحة فيها.