قال وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عبدالله إن المحادثات بشأن هدنة محتملة في الحرب اليمنية «لم تحقق أي تقدم»؛ نظرا لعدم حضور وفد الحوثيين المدعومين من إيران إلى الأممالمتحدة في جنيف حيث تعقد المحادثات. وقال لرويترز: «كان من المفترض أن نتوصل «أمس» إلى شيء إيجابي، يكتفون هم بالجلوس في فندقهم يطلقون كل أنواع الشائعات، لم يحضروا قط». وردا على سؤال حول ما إذا كان وفده يعتزم مغادرة المحادثات قال الوزير: «أمامنا 48 ساعة ونأمل أن يشاركوا في المحادثات». وكشفت مصادر دبلوماسية في جنيف أن هناك خطة من ثلاثة بنود يجري بحثها بين القوى الدولية والإقليمية، تتضمن إرساء هدنة إنسانية عاجلة، وانسحابا مرحليا من المدن تتبعها انسحابات أخرى، وإيجاد آلية لمراقبة الهدنة والانسحاب، بحيث ترتبط الهدنة بانسحاب الحوثي إلى مواقعه في صعدة. ولا يزال الانقلابيون الحوثيون وحلفاؤهم -وفد حزب المخلوع علي عبدالله صالح- على خلاف حول تشكيل الوفد المشترك المكون من سبعة فقط، وكل طرف يعتقد بأحقيته في النصيب الأكبر.وقد عطلت الخلافات وشروط الانقلابيين التعجيزية بدء مشاورات جنيف، ففيما يتمسك وفد الحكومة بقرارات الشرعية الدولية، يرفضها وفد الانقلابيين، ما يزيد من صعوبة مهمة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، الذي أكد أن المجتمعين اليمني والدولي يتطلعان إلى مشاورات جنيف باعتبارها وسيلة سلمية للخروج من الصراع، وتحقيق التحول في اليمن كما جاء في مبادرة مجلس التعاون الخليجي، واتفاق وآلية تنفيذها ودعمها، وتطبيق قرارات مجلس الأمن بما فيها القرار 2216، ونتائج الحوار الوطني. وقصفت طائرات التحالف أهدافا في أنحاء اليمن امس الأربعاء وامتدت إلى محافظة في غرب البلاد لأول مرة رغم محادثات السلام الجارية في جنيف؛ بهدف إنهاء نحو ثلاثة شهور من القتال، وهزت سلسلة انفجارات قوية العاصمة اليمنية صنعاء إثر تعرض "مخازن أسلحة وصواريخ" في جبل نُقم لقصف عنيف شنته مقاتلات التحالف. ميدانيا، دوت، مساء أمس، ثلاثة انفجارات قوية في حي الجراث بصنعاء. وقال متحدث باسم جماعة الحوثيين: إنها نتيجة انفجار سيارات ملغومة، استهدفت اثنتان منها منزلين لقياديين حوثيين في وسط العاصمة، وهما رئيس المكتب السياسي لجماعة الحوثي صالح الصماد، والقيادي في الميليشيات طه المتوكل. واستهدفت السيارة الثالثة مسجد القبة الخضراء في حي هايل وسط صنعاء، وتواترت أنباء عن سقوط 30 قتيلا وعشرات الجرحى فيما طوقت ميليشيات الحوثي أماكن الانفجارات. وتشهد شوارع صنعاء إجراءات أمنية مشددة من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح. وفي وقت سابق، فجرت ميليشيات الحوثي منزل عضو وفد اليمن المفاوض عن الحكومة، عبدالعزيز جباري، في ذمار. وقصفت طائرات التحالف قواعد للجيش في العاصمة صنعاء وأهدافا للمقاتلين الحوثيين في صحراء وسط اليمن ومحافظة المحويت الجبلية وهي واحدة من آخر محافظات اليمن التي لم تقصف منذ بدء حملة القصف الجوية في مارس. وتعرض موقع تابع للحوثيين، ووحدة عسكرية موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح في جبل المشبه لغارة جوية. وقالت المقاومة الشعبية إنها نصبت كمينا داخل مطار عدن الدولي جنوبي البلاد لمسلحي جماعة الحوثي. وذكرت مصادر في المقاومة أن عناصر منها تسللت إلى مدرج مطار عدن ومحيطه من جهة الغرب ونصبت كمينا للحوثيين ما أدى لمقتل عدد منهم، ووصفت العملية بالنوعية. كما تعرضت مواقع مسلحي الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح داخل المطار وفي أجزاء أخرى