في يوم ليس كسائر الايام. قرأت مثل غيري الخبر المفرح. بحصول الشيخ عبداللطيف بن حمد الجبر على جائزة السلام. وهي جائزة تمنحها المنظمة العالمية للسلام والازدهار الدولي نظير ما قدمه من أعمال إنسانية تجاه المجتمع وكأول سعودي ينال هذه الجائزة العالمية.. ولا أبالغ إن قلت إنه ورغم مرور عقود من السنوات على ذلك المشهد الذي كنت شاهدا عليه في مجلس "الشيخ حمد الجبر" رحمه الله أيامها كنت أتردد على هذا المجلس بحكم علاقتي الاخوية بابنه العزيز "أحمد" فهو زميل دراسة. لحظتها لم يكن أحمد في المجلس. كان موجودا الشيخ حمد وموظف تحصيل فواتير المياه "حنون" وهو من أبناء فلسطين. كانت أسرة الجبر الكريمة فيما مضى من زمن تقدم خدمات توصيل المياه لمدينة المبرز من خلال شبكة متكاملة من ضمن مبادراتها وخدماتها المفيدة للمجتمع التفت حنون للشيخ وقال له بصوت خفيض: هناك أكثر من بيت لم يسدد فاتورة المياه. رأيك طال عمرك. فتطلع اليه بحده وأشار اليه بأصبع السبابة: يا أخ حنون عدة مرات قلت لك. لا تفكر في قطع الماء عن أي بيت. ولو تراكمت فواتيره بلغ الابن عبدالعزيز وهو يسدد عنه. لم يتردد حنون أن قام وقبل رأس الشيخ حمد. وهو يردد بارك الله فيما تقوم به من خير. وهكذا نجد أن بذرة الخير التي غرسها الشيخ حمد. تنامت وتمددت تحت رعاية الابناء وحتى الاحفاد. فهنا مستشفى وهناك مركز لامراض الكلى ومساكن خيرية. ومساعدات عينية. الكثير منها لا يعلن عنه. فلا عجب بعدها أن يتم تكريم رجالها في العديد من المحافل والمناسبات. فالعمل الخيري بات جزءا لا يتجزأ من عمل "أسرة الجبر" وبالمناسبة يجدر بنا الاشارة الى ما يقوم به بين فترة وأخرى الشيخ الجليل محمد شقيق عبداللطيف وأحد أبناء الاسرة من دعمه للعرسان والعرائس الجدد، فأكثر من مرة قدم لهم كافة تجهيزات بيوتهم من الأجهزة والأدوات الكهربائية. غير المساعدات المالية الاخرى التي لا يعلم بها أحد. لذلك فحياة هذه الأسرة العزيزة في مجتمع الاحساء باتت تشرق دائما بفعل الخير وعمل الطيبات. واذكر أن أخي الحبيب عبدالمحسن الجبر عندما علم بتنظيمي معرضي الشخصي الاول والذي افتتحه الامير محمد بن جلوي ال سعود عام 1402ه في مجمع الاحساء أصر على أن تقوم شركة الجبر أيامها بتقديم تكاليف الحفل. وبحكم عملي مديرا للعلاقات العامة والإعلام سابقا بصحة الاحساء كنت على اطلاع ودراية كبيرة بما يدور في الاجتماعات التحضيرية لمشاريع الجبر الخيرية مع كبار المسئولين في صحة الاحساء. وما زلت أذكر ما كان يردده: ابو ماهر لهم من استعداد أسرتهم لتوفير كل ما من شأنه يحقق مشروعا مثاليا ومتكاملا. أبعد هذا لا تستحق هذه الاسرة الكريمة ومن خلال ابنها البار الشيخ عبداللطيف جائزة السلام. إنها تستحق أكثر. ولأننا ندعو لها ونحبها أكثر.