من المدينة لغارات جوية من قبل تحالف عملية إعادة الأمل. وفي أبين، قتل ثمانية أشخاص وجُرح ستة آخرون في مواجهات بين المقاومة الشعبية من جهة ومسلحي الحوثي وقوات موالية لصالح من جهة أخرى في المنطقة الوسطى بالمحافظة. وتشهد جبهات القتال منذ يومين مواجهات عنيفة بين الطرفين، خاصة في محيط مدينتي لودر والعين، ومنطقة جبل عَكد. وأفاد شهود عيان أن عشرات المسلحين الحوثيين والجنود الموالين للرئيس المخلوع فروا من جبهات القتال باتجاه محافظة البيضاء الخاضعة لسيطرتهم. وفي محافظة شبوة جنوبي اليمن، سيطرت المقاومة أمس على مواقع كانت تتحصن فيها قوات الحوثي وصالح. وذكر شهود أن القوات المتمردة انسحبت من مواقع لها في وادي "خِرْ" في بيحان بشبوة. ومع قدوم شهر رمضان هذا العام يعيش اليمنيون أزمة إنسانية، في ظل النقص الحاد في الوقود، ومادة الغاز المنزلي، وانتعاش بيعها في السوق السوداء بأسعار تزيد ستة أضعاف عن سعرها الرسمي. يعاني اليمنيون من نقص حاد في الوقود وانقطاع الكهرباء وزيادة في أسعار البضائع. ووجهت منظمة الشفافية ومناهضة الفساد اتهامات للحوثيين، وأتباع الرئيس السابق علي عبدالله صالح باحتجاز أكثر من 60 في المائة من الوقود الذي يصل الى محافظات الشمال اليمنية، وبيعه في السوق السوداء للاستفادة من فارق السعر في تمويل ما يسميه الحوثيون بالمجهود الحربي. وقفزت أسعار الدقيق والقمح وزيوت الطبخ والمواد الغذائية قبل يومين من دخول شهر رمضان بنسب تفوق 200 في المائة من أسعارها الحقيقية. سياسيا، دخلت محادثات سلام ترعاها الأممالمتحدة بشأن اليمن امس يوما ثالثا في جنيف وبدأ المبعوث الخاص للمنظمة الدولية في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد دبلوماسية التنقل بين الطرفين امس الأربعاء لمد الجسور، لكن الطرفين يرفضان حتى الآن الجلوس إلى مائدة واحدة وعبرا عن مواقف متضاربة. وقالت"العربية": إن الحوثيين اشترطوا لإطلاق المشاورات إعلان هدنة إنسانية، وهو ما وافقت عليه الثلاثاء الحكومة اليمنية شريطة تطبيق الانقلابيين للقرار الدولي 2216. ونقلت وكالة رويترز عن مندوب يمني في جنيف أن كل الأطراف متوافقة بشأن التوصل لهدنة لمدة شهر، تشمل وقف كافة الأعمال العسكرية، غير أن اتفاقاً رسمياً لم يتم التوصل إليه بعد. وقال محمد الزبيري عضو وفد الحوثيين في جنيف: "لا حوار مع هؤلاء غير الشرعيين". شروط يضعها وفد المليشيات المتمردة رغم مطالبته سابقا بعدم وضع شروط لمحادثات جنيف. ويبدو بعض من هذه الشروط تعجيزيا، فالوفد الحوثي طالب بإجراء محادثات مباشرة مع الجانب السعودي رافضاً الحوار مع الحكومة اليمنية، كما طالب بوقف ضربات التحالف العربي على مواقعهم في اليمن. في المقابل، يطرح الوفد الحكومي أجندة يقول إنه لن يتنازل عن تطبيقها، منها: الالتزام بتطبيق القرار 2216، والإفراج عن ستة آلاف سجين محتجزين لدى الحوثيين من بينهم وزير الدفاع، فضلا عن مطالبة المتمردين بالانسحاب من عدن وتعز كمرحلة أولى في تطبيق القرار الأممي. كما حذر الوفد من أن الاهتمام بمطالب المتمردين بهدنة إنسانية قد يصرف النظر عن الهدف الرئيسي لجنيف. وجاء رفض ممثلي الحزب الاشتراكي والحراك الجنوبي اعتبارهم تابعين لأي من وفدي التفاوض، كمعضلة أخرى، مطالبين بتخصيص طاولة خاصة بهم أسوة بوفدي الحكومة والمتمردين. وتباعد وجهات النظر في جنيف وتعنت المتمردين عبر وضعهم شروطاً تعجيزية، جعل أقصى طموح للوساطة الأممية، حسب مراقبين، هو التوصل إلى اتفاق مع الوفدين حول أسماء المشاركين، ووضع جدول أعمال يمثل النقاط التي ستطرح على طاولة الحوار